تساؤلات حول مدى صمود التحالف العسكري الفرنسي- البريطاني
تساؤلات حول مدى صمود التحالف العسكري الفرنسي- البريطانيتساؤلات حول مدى صمود التحالف العسكري الفرنسي- البريطاني

تساؤلات حول مدى صمود التحالف العسكري الفرنسي- البريطاني

أعربت وزارة الدفاع الفرنسية عن ثقتها بصمود التحالف العسكري مع بريطانيا، في الوقت الذي أكدت فيه على أن التحالف "شراكة استثنائية بين قوتين نوويتين عضوين في مجلس الأمن"، وفق تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية.

وقال الصحيفة في التقرير الذي نشرته الأحد إن "فرنسا وبريطاني تحتفظان بالمبادرات المشتركة التي ستعرض في قمة الناتو يومي 8 و 9 تموز/يوليو المقبل، إضافة إلى اتفاق بينهما حول  قوات جديدة لنشرها في الشرق ضد روسيا، علاوة على رفضهما تحويل منظمة حلف شمال الأطلسي إلى وكالة دفاع مكلفة بالإنفاق نيابة عن الدول التي ترفض الاستثمار".

في هذا الإطار، شدد الأمين العام للناتو ينس شتولتنبرج في بروكسل على القول بأن "المملكة المتحدة ستظل حليفا قويا وملتزما في منظمة حلف شمال الأطلسي وستستمر في لعب دور حاسم".

بينما رأى مراقبون أن معاهدة الدفاع الثنائية التي وُقعت في لانكستر هاوس في العام 2010 لمدة خمسين عاما وتم توسيعها لتشمل الأسلحة النووية بين فرنسا وبريطانيا، لم يتم التراجع عنها.

في حين أكد وزيرا الدفاع الفرنسي والبريطاني على استعدادهما لمواصلة تعزيز الشراكة بين بلديهما، على الرغم من وجود أجندات متباينة وخلافات سياسية شديدة حول القارة الأوروبية.

بيد أن رئيس مجلس الدفاع الفرنسي البريطاني في لندن كلير شيك أشارت إلى أن "العقبات السياسية متكررة والعلاقة تمضي بحسب الفرص السانحة، ولكن منذ ست سنوات لم تتعرض هذه العلاقة لانتقادات متبادلة".

في الوقت الذي تؤكد فيه بريطانيا وفرنسا على  أنهما "البلدان الوحيدان اللذان يملكان القدرة والإرادة للعمل على الصعيد العسكري من بين الدول الأوروبية".

إلا أنه إثر انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأثر ذلك على العلاقات مع فرنسا، قال أحد المقربين من الوفد المرافق لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان "المشكلة بعد التصويت هي التأكد من أنه لا يوجد انسحاب استراتيجي للمملكة المتحدة، ففرنسا ستساعد بريطانيا على أن تظل لاعبا في شؤون العالم"، مشددا على أن "الشراكة يجب أن تستمر لأنها مصلحتنا."

في ذلك، أكد الخبراء الفرنسيون أنه "لا يوجد سبب لتغيير ذلك حتى بعد التصويت على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، فالتعاون قائم يوميا حيث تنقل الطائرات البريطانية القوات الفرنسية إلى مالي، والطائرات الفرنسية تحرس السوحل الإنجليزية ضد الغواصات الروسية".

وقد صادقت بريطانيا وفرنسا في نهاية 2016 على  تشكيلقوة التدخل العسكري السريع المشترك خلال تدريب نهائي جمع  3500 بريطاني و1700 فرنسي، حيث لم يسبق للجيشين أن تدربا معا بهذا المستوى.

وفي معرض أشكال التعاون العسكري بين البلدين،  أطلق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بميزانية أولية قدرها 2 مليار يورو مشروع الطائرات بدون طيار الذي سيحل محل الجيل الحالي من طائرات الهجوم الأوروبية مع حلول العام 2030، من خلال شركة داسو وBAE.

كما أقمت الدولتان في  نهاية العام 2015 مصنعا مشتركا للصواريخ ضمن شركة MBDA في كلا البلدين.

لكن هذه الإنجازات لم تتحقق بشكل سلس وسهل، فباريس تشك في الإرادة الصادقة لحليفتها البريطانية التي التزمت بتقليص حاد في جيشها، والبريطانيون يتهمون الفرنسيين بأنهم لا ينفقون في مجال الدفاع سوى 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع من الناتو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com