لماذا يُصلح أوباما علاقته مع روسيا حول سوريا؟
لماذا يُصلح أوباما علاقته مع روسيا حول سوريا؟لماذا يُصلح أوباما علاقته مع روسيا حول سوريا؟

لماذا يُصلح أوباما علاقته مع روسيا حول سوريا؟

قدمت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما مؤخرًا اقتراحًا مكتوبًا إلى موسكو، يتمثل مضمونه في وعد واشنطن بتوحيد الجهود مع القوات الجوية الروسية لتبادل المعطيات حول الأهداف وتنسيق حملة موسعة لقصف مواقع جبهة النصرة "فرع تنظيم القاعدة في سوريا"، موضحة أن الخطة تتوقف جزئيًا على ما إذا كانت روسيا مستعدة للضغط على حليفها الرئيس بشار الأسد لوقف قصف المعارضة المعتدلة.

وبحسب مجلة "نيوز ويك" الأمريكية، ستسهم الولايات المتحدة بمعلومات مخابراتية، وتنسيق الهجمات الجوية مع روسيا ضد جبهة النصرة في إطار خطة أمريكية – روسية لمواجهتها. بعد فترة وجيزة من رفض الولايات المتحدة الانخراط في تعاون إستراتيجي مع روسيا في سوريا.

وسيتم بموجب هذه الخطة قيام قوات المعارضة المعتدلة بفصل نفسها عن جبهة النصرة، وانتقالها إلى مناطق يمكن تحديدها، بما لا يجعلها عرضة لاحتمال التعرض لضربات جوية من القوات الحكومية والقوات الروسية.

ووفقًا للكاتب "فيصل عيتاني"، في مقال له نشرته مجلة "نيوز ويك"، "يعتبر اقتراح الخطة الأمريكية-الروسية، وقيام إدارة أوباما بإصلاح علاقتها مع روسيا حول الأزمة السورية،  دليلا إضافيا على أن إدارة أوباما تخلت منذ فترة طويلة عن السعي للإطاحة بالأسد، وتعتقد أنه لا يوجد حل فوري للحرب الأهلية السورية"، مضيفًا أن "أوباما اقترب من مغادرة منصبه، وخطته الحالية تتمثل في إدارة العنف حتى نهاية العام، وترك المشكلة للرئيس المقبل".

وقال مسئولان أمريكيان اشترطا عدم الكشف عن هويتهما: "إنه رغم أن الخطة قيد النقاش داخل الإدارة الأمريكية إلا إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد"، وفي موسكو، أكدت الخارجية الروسية أنها مستعدة لدراسة مبادرات أمريكية حول إبرام اتفاقية التعاون العسكري في سوريا، مشيرة إلى أن روسيا لم تتلق مقترحات رسمية بعد.

وتأتي هذه الخطة بعد أيام من توقيع 51 دبلوماسيًا أمريكيًا على مذكرة تعارض سياسة الولايات المتحدة في سوريا، إذ لا تزال السياسة الرسمية للولايات المتحدة في سوريا تعتمد على اتفاق جينيف الثاني، في حين يدعو هؤلاء الدبلوماسيون إدارة بلادهم بشن هجمات عسكرية على قوات النظام السوري، مشيرين إلى أن استخدام الطرق الدبلوماسية بات غير مجد.

وحذر محللون مختصون بالشأن السورى من أن وجود تحالف علني بين واشنطن وموسكو من شأنه أن يسبب المزيد من الاستياء بين السوريين، ويساعد الجماعات المتطرفة على الازدهار.

وقال كريس هارمر المحلل في معهد دراسات الحرب، "إذا فصل المعتدلون أنفسهم عن النصرة، سوف يتحرك الروس والأسد على الفور لقتلهم، ففكرة أن تفصل المعارضة المعتدلة نفسها عن النصرة لن تحدث، إنها (خطة الإدارة) طريق طويل مسدود في نهايته".

ورأى تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط، أن "تنسيق عمليات أمريكية روسية مشتركة ضد جبهة النصرة سيؤدي مباشرة على تقويض مصداقية المعارضة الرئيسة نفسها".

وقال "ليستر" إن "جبهة النصرة قضت الأعوام الخمسة الماضية وهي تدمج نفسها داخل الحركة الثورية من أجل حماية نفسها من هذا التهديد"، مضيفًا أن "البديل الوحيد المتبقي هو دعم تيار المعارضة المدنية والسياسية والعسكرية الحقيقي، كممثل عن المجتمع السوري، إذ يشكل حاجزا طبيعيا أمام جبهة النصرة المتطرفة".

ويرى مراقبون آخرون، أن استهداف جبهة النصرة قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز شعبيتها، لاسيما في ظل إشادة السوريين المناهضين للنظام بها بوصفها القوة القتالية الكثرى فاعلية في السعي للإطاحة بالأسد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com