حزب الله يعلن قصف دبابة وجرافات إسرائيلية عند أطراف بلدة لبنانية حدودية

logo
العالم

"اللعب بالنار".. زيارة "غروسي" لكورسك تفشل في تبديد المخاوف النووية

"اللعب بالنار".. زيارة "غروسي" لكورسك تفشل في تبديد المخاوف النووية
زيارة غورسي لمحطة كورسك النوويةالمصدر: رويترز
29 أغسطس 2024، 2:12 م

لا يزال كابوس اقتراب الصراع الأوكراني من المحطات النووية الروسية يلقي بظلاله على دول العالم، خاصةً بعد التحذيرات التي أطلقها رافايل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية في أعقاب زيارته لمحطة «كورسك» الروسية.

وكانت الوكالة الدولية قد حذّرت مرارًا من خطورة القتال حول المحطات النووية، بعد اندلاع العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو بالأراضي الأوكرانية في فبراير 2022.

رافايل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال في أعقاب زيارته إلى محطة «كورسك» النووية الروسية، إن محطة «كورسك» للطاقة النووية من هذا النوع، وتقع بالقرب من الجبهات العسكرية، وهو أمر خطر للغاية، ونلاحظ وجود عمليات عسكرية على بُعد قريب من المحطة يجعلها محط أنظار واهتمام مباشر ومخاوف من الآثار والتداعيات غير المتوقعة للهجوم عليها.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها في مقابلة إذاعية، إن موسكو تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتحدث بصراحة أكبر عن مسائل الأمن النووي وبموضوعية ووضوح أكثر عما شاهده من محاولات أوكرانية للهجوم على محطة «كورسك» النووية، ونفت أن يكون ذلك بمنزلة طلب من الوكالة لاتخاذ موقف منحاز لروسيا.

الحل في يد أمريكا

وفي هذا الصدد يرى الخُبراء، أن زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة «كورسك» لها أبعاد سياسية تُصاحبها مخاوف أوروبية من التداعيات السلبية للهجوم الأوكراني المحتمل على المحطات النووية الروسية، التي فشلت حتى الآن رغم تقدم قواتها تقدمًا ملحوظًا في «كورسك» الروسية.

وأشار الخُبراء إلى أنه على الرغم من أن زيارة غروسي تأتي بتوقيت غاية في الأهمية، في محاولة لمنع الهجوم على المنشآت النووية والتحذيرات من خطورة الموقف، فإنها لم تحقق آمال الروس منها، التي وصفها المحللون بأنها «مخيبة للآمال».

أخبار ذات علاقة

روسيا تنتقد غروسي بعد زيارة محطة نووية في كورسك

من جانبه قال د. آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات الروسية، إن زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية مخيبة للآمال، وكان من المنتظر أن يخرج لوسائل الإعلام ويتحدث عن الأضرار التي رصدها خلال جولته، وآثار المسيرات التي اخترقت جانبًا من المحطة النووية فور إسقاطها من قبل القوات الروسية، والتي تُشير إلى نية القوات الأوكرانية في الهجوم عليها بالمسيرات التي لا تُكلفها كثيرًا، ويبلغ سعرها نحو 100 دولار، وهو السلاح الأهم لدى كييف الآن.

وتابع ملحم في تصريحات لـ«إرم نيوز»: «دائمًا ما أقول إن الحل في يد الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترغب في إطالة أمد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، عبر الدعم الأمريكي المطلق لكييف، لذا فإن زيارة غروسي لن تُثمر عن أي حلول للمخاوف الأوروبية من اقتراب الصراع إلى المحطات النووية».

وأضاف مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات الروسية في تصريحاته، أن زيارة رافايل غروسي لها أبعاد سياسية أوروبية، وتأتي في خضم المخاوف الأوروبية من لجوء أوكرانيا إلى استهداف المحطات النووية بوصفها مرحلة أخيرة لفشلها في الضغط على روسيا، خاصة أن تداعياتها ليست فقط على روسيا وأوكرانيا، وإنما على دول أوروبا الشرقية والغربية، بعد الهجوم الروسي غير المتوقع إزاء هذه الخطوة التي تسعى أوروبا لمنع أوكرانيا عنها.

وأوضح ملحم، أن العقيدة النووية الروسية تقضي بمنع استخدام السلاح النووي إلا في حالات وبنود يجب العمل على تغييرها، وأظن أن القيادة الروسية بدأت التفكير في ذلك، والسماح باستخدام السلاح النووي لردع أي قوى تحاول تهديد موسكو ومنشآت الحيوية ومواطنيها.

العقيدة النووية 

من جانبه، قال د. عمارة قناة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيفاستوبول الروسية، إن زيارة غروسي لمحطة «كورسك» تأتي في توقيت تتزايد فيه المخاوف الأوروبية من الهجوم الروسي النووي المحتمل حال استخدام كييف للأسلحة الغربية في الهجوم على المنشآت الروسية وتحديدًا النووية، التي تتخطى في هذه الحالة العقيدة النووية التي يعلم الغرب جيدًا أن التزام موسكو بها لن يطول في ظل التهديدات الأوكرانية جراء تصريحات فولوديمير زيلينكسي التي يطالب بالدعم الغربي.

وأشار أستاذ العلوم السياسية في تصريحات لـ«إرم نيوز»، إلى أن المحطة النووية في «كورسك» تبعُد نحو 50 كيلو عن الحدود الروسية مع أوكرانيا، وتضم مفاعلين نوويين يعملان بكامل طاقتهما في ظل هذه التهديدات، وجاري إنشاء مفاعلين آخرين، وحال تعرض هذه المحطة لهجوم أوكراني أو غربي، يتعرض نحو نصف مليون مواطن للموت المحقق، وهو ما حذر منه غورسي في زيارته.

وتابع قناة أن: "أوكرانيا تحاول اللعب بالنار مع روسيا جراء الضغوط على الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا بالسماح باستخدام الصواريخ الغربية في الهجوم على روسيا، إلا أن الولايات المتحدة حتى الآن تعارض هذه الخطوة؛ خوفًا من اندلاع حرب عالمية ثالثة، وبهدف عدم التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها في نوفمبر المقبل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC