نتنياهو يسعى لترتيب لقاء مع كيري عشية صدور تقرير الرباعية
نتنياهو يسعى لترتيب لقاء مع كيري عشية صدور تقرير الرباعيةنتنياهو يسعى لترتيب لقاء مع كيري عشية صدور تقرير الرباعية

نتنياهو يسعى لترتيب لقاء مع كيري عشية صدور تقرير الرباعية


أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بصدد عقد اجتماع مع وزيرالخارجية الأمريكية جون كيري في إحدى العواصم الأوروبية،  في إطار ضغوط تمارسها واشنطن لدفع المبادرة الفرنسية الرامية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والخروج من حالة الجمود السياسي الراهنة.


ونقلت عن مصادر سياسية أن موعد اللقاء لم يتحدد بشكل نهائي، على الرغم من المحاولات الأمريكية للتنسيق لعقد هذا اللقاء الأسبوع المقبل، وأن جدول أعمال نتنياهو ربما لا يسمح بترتيب لقاء من هذا النوع في القريب العاجل.


ولفتت المصادر إلى أن نتنياهو أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية الأمريكي يوم الجمعة الماضي، تم التأكيد خلاله على ضرورة عقد اللقاء، وأن كيري شدد على أهمية أن يكون اللقاء وجها لوجه، وليس عبر اتصال هاتفي.


وتابع أن الهدف الرئيسي هو مناقشة مسألة الاهتمام الدولي المتزايد في الشهور الأخيرة بمسيرة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا سيما المبادرة الفرنسية، التي تثير قلق مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي مضيفا أن مسئولين كباراً في مكتب نتنياهو، أكدوا أن المبادرة الفرنسية تلقى اهتماما أمريكيا كبيرا، في وقت يحاول نتنياهو جاهدا وقف هذه المبادرة ولا يبدي حماسة تجاهها.


وكان كيري قد شارك في المؤتمر الوزاري الذي عقد في باريس مطلع الشهر الجاري، وناقش الترتيبات الخاصة بعقد مؤتمر دولي بناء على المبادرة الفرنسية، بحضور دولي كبير، على الرغم من المعارضة الإسرائيلية الصريحة.


تقرير اللجنة الرباعية


وتحدثت الصحيفة مع مسؤولين إسرائيليين أكدوا لها أن التطور الأكثر خطورة بالنسبة لتل أبيب، يتعلق بتقرير اللجنة الرباعية الدولية، الذي من المزمع صدوره الخميس المقبل، وهو التقرير الذي أعده دبلوماسيون من روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وكان النصيب الأكبر منه للجانب الأمريكي.


ويتطرق التقرير لأسباب الجمود السياسي الحالي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والمخاطر المحدقة بحل الدولتين، لكن مسئولين إسرائيليين حذروا بحسب الصحيفة، من تبني مجلس الأمن لتقرير اللجنة، الذي يوجه انتقادات حادة لحكومة نتنياهو، على خلفية خططها الاستيطانية، وتوسيعها لعمليات البناء بمستوطنات الضفة الغربية، ولا سيما في المنطقة (ج).


وأفادت الصحيفة أن نتنياهو يحاول ممارسة ضغوط على واشنطن لتأجيل صدور تقرير الرباعية، وأنه ربما تكون هناك صلة بين هذا التقرير وبين ترتيب اللقاء بين نتنياهو وكيري.


مخاوف إسرائيلية


وتابعت أنه في أعقاب صدور التقرير سوف ينعقد مجلس الأمن الدولي لمناقشة ملفات متعلقة بالشرق الأوسط، وأكدت أن أكبر المخاوف الحالية في إسرائيل تتعلق باحتمال أن تقوم الدول الأعضاء باللجنة ببلورة بيان ختامي يتبنى نتائج وتوصيات التقرير، الذي يدين الحكومة الإسرائيلية، مضيفة أنه على الرغم من كون البيان سيكون رمزيا، لكنه سيزيد من أهمية تقرير الرباعية.


وتوقع مراقبون إسرائيليون في الأيام الأخيرة، أن تشهد الفترة المقبلة ضغوطا مكثفة على حكومة نتنياهو، من قبل المجتمع الدولي، رغم حالة الارتياح التي أعقبت صدور البيان الختامي لمؤتمر باريس الأخير.


وأشار المراقبون  إلى أن ضغوط المجتمع الدولي ستتزايد تدريجيا مع إصرار باريس على السير في مبادرتها، والتوقعات بأن تطرح واشنطن بدورها رؤية جديدة قبيل حلول تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.


وكشفت مصادر إعلامية أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يصر على الإمساك بخيط يمكن أن يقود للسلام في الشرق الأوسط قبل نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما في كانون الثاني/ يناير من العام القادم، معتبرين أنه من بين أوراق الضغط على إسرائيل سيكون تقرير اللجنة الرباعية.


صورة مظلمة


ويفترض أن يصدر التقرير الذي يعده منذ أسابيع مجموعة من الدبلوماسيين الكبار من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، خلال أيام، وسوف يكون أكثر شمولا مقارنة بالتقرير الصادر عام 2001، والذي ركز حينذاك على ملابسات وأسباب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.


ويركز التقرير الجديد على الصورة المظلمة بشأن الأوضاع بالضفة الغربية واتساع نطاق المستوطنات الإسرائيلية بالأراضي المحتلة وأي وضع آل إليه حل الدولتين حتى الآن.


ويتوقع أن  يخلو التقرير من أي إشادة برئيس الحكومة الإسرائيلية أو برئيس السلطة الفلسطينية، وسيحمل انتقادات حادة للجانبين، إلا أن  مصادر اطلعت على مسودة التقرير تؤكد أنه يميل لتحميل الحكومة الإسرائيلية، المسئولية.


ويعتقد متابعون أن التقرير سيكون الأساس الذي ستعتمد عليه الإدارة الأمريكية في جميع الخطوات السياسية المقبلة، والتي ستحدد طبيعة ميراث الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، ويقولون إن مصادر أمريكية ترجح أن إدارة أوباما ستقوم بخطوة سياسية ولن تنتظر حلول الانتخابات.



الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com