بينما يضرب داعش.. يلعب تنظيم القاعدة المباراة الطويلة للتفوق في النهاية
بينما يضرب داعش.. يلعب تنظيم القاعدة المباراة الطويلة للتفوق في النهايةبينما يضرب داعش.. يلعب تنظيم القاعدة المباراة الطويلة للتفوق في النهاية

بينما يضرب داعش.. يلعب تنظيم القاعدة المباراة الطويلة للتفوق في النهاية

شنّ تنظيم داعش الأسبوع الماضي هجومين كبيرين خلفا ضحايا بالعشرات في منطقتين متباعدين من العالم فيما يبدو أنه لفت للأنظار إليه، لكسب رهان زعامة التنظيمات المتشددة.

وبحسب تعبير صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن هذه الهجمات التي استهدفت كلا من تركيا وبنغلاديش، قد تكون جزءاً من محاولة يائسة للتنظيم للإبقاء على حلم الخلافة حياً.

وإذا كان الأمر على هذه الحالفإنه بالإمكان اعتبار الأسبوع الماضي قد مثل نجاحاً كبيرا للتنظيم المتشدد، حيث سجل رعبا مدويا في بقعتين متباعدتين من العالم.

وعلى الرغم من أزمة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقد تمكن المتشددون من جذب الاهتمام العالمي إليهم، من خلال الهجوم على المطار الدولي الرئيسي في تركيا والذي أسفر عن مقتل 41 شخصاً، والهجوم الثاني في بنغلاديش التي تقع على بعد حوالي 4 آلاف ميل من تركيا، وخلف قتل 20 أجنبياً كانوا يتناولون وجبة العشاء في أحد المطاعم بالمنطقة الدبلوماسية في عاصمة الدولة غير المستقرة الواقعة في جنوب آسيا دكا.

البحث عن الإثارة

وتم تجاهل العديد من الهجمات الأخرى في جميع أنحاء العالم، والتي شملت الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة 11 شخصًا في شمال الكاميرون وهجوما في كينيا وتفجيرا دمويا في أفغانستان، العدد الهائل من الضربات المسلحة التي نشهدها في الوقت الحالي يعني أن الهجمات الأكثر إثارة فقط - وتلك التي يكون معظم القتلى من الغربيين - يتم تغطيتها إعلامياً بشكل كبير، أما بقية الهجمات فلا تحظى بالكثير من الاهتمام.

وإذا كانت الهجمات التي وقعت في مطار اسطنبول  نفذها تنظيم داعش بأن أرسل التنظيم انتحاريين من الرقة مقره في سوريا، فإن مسئولين غربيين  يعتقدون أن التنظيم اعتمد على أعضاء محليين ينتمون إليه لتنفيذ هجوم دكا.

وحذر محللون في الاستخبارات الغربية منذ فترة طويلة، من أنه نظراً لضعف قدرة تنظيم داعش على صد الهجمات المضادة فإنه سيلجأ إلى شن حملة عنف رفيعة المستوى.

الحفاظ على الهيمنة

وفي الشهر الماضي قال جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية CIA أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي إنه "نظراً لتصاعد الضغوط على تنظيم داعش لذلك نحن نرى أنه سوف يكثف حملته الإرهابية العالمية للحفاظ على هيمنته في أجندة الإرهاب العالمي".

ويبدو أن هذا التنبؤ قد تحقق الآن؛ حيث سقطت مدينة الفلوجة المُهمة بالنسبة للمتطرفين في جميع أنحاء العالم، في يد قوات الحكومة العراقية، وفي ليبيا فقد التنظيم سيطرته على ميناء سرت، وبدأت الفصائل التابعة له تفقد قوتها في اليمن وأفغانستان ومصر.

التنافس على العنف

كما أكد برينان أن التنظيم لا يركز على ضرب أهداف غربية فقط، ولكنه يقاتل أيضًا للحفاظ على التفوق الذي حققه بشق الأنفس داخل الحركة الجهادية العالمية، حيث يعتبر العداء الشخصي ما بين أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، عميقا جداً والمنافسة بين التنظيمين على أشدها، وهذا الأمر يُعد محركاً رئيسياً للعنف.

وتعتبر بنغلاديش منذ فترة طويلة محور تركيز تنظيم القاعدة، وتتمركز القاعدة في جنوب آسيا منذ 28 عاما بعد 6 سنوات من نشأته، ويُظهر هجوم داعش في دكا مدى قوة منافسه في منطقة تعتبرها القاعدة حديقته الخلفية.

وأمام هذه الوضع سيكون من الخطأ شطب قدامى المحاربين لصالح القادمين الجدد، حيث أصبح تنظيم داعش هشاً، وما يسمى بـ "الخلافة" هو مشروع طموح كبير وضعيف نتيجة لذلك.

وعلى الرغم من الهزائم والنكسات فإن فقدان أراض كثيرة، وخاصة مدينتي الرقة والموصل، سوف تقوض بشدة ادعاءات التنظيم وقوة زعيمه.

ويحتاج مشروع داعش لتحقيق انتصارات مستمرة والسيطرة على أراض جديدة، فهو تنظيم قائم على التقدم وليس التراجع، مع الحاجة الدائمة لفرص جديدة من أجل الابتزاز والنهب.

ورغم أن نهاية هذه اللعبة الفوضوية بعيدة بعض الشيء فربما تأخذ سنتين أو ثلاث سنين، لكن عندما تأتي قد لا يكون الفائز فيها الغرب أو القوى الإقليمية، بل قد يكون الجماعة التي من خلال استراتيجيتها الدقيقة استطاعت الصمود إن لم يكن التوسع خلال السنوات الأخيرة وهى تنظيم القاعدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com