هجوم داكا يهز "واحة" الأجانب الهادئة في بنغلادش
هجوم داكا يهز "واحة" الأجانب الهادئة في بنغلادشهجوم داكا يهز "واحة" الأجانب الهادئة في بنغلادش

هجوم داكا يهز "واحة" الأجانب الهادئة في بنغلادش

على حديقة غناء.. يطل مبنى فخم يضم مخبز "هولي أرتيزان" في الطابق السفلي ومطعم "أوكيتشن" في طابقه العلوي، فيبدو كما لو كان واحة في مدينة تتزايد فيها المخاطر.

لكن هذه الصورة تبددت حوالي الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، أمس الجمعة، بعد أن اقتحم مسلحون بوابة المبنى الذي يبيع المعجنات والبيتزا للصفوة في داكا.

وقالت أجنيس بارولو، زوجة مستشار الشؤون الدولية لرئيسة وزراء بنغلادش: "إنه مكان فخم.. ملتقى الدبلوماسيين ورجال الأعمال الناجحين والسياسيين.. الصفقات تبرم هناك كما تجري المناقشات السياسية".

وتابعت أنه في بنغلادش -حيث تواترت الأنباء في الآونة الأخيرة بإقدام جماعات جهادية على قتل ليبراليين ومنتمين لأقليات دينية وآخرين- كان هذا المكان "بقعة خاصة".

ولم يتضح على الفور الأثر الأوسع للهجوم -الذي خلف 26 قتيلًا منهم ستة مسلحين- على مناحي الحياة والعمل في هذه الدولة الآسيوية، التي تعتمد بشكل كبير على الأجانب، وعلى قطاع تصدير الملابس البالغ حجمه 26 مليار دولار. وكان البنك الدولي حذر من قبل من أن التشدد قد يعطل مسيرة بنغلادش، لكي تصبح دولة متوسطة الدخل.

وقال متحدث باسم الجيش في بنغلادش، إن معظم القتلى أجانب. ونقل مسؤول من وزارة الداخلية في بنغلادش عن ناجين من الهجوم، قولهم إن المسلحين طالبوا أبناء البلد بالابتعاد عن الطريق.

وقال مسؤول آخر من بنغلادش لشرطة التحقيقات، إن "أحد المهاجمين لعن أحد رواد المطعم لأنه كان يتناول الطعام مع غير مسلمين خلال رمضان، وأعلن أن الدولة ستصبح الآن دولة إسلامية".

وقال محمد صديق الرحمن رئيس رابطة مصنعي ومصدري الملابس الجاهزة في بنغلادش: "لم تشهد بنغلادش قط مثل هذا الهجوم المروع. إنه صفعة قوية لصورتنا.. إنه يضر بصورتنا وسيضع ضغوطًا على أعمالنا".

"نكهة أجنبية خالصة"

وقال مدير شركة مقرها فرنسا لشراء الملابس في داكا، إن عمله قد يعاني الآن ركودًا كبيرًا، مضيفًا "أخشى أن تتخذ الشركة قرارًا بتقليص حجم العمل أو تصفيته تمامًا".

وكان كثيرون يرون في المطعم والمخبز رمزًا لمستقبل ربما كان أكثر انفتاحًا على مختلف الثقافات والجنسيات.

وقال أسماء الحسنى، الصحفي في جريدة "ذا ديلي ستار" الذي كان كثيرًا ما يتردد على المبنى: "كانت له نكهة أجنبية خالصة.. لا توجد في داكا الكثير من مثل هذه المقاهي."

وقال علي أرسلان، أحد مالكي مطعم "أوكيتشن" إنه غادر حوالي الساعة الثامنة وعشر دقائق مساء قبل اقتحام مجموعة من المسلمين المبنى ذي الواجهة الحجرية والخشبية وهم يكبرون.

وأرسل أحد الطهاة رسالة على صفحة المطعم على تطبيق "واتساب" كتب فيها أن هناك أعيرة نارية. ونقل أرسلان عن روايات تلقاها من مكالمات هاتفية ورسائل نصية لشهود عيان أن المسلحين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي، والزبائن كانوا يفرون خوفًا، كما تجمعت مجموعة من الناس على السطح.

ثم حدثت مذبحة

وقال البريجادير جنرال بالجيش نعيم أشفق تشودري للصحفيين في داكا: "معظمهم قتل دون رحمة بآلات حادة الليلة الماضية"، ونشر جناح تنظيم داعش الإعلامي، صورة قال إنها من مكان الحدث، وتظهر فيها برك كبيرة من الدماء على الأرض وجثث بجوار مقاعد مقلوبة.

وقال أرسلان إنه "من السابق لأوانه أن يحدد إن كان هو وشركاؤه سيعيدون فتح المكان"، مضيفًا "بالطبع لا نريد أن ينتصر هؤلاء.. لكن من الضروري أن تكون لديك القوة من أجل الاستمرار".

شهادة ناج

دييجو ريفيرا، هو طاهي أرجنتيني كان يعمل في المطعم الواقع في داكا، الذي تم استهدافه مساء أمس الجمعة. وتمكن من الفرار من المهاجمين إلى جانب آخرين من الطاقم، بالصعود إلى سقف فوق المطبخ ثم القفز منه.  

ونقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" عن ريفيرا، القول: "لقد كانت الساعة تجاوزت الثامنة والنصف مساء، وكنت في المطبخ في المنطقة التي يتم فيها إخراج الأطباق للزبائن. ولحسن الحظ كان هناك قليل من الزبائن. كان يمكن أن تكون المأساة أكبر بكثير".  

وأضاف أن "المهاجمين كانوا يبلغون ما بين 20 إلى 25 عامًا، ورددوا الله أكبر، وكانوا يحملون حقائب كبيرة بها مواد ناسفة وقنابل وقنابل يدوية، وكذلك شفرات".  

وأشار إلى أن "أغلب الزبائن الإيطاليين كانوا رجال أعمال. وأنقذ أحدهم نفسه لأنه تلقى اتصالا هاتفيًا وخرج من المطعم. ثم اختبأ خلف شجيرة. ولست متأكدًا مما إذا كانت زوجته نجت ".  

وفي تصريحات منفصلة لوكالة الأنباء الإيطالية (انسا)، أضاف الطاهي الناجي، "لم يكن المهاجمون يبحثون سوى عن الأجانب".  

وتحدث طاهي آخر وهو إيطالي ويدعى جاكوبو بيوني لصحيفة "لا ريبوبليكا". وقال: "هربت مع دييجو وزملاء آخرين في الاتجاه المعاكس للمهاجمين. يوجد خلف المطبخ سلالم تؤدي إلى السطح في الطابق الثاني. ثم بدأوا الصراخ وإطلاق القنابل اليدوية علينا فبالتالي قفزنا". 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com