الدب الروسي يرقص فرحًا بخروج بريطانيا من أوروبا

أثار تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، والذي أظهرت نتائجه فجر اليوم فوز معسكر "الخروج" بنسبة 51,9%، مقابل 48,1 من الأصوات لصالح البقاء. حالة من الحزن لدى قادة بعض دول الاتحاد.

واعتبر بعضهم، أن القرار مثل يوما حزينا على القارة العجوز، إلى أن ما حدث في المملكة المتحدة أمس، أثلج صدر القيصر الروسي فلاديمير بوتين، الذي بدا سعيدا بانسحاب بريطانيا من المنظومة الأوروبية، وإن حاول وزير خارجيته سيرجي لافروف، التظاهر بأن القضية لا تعني روسيا في شيء، بقوله "إن ما حدث في بريطانيا شأن داخلي"، لكن المعطيات السياسية والدبلوماسية تفند ما ذهب إليه رئيس الدبلوماسية الروسية.

وتعليقا على هذه النتائج، وما تعنيه لروسيا ورئيسها، قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إن "نتائج الاستفتاء في بريطانيا، أسرت على الأرجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، معربا عن أمله في أنها لن تسمح بتخفيف الضغط على موسكو.

وقال هاموند في حديث لقناة "بي بي سي" اليوم الجمعة، "اتفقنا على أن العقوبات ضد روسيا ستمدد في يونيو... إلا أن مهمتنا تتمثل في الحفاظ على صرامة العقوبات بعد يونيو".

ويرى الوزير البريطاني، أن الرئيس بوتين سيشعر صباح اليوم بتخفيف الضغط، وسيرى المزيد من فرص التخفيف النظري للعقوبات الأوروبية.

وبالفعل حاول الكرملين اليوم الجمعة، التركيز على رغبته في بقاء الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية كبيرة وذلك بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من عضوية الاتحاد.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، "موسكو تريد أن يبقى الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية كبيرة تتمتع بالازدهار والاستقرار و(بأوضاع) قابلة للتنبؤ."

وأضاف، "لدينا عبء ثقيل جدا من العلاقات الصعبة مع بريطانيا العظمى، نتمنى أن يسود فهم للحاجة لوجود علاقات جيدة مع بلدنا في ظل هذا الواقع الجديد".

"انتصار بوتين"

وفي هذا السياق، وصف سفير الولايات المتحدة السابق لدى روسيا، مايكل ماكفول، نتائج استفتاء خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي بأنه "انتصار لبوتين" حسب تعبيره.

وكتب ماكفول في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الجمعة، "صدمت بنتائج الاستفتاء، كل من يؤمن بقوة ووحدة وديمقراطية أوروبا خسر، أما بوتين فقد فاز".

وغرد في وقت لاحق: "أهنئ بوتين بالانتصار في Brexit"،.. لكن الروس يصرخون أن بوتين غير مذنب... ماذا يعني ذلك؟. وردا على هذه التعليقات كتب: "بوتين لاعلاقة له بذلك.. بل بوتين انتصر، يوجد فارق".

ومن جانبه، استغل مرشح الحزب الجمهوري المفترض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، فرصة تواجده في اسكتلندا لافتتاح منتجع جولف يملكه هناك، للتعليق على تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا إن البريطانيين "استعادوا زمام الأمور في بلادهم."

ولم تكن تصريحات ترامب مفاجأة، حيث عبر في عدة خرجات إعلامية قبيل عملية التصويت عن أن أمله في أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي، معلناً أنه يميل إلى خيار الخروج، ويدعم معسكره.