رياح الشكّ تسري إلى التحالف الإيراني الروسي في سوريا
رياح الشكّ تسري إلى التحالف الإيراني الروسي في سوريارياح الشكّ تسري إلى التحالف الإيراني الروسي في سوريا

رياح الشكّ تسري إلى التحالف الإيراني الروسي في سوريا

تعيش إيران حالة من عدم الثقة في روسيا؛ حليفتها الإستراتيجية في الحرب السورية، مع تباين قوي في الأهداف الخاصة للدولتين وراء دعمهما للرئيس السوري بشار الأسد.

واستضافت إيران في قبل أيام وزيرا دفاع روسيا وسوريا في طهران، وكان الهدف المعلن من زيارة الوزيرين هو تبادل الآراء ومناقشة الحرب على "الإرهاب".

وخلال المحادثات شدد وزراء الحرب الثلاثة على تأكيد حكوماتهم  مواصلة العمليات العسكرية حتى القضاء على الإرهاب المتأصل، وخصوصًا في سوريا.

وكان الهدف الرئيس لإيران في استضافة هذا التجمع، أن توصل إلى شركائها السوريين والروسيين أنها لا تزال اللاعب الرئيس في الحرب السورية وأنها ليست على استعداد للتراجع بسبب الأسد أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن تتحقق جميع أهدافها.

وأعرب وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، عن مواصلة طهران تقديم المساعدات العسكرية للحكومة السورية، وفي الوقت نفسه، أشار إلى قلق إيران بشأن إمكانية حصول تنظيم داعش على الأسلحة النووية.

وعلق دهقان على وقف إطلاق النار المؤقت في سوريا، وخصوصًا في حلب، قائلاً "نحن نتفق على وقف إطلاق النار وضمان ألا يؤدي إلى تعزيز الإرهابيين لقواتهم".

خان طومان قاصمة الظهر

وكان الوزير الإيراني يشير إلى هجوم 7 مايو، الذي قام فيه أعضاء من الائتلاف المناهض للأسد "جيش الفتح" بمهاجمة قرية خان طومان جنوب حلب، مما أسفر عن مقتل 13 ضابطًا إيرانيًا، إضافة لأخذ العديد من الأسرى.

وكان حادث خان طومان من أكبر الهجمات على القوات الإيرانية في البلاد حتى الآن، حيث تعاني إيران خسائر مادية  وبشرية مؤلمة منذ انخراطها في الحرب على سوريا، مما اضطر أصحاب القبعات الخضر إلى التراجع عن مواقفهم.

وكشفت صحيفة "المونيتور" الأمريكية  إنه نتيجة لحادثة خان طومان، بدأ العديد من الاستراتيجيين بالحرس الثوري الإيراني، الذين سبق ورحبوا بالوجود العسكري الروسي في سوريا، التعبير عن الشك والقلق بشأن أهداف موسكو في القتال إلى جانب القوات الإيرانية واللبنانية والسورية.

ويعارض هؤلاء الاستراتيجيون وغيرهم في إيران الوجود العسكري الروسي في سوريا، ويؤكدون أن موسكو لا يوجد لديها سبب لدفع ثمن باهظ من أجل  أن تحقق طهران أهدافها، وحتى روسيا يجب متابعة أهدافها الخاصة في سوريا دون إبلاغ إيران.

ويبدو أن الشك لدى القادة العكسريين تسرب إلى المشهد الإعلامي في إيران، بعد أن كان يقوم على الثقة الكاملة في الوجود الروسي بالحرب السورية أصبح فجأة يهيمن عليه الصمت والشك العميق، وبدأ المسؤولون السياسيون أيضًا يشككون بشأن أهداف روسيا في سوريا.

ويقول متابعون للدور الإيراني في سوريا إن المسؤولين الإيرانيين ليسوا واثقين بنسبة 100%  من أهداف روسيا، ولا حتى من الأهداف المعلنة للرئيس السوري بشار الأسد.

الولايات المتحدة تدخل على الخط

وقد تعززت هذه الريبة الإيرانية من الدور الروسي خلال الشهرين الماضيين بعد العديد من التطورات السياسية والميدانية المهمة، وتشمل هذه التطورات اتفاقًا سريًا مبلغًا عنه بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الجيش السوري الحر، وقبول موسكو وقف إطلاق النار دون إبلاغ إيران ولبنان والتوقف المؤقت للضربات الجوية الروسية ضد المعارضة السورية المعتدلة وجبهة النصرة.

وفي غضون ذلك تزايد التنسيق بين طهران ودمشق مقارنة بالتنسيق بين دمشق وموسكو، وخصوصًا في ظل تصاعد الشك والريبة لدى الأسد من حليفه الروسي وأهدافه في سوريا.

وفي رسالة إلى نظيره الروسي، قال الأسد في الآونة الأخيرة "لن يرضينا أي شيء أقل من النصر الكامل في حلب".

وعلى الرغم من أن موسكو ترى تفاعلاتها مع الولايات المتحدة من منظور استراتيجي بدلًا من التركيز على المكاسب التكتيكية، إلا أنها تدرك أنه لا يمكن تحقيق نهاية اللعبة في سوريا دون التعاون مع طهران ودمشق، وهذا هو السبب الذي سافر من أجله وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو إلى طهران.

ووفقًا لمصادر إيرانية طلبت عدم الكشف عن هويتها، أعرب شويجو عن أسفه لحادثة خان طومان، وكذلك حول عدم إبلاغ إيران بشأن وقف إطلاق النار في حلب، وعلاوة على ذلك، أكد المسؤول الروسي أن موسكو ملتزمة بالتعاون مع طهران حول جميع القضايا السياسية والعسكرية.

وأضافت المصادر أن الاختلاف بين طهران وأهداف موسكو الجيوستراتيجية في سوريا، سيجعل الثمن الذي يحتاج كل جانب إلى دفعه كبيرا جدا، حتى يكون الطرفان  قادرين على التوصل إلى اتفاق شامل وطويل الأمد بشأن التعاون.

وعلى الرغم من أن هذا التعهد الروسي الذي أبلغ عنه حديثا، يمكن أن يتوافق في الوقت الحالي مع الأهداف التكتيكية لإيران وحزب الله، فإنه لا يمكن سد الفجوة الاستراتيجية بين الأهداف العسكرية الروسية وتلك الإيرانية عندما يتعلق الأمر بالحرب السورية.

روسيا وإيران.. خطان متوازيان

ويبرز اختلاف الأهداف الإستراتيجية للحليفين في روسيا بعد نقطة الإلتقاء؛ حيث إن أكبر هدف لموسكو من حماية الأسد ونظامه هو الحفاظ على إمكانية وصول أسطولها البحري إلى المدن الساحلية في شرق البحر الأبيض المتوسط، أما إيران فتحتاج سوريا للوصول إلى مناطقها الجنوبية للحفاظ على دعمها لحزب الله اللبناني.

وهكذا يمكن القول إن طهران ليس لديها خيار سوى الاعتماد على تعاون تكتيكي قصير الأجل مع الحليف الروسي في سوريا.

وعلى المدى الطويل ستضطر إيران إما لدخول الحرب السورية بالقوة الكاملة أو التخلي عن أهدافها في سوريا إلى حد ما، وهذا هو السبب في تصعيد النقاش حول الإستراتيجية الأفضل بين الفصائل الإيرانية وضد التدخل العسكري في سوريا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com