إلى أي مدى يؤثر تحالف إسرائيل مع تركيا على علاقاتها مع قبرص؟
إلى أي مدى يؤثر تحالف إسرائيل مع تركيا على علاقاتها مع قبرص؟إلى أي مدى يؤثر تحالف إسرائيل مع تركيا على علاقاتها مع قبرص؟

إلى أي مدى يؤثر تحالف إسرائيل مع تركيا على علاقاتها مع قبرص؟

حرصت الحكومة الإسرائيلية على التأكيد لكل من مصر والولايات المتحدة الأمريكية واليونان وقبرص على أن اتفاق المصالحة مع تركيا، الذي تم التوصل إليه الثلاثاء، لن يمس بالعلاقات المشتركة معها، لكن أحد البنود التي يشملها الاتفاق يجد معارضة واضحة من نيقوسيا، وهو البند الخاص بالتعاون في مجال الغاز الطبيعي.

ويشمل الاتفاق الإسرائيلي - التركي بنداً بمقتضاه، تبدأ تركيا وإسرائيل في مفاوضات لمد خط أنابيب يربط بين حقول الغاز الإسرائيلية بالبحر المتوسط، وبين أحد الموانئ التركية، حيث ستعد الأراضي التركية منطلقاً لدخول الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.

ورد الناطق باسم الحكومة القبرصية بأن بلاده "لن تسمح بمرور هذا الخط في المياه الإقليمية، إذا لم تحل القضية القبرصية"، مضيفاً أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هاتف الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في هذا الصدد".

لكن التصريح الذي أدلى به الناطق باسم الحكومة القبرصية رغم التطمينات التي أرسلتها تل أبيب، يعني أن الأخيرة لم تنجح في تهدئة مخاوفها بشأن التعاون مع تركيا قبل حل القضية القبرصية، ما يعني أنها تنظر إلى الاتفاق التركي – الإسرائيلي على أنه يسحب من رصيد علاقاتها بتل أبيب.

وبنت إسرائيل علاقات اقتصادية قوية مع قبرص منذ الزيارة التي قام بها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو العام الماضي، ولا سيما في قطاع الطاقة ومجال الغاز الطبيعي.

وعوّلت "تل أبيب" على التعاون مع نيقوسيا لتحقيق الاستفادة القصوى من ثروات الغاز الطبيعي وتسويقه بشكل مشترك، معتبرة هذا التعاون منطلقاً للتعاون في مجلات أخرى، منها المجال الأمني على أساس أن تهديدات مشتركة تطل برأسها على البلدين.

واكتشفت كل من "تل أبيب" ونيقوسيا كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في مياههما الاقتصادية في السنوات الأخيرة، وتحدثت تقارير عن تعاون مشترك بين البلدين، وإتفاق الجانبين على توسيع هذا التعاون في ملف الغاز الطبيعي، بما في ذلك استغلال أنابيب الغاز، وشبكات الربط الكهربائي إلى الأسواق الأوروبية.

وأعلن الجانبان في تموز/ يوليو من العام الماضي عن خطة لاستغلال ثروات الغاز الطبيعي في البلدين، وقالا إنهما بحثا العديد من الطرق لدفع هذا التعاون قدما.

ووقعت كل من تل أبيب ونيقوسيا أواخر عام 2010 اتفاقا للتعاون في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي واستخراجهما في المياة الاقتصادية المشتركة التي تجمعهما شرق البحر المتوسط، وهو الاتفاق الذي تسبب وقتها في تحفظ تركي، ولكن هذا التحفظ لم يمنع إسرائيل وقبرص من التوقيع على مذكرة تفاهم لبناء مصنع للغاز المسال في قبرص، 26 حزيران/ يونيو 2013.

ونظرت إسرائيل إلى قبرص كونها شريكا إقليميا، واعتبرتها إلى جانب اليونان، نواة لتشكيل تحالف إقليمي عوضاً عن تركيا، والتي شهدت العلاقات معها "هذا قبل التوقيع على الاتفاق" تدهوراً في السنوات الست الأخيرة.

واعتبرت إسرائيل أن قبرصا هي الجسر الأقصر إلى أوروبا، وبخاصة في مجال الطاقة، حيث سعت لفتح أسواق جديدة في أوروبا بعد اكتشافات الغاز الطبيعي في مياهها الاقتصادية في العقد الأخير، على الرغم من المنافسة الروسية الكبيرة على هذه الأسواق.

وبدا الاتفاق التركي – الإسرائيلي بالنسبة لقبرص عملاً يحمل جانباً عدائياً تجاهها، يقوض الاتفاقيات الموقعة معها في مجال الغاز الطبيعي، حيث تنظر إلى التحالف التركي – الإسرائيلي على أنه صفعة موجهة للشراكة التي سعى الطرفان إليها منذ سنوات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com