بريطانيا تصوّت للعنصرية
بريطانيا تصوّت للعنصريةبريطانيا تصوّت للعنصرية

بريطانيا تصوّت للعنصرية

"إنه انتصار للعنصرية". هكذا علت صيحات المدافعين عن بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، بينما رفع المعسكر الآخر الكؤوس "نخب" هذا الانتصار التاريخي.

وفيما وصف وزير خارجية ألمانيا خروج بريطانيا من الاتحاد بـ "اليوم الحزين"، أعرب زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي والمهاجرين، نايجل فاراج، عن سعادته بنتائج الاستفتاء المصيري، وقال "أجرؤ الآن أن أحلم بأن الفجر مقبل على مملكة متحدة مستقلة".

وعلق الخبراء بأن هذا الفجر المنتظر هو فجر "العنصرية والتعصب ونبذ الآخر".

وأحصى الخبراء عوامل عدة دفعت النسبة الغالبة من البريطانيين إلى اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي كان يمثل، على ما يبدو، عبثا ثقيلا للمملكة المتحدة.

وتأتي في مقدمة هذه العوامل، بحسب الخبراء، قضية اللاجئين الذين يتدفقون على القارة العجوز بأعداد غير مسبوقة باتت تهدد مستقبل عدد من الأحزاب والتيارات السياسية التي تناصر اللجوء، وتهدد مستقبل القارة برمتها.

وسارع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان إلى التعليق قائلا، إن "الشعب البريطاني لم يكن راضيا عن سياسات الاتحاد الأوروبي إزاء أزمة الهجرة"، في إشارة إلى سياسة الأبواب المفتوحة التي أغضبت حكومات دول أوروبا الشرقية.

وتعتبر العمالة الوافدة من بلدان اوروبا الشرقية، عاملا هاما، أيضا، بحسب الخبراء، جعلت الكفة تميل لصالح المغادرة، فهذه الأعداد الوافدة زاحمت البريطانيين وتقاسمت معهم موارد البلاد، وأسهمت في رفع مستوى البطالة.

علاوة على ذلك، فإن البريطانيين، الذين يوصفون بأصحاب "الدم البارد"، اختاروا العزلة الطوعية بعيدا عن أوروبا، بعد أن أرهقت الضرائب كاهلهم، بحسب بعض الإحصائيات التي أظهرت أن المواطن البريطاني كان يدفع ضريبة انضمام بلاده للاتحاد من دون أن يلمس أي جدوى لذلك.

ويضاف إلى ذلك، بحسب الخبراء، مسألة "الإسلاموفويا" التي باتت تتعزز في المجتمعات الأوروبية التي رأت فظائع تنظيم داعش، وعانت من ممارسات هذا التنظيم المتطرف الذي تبنى عمليات إرهابية دامية في فرنسا وبلجيكا، وصولا إلى أمريكا على الضفة الثانية للأطلسي.

وكان لافتا رفع بعض المناصرين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لشعارات تحذر من انضمام تركيا المسلمة، ذات الثمانين مليونا، إلى النادي الأوروبي "المسيحي".

وقال بعض الخبراء إن هذه المخاوف ليست في محلها، بدليل ان الأصوات التي أيدت بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد جاءت بصورة خاصة من لندن، "المدينة الكوسموبوليتية" التي تعيش في احتكاك يومي مع المهاجرين واللاجئين، بينما صوتت المدن البعيدة عن المركز لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي حفاظا على العرق النقي لـ"أحفاد شكسبير"، بحسب تعبير أحد المتابعين للاستفتاء.

في غضون ذلك، طالبت أصوات يمينية في بلدان أوروبية متعددة، بانفصال بلدانهم عن الاتحاد الأوروبي، عقب إظهار نتيجة التصويت البريطاني.

و أبدى نائب زعيمة الجبهة الوطنية اليمينة في فرنسا، فلوريان فريبون، ترحيبه بنتائج الاستفتاء، قائلا إنه جد سعيد بترجيح البريطانيين كفة الانفصال.

من جانبه، دعا النائب اليميني المتطرف في البرلمان الهولندي، خيرت فيلدرز، إلى تنظيم استفتاء في بلاده على غرار بريطانيا.

وأوضح خبراء أن انتشار “عدوى” الرغبة في الانسحاب كانت أبرز هواجس الاتحاد الأوروبي، إذ من شأن خروج بريطانيا أن يشجع دولا أخرى على أن تسلك المنحى نفسه.

وكانت رئيسة لجنة الاستفتاء في بريطانيا أعلنت عن فوز معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد تصويت غالبية البريطانيين لصالح خيار الخروج، في وقت توالت ردود الأفعال الأوروبية المستاءة من نتائج الاستفتاء.

وقالت جيني واتسون إن 51,9 من البريطانيين صوتوا في الاستفتاء الذي جرى الخميس لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 43 عاما.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com