حوار العربية والعبرية.. أعداء في فلسطين أصدقاء في جامعة بريطانية
حوار العربية والعبرية.. أعداء في فلسطين أصدقاء في جامعة بريطانيةحوار العربية والعبرية.. أعداء في فلسطين أصدقاء في جامعة بريطانية

حوار العربية والعبرية.. أعداء في فلسطين أصدقاء في جامعة بريطانية

برنامج "شجرة الزيتون (olive tree)"، الرائد بجامعة سيتي في لندن، والذي ساعد على تقريب وجهات النظر بين الطلبة الشباب، القادمين من خطوط المواجهة القاسية، في منطقة الشرق الأوسطـ، يعاني حاليًا من مشاكل مالية، حيث بدأت أموال البرنامج تنفد.

وقالت الصحيفة، إنه خلال السنوات الـ12 منذ انطلاق برنامج منحة "شجرة الزيتون" تخرج  58 طالبًا فلسطينييًا وإسرائيلياً من جامعة سيتي، وتتضمن دراساتهم حلقات حوار وتفاعل ومناقشات، وعلى رأس التحديات الروتينية لحياة الطلاب، كان عليهم التعامل مع مشكلات رهيبة، منها قتل مسلحين فلسطينيين قبل أيام، أربعة إسرائيليين في قلب تل أبيب، وإغلاق إسرائيل الضفة الغربية بالكامل.

وكانت هناك نقاط أخرى، تتمثل في ثلاثة حروب على غزة (آخرها كان في العام 2014، والتي أسفرت عن مقتل 2100 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، و 66 جندياً إسرائيلياً) وحرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ولكن خلال هذه الحروب حضر طلاب فلسطينيون وإسرائيليون فصول دراسية معاً، وسكنوا في شقق مشتركة، جاءوا من مختلف مشارب الشرق الأوسط، إلى بيئة فريدة من نوعها، مكنتهم من تحقيق فهم أفضل للصراع الذي يشكل حياتهم.

وقالت ستاف شافير، الحاصلة على شهادة من جامعة سيتي، في علم الاجتماع والصحافة عام 2009، وهي الآن ناشطة اجتماعية شهيرة، وأصغر عضو في الكنيست الإسرائيلي: "البرنامج قدم لنا مساحة وتجربة خاصة، لا تتوفر لأي إسرائيلي أو فلسطيني في المنطقة".

أما أحمد، وهو ابن لأبوين فلسطينيين لاجئين في ليبيا، ونشأ في مدينة نابلس، فقد درس الهندسة في المجموعة الأولى، ومثل العديد من الطلاب السابقين، تمكن من البقاء في لندن.

وأكد أنه استفاد من كونه قادراً على التحدث مع العدو، ويقول: "كنا جميعاً قادرين على الاستماع إلى بعضنا، أنا اكتسبت قدرًا هائلاً من المعرفة، ولكنني مازلت لا أعرف كيف يتم حل الصراع".

ولا يزال أحمد صديقاً جيدًا لجلعاد الذي يدير محطة إذاعية في تل أبيب.

ويقول الكثيرون إن القيمة الحقيقية للتجربة، كان التعرض لفترات طويلة للجانب الآخر، وليس مجرد لحظات عابرة، حيث أتاحت التجربة عقد لقاءات وحوارات قصيرة.

وحنين، التي حصلت على شهادة في العلوم السياسية هذا الصيف، هي مواطنة فلسطينية من إسرائيل تتحدث اللغة العبرية بطلاقة، وقد أتاح البرنامج لحنين أن تلتقي بزملاء فلسطينيين من قطاع غزة، وقالت: "لو كان جميع الإسرائيليين مثل زملائي في الفصول الدراسية للبرنامج، لكانت الأمور أسهل".

وأضافت: "إلا أن ما يحدث في الوطن هو شيئ قاتل، ولا يبدو أنه على وشك الحل في المستقبل القريب".

وقالت الطالبة الإسرائيلية نيتسان إنها شعرت بأن لديها الكثير من القواسم المشتركة مع الفلسطينيين، مثل الطعام واللغة العامية، أكثر من البريطانيين الذين التقت بهم.

وقال بهاء، وهو من بيت لحم ويعمل الآن مقدم برامج بقناة تلفزيونية عربية في لندن، إن البرنامج "أعطاني فرصة لإجراء محادثات مع الآخر، أو العدو، لدينا الكثير من الأشياء المشتركة أكثر من كراهية الطقس الإنجليزي".

كان الحفل مؤثراً بشكل مضاعف، لأن البرنامج بأكمله، ليس مجرد عام دراسي سينتهي الآن، وسوف يستمر العمل فقط بمشروع بحثي حول حل النزاعات بشكل عام.

وقالت روزماري هوليس، أستاذ العلوم السياسية ومديرة البرنامج، إنه من الصعب شرح ما أنجزه البرنامج، ولكن هناك ملخص بسيط هو "إذا استطعت جمع الأعداء ليتعلموا من بعضهم البعض، وليس للاتفاق، فقد يكون الأمر ذو قيمة كبيرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com