‫الحقل الثقافي.. بوابة ألمانيا لإعادة اكتشاف القارة السمراء‬‎
‫الحقل الثقافي.. بوابة ألمانيا لإعادة اكتشاف القارة السمراء‬‎‫الحقل الثقافي.. بوابة ألمانيا لإعادة اكتشاف القارة السمراء‬‎

‫الحقل الثقافي.. بوابة ألمانيا لإعادة اكتشاف القارة السمراء‬‎

بدأت ألمانيا إعادة اكتشاف القارة الإفريقية من خلال تعيين الدائرة الثقافية بوزارة الخارجية المغربية علياء سبتي لترميم وإصلاح العلاقات مع القارة المهملة منذ فترة طويلة.

وأكملت المغربية علياء سبتي "33 عاماً"  دراساتها العليا في فرنسا، ثم أصبحت المسؤولة عن معرض الصور الدولية في باريس في عام 2009، وبينالي مراكش في عام 2014.

وترى علياء فرنسا دولة "منغلقة جداً " وهي تقيم وتعمل الآن في برلين. ومنذ شهر نيسان/ أبريل ترأس ايفا غاليري، وهو معرض الفن المعاصر التابع لـمعهد العلاقات الدولية.

وليس من قبيل الصدفة اختيار السلطات الألمانية علياء سبتي. فمنذ بضع سنوات تستخدم وزارة الشؤون الخارجية دائرتها للشؤون الثقافية لإصلاح العلاقات مع القارة الإفريقية المهملة منذ فترة طويلة.

ففي يوم الأحد 22 أيار/ مايو، كلّف الوزير فرانك فالتر شتانميير بتنظيم مؤتمر في برلين لاثنين من منظّري ما بعد الفترة الاستعمارية، الكاميروني اشيل امبيمب، والهندي دي بيش شاكرابارتي، وإطلاق سلسلة من الاجتماعات حول هذا الموضوع.

ويقول أندرياس غورجين، مدير إدارة الثقافة في وزارة الشؤون الخارجية إن " الأزمات التي تعبر العالم لا يمكن مقارنتها بالثورات البركانية".

ويؤكد الكاميروني اشيل امبيمب أن أسباب هذه الأزمات ليست طبيعية، ولكن مجتمعية فنموذج الدولة/الأمة الأوروبية هي جزئياً السبب في الاضطرابات التي تحدث في كل مكان من العالم ولكن الفكر الأوروبي يملك الأمل أيضاً، شريطة إحياء إمكانياته الحرجة.

إنتاج ثقافي مشترك

وقال تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية إن مناقشات عديدة مع المثقفين، وزيادة التعاون مع المجتمع المدني، تعزز البنية التحتية للثقافة الألمانية في الخارج.

ويمثل الإنتاج الثقافي المشترك المحرك الرئيسي للوزارة في هذا المجال ولتحقيق ذلك فقد قفزت ميزانية أندرياس غوجين من 780 مليون يورو عام 2014 إلى إلى 870 مليون يورو في عام 2016. لكن معهد جوته الذي يوزّع منحًا دراسية للطلاب الأجانب يمتلك موارد أكبر بكثير من موارد نظيريه المعهد الفرنسي ومعهد كامبوس فرانس.

في أفريقيا، تنشط ألمانيا نشاطاً واسعاً في مجال الإنتاج الثقافي المشترك. فهي من دون تباه مفرط تدعم ثلاث منصات إنترنت للتعريف والترويج لفنانين أفارقة معاصرين، في الموسيقى والسينما.

وهي تقدم في كل مرة منحاً تزيد عن 100 مليون يورو. ناهيك عن مشاركة قوية من جانب اثنين من صناع السينما الألمانية في مدرستين للسينما: فولكر شلوندورف، في رواندا، وتوم تايكوير في كينيا.

وجود صيني مكثف

يقول أندرياس غورجين "هناك  وجود صيني مكثف في إفريقيا، ولذا يجب أن نساعد الفنانين الأفارقة لإنتاج تاريخهم وثقافتهم الخاصة. وإلا فسيستحوذ الصينيون على كل شيء. فلهذا السبب أتمنى التعاون أكثر مع فرنسا".

وأضاف"منافسنا ليس المعهد الفرنسي، وإنما هي معاهد كونفوشيوس التي تنشرها بكين في القارة. فالتفكير الأوروبي لا ينبغي أن يتجه فقط  نحو الاستعمار، ولكن أيضا نحو القرن الحادي والعشرين".

توعية النخب

بحكم تأثرهم العميق بهذا الخطاب، وانجذابهم للفرص التي تمنحها برلين أو انجذابهم لكرم المؤسسات العامة، استقر عدد من الفنانين والمثقفين الأفارقة في ألمانيا، حيث يمارسون فيها جزءاً كبيراً من أعمالهم.

ومن بين هؤلاء، على سبيل المثال ولا الحصر، النحات قادر عطية، وهو فرنسي من أصل جزائري، والكاميروني سيمون نجامي، المولود في لوزان، والبوركي فاسو سواداغو، وأليكس موسى، مدير مهرجان أفريكاميرا Afrikamera ،ودييبيدو فرانسيس كيري، المهندس المعماري.

اكتشاف القارة من جديد

من جانبهم، بدأ الألمان يعيدون اكتشاف القارة. ولكن ليس فقط من الناحية الثقافية ويقول أندرياس إيكرت، من جامعة هومبولت في برلين، وهو واحد من المؤرخين الألمان القلائل المتخصصين في تاريخ إفريقيا "هناك وعي بطيء من قبل النخب الألمانية، التي بدأت في حمل أفريقيا على محمل الجد. ولكن في الغالب الصحفيون والاقتصاديون هم الذين يكتبون عن إفريقيا والذين يبيعون لنا هذه القارة باعتبارها الأمل الأخير للرأسمالية العالمية".

بصمات هامشية

الاهتمام المتجدد بإفريقيا يسلّط الضوء على الماضي الاستعماري لألمانيا وهو ما نجحت ألمانيا في نسيانه لبضعة عقود.

لقد امتلكت بالفعل، بين 1871 و 1918، وهو ما يمثل الآن الكاميرون وتوغو وناميبيا وبوروندي ورواندا، ولكن بالمقارنة مع فرنسا وبريطانيا فإن بصمات ألمانيا في القارة ظلت لفترة طويلة بصمات هامشية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com