هل ينجح أردوغان بالانقلاب على سياساته في المنطقة دون ثمن ؟
هل ينجح أردوغان بالانقلاب على سياساته في المنطقة دون ثمن ؟هل ينجح أردوغان بالانقلاب على سياساته في المنطقة دون ثمن ؟

هل ينجح أردوغان بالانقلاب على سياساته في المنطقة دون ثمن ؟

تتحدث مصادر المعارضة التركية بسخرية عن خطوات متسارعة لإنقلاب في تركيا ،لن يقوم به الجيش التركي  بل الرئيس التركي  نفسه رجب طيب اردوغان . وترى المصادر أن بوادر هذا الانقلاب السياسي آخذة بالتبلور على مختلف مستويات القرار السياسي التركي، الذي اصبحت جميع خيوطه بيد أردوغان ،وحتى قبل تعديل الدستور التركي وتحويل النظام الى رئاسي وبما يتيح لأردوغان التحكم بكل السلطات دستوريا.

تفاصيل الانقلاب

وفي معرض حديث المصادر عن تفاصيل الانقلاب السياسي الذي يتضمن إعادة العلاقات مع روسيا وسورية ومصر واسرائيل بالطبع،  استذكرت سلسلة من المواقف والتصريحات الاخيرة التي تؤكد مثل هذا الامر.وفي رأيها أن تصريح وزير العدل التركي الغاضب من تبني البرلمان الالماني بالاعتراف بـ”الابادة التركية” لأكثر من مليون ارمني قبل مئة عام لم يكن تصريحا عابرا ،بل تضمن غزلا واضحا مع إسرائيل التي تجري أنقرة معها مفاوضات سرية الان لتغيير قواعد اللعبة بخصوص ضبط  حماس وغير ذلك من القضايا التي كانت خلافية . وكان الوزير التركي الغاضب من القرار الالماني قد وجه حديثه الى الالمان قائلا “تحرقون اليهود ثم تتهمون الشعب التركي بالإبادة".

تراجع في سوريا

 كما استذكرت المصادر في سياق الخطوات الانقلابية الأردوغانية تجاه الازمة السورية قول الموظف لدى أردوغان  بدرجة رئيس وزراء  بن علي يلدريم امام  البرلمان قبل اسبوع “إن اخواننا يقتلون منذ خمس سنوات في حرب عبثية في سورية” مشيرا الى ضرورة “وقف هذه الحرب”، دون ان يتطرق مطلقا الى شرط اسقاط النظام السوري.

 ومن الواضح تقول المصادر  إن وصف الحرب في سوريا بـ “العبثية”  تمثل انعطافة مهمة في السياسة التركية،  باتجاه التخلي عن  دعم المعارضة السورية المسلحة والمطالبة بمناطق عازلة داخل الاراضي السورية.

اعتذار لروسيا

 اما بخصوص العلاقات مع روسيا  فتقول المصادر إن نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش وضعها صريحة ، وهو يؤكد أن اصلاح العلاقات مع روسيا والعراق وسورية ومصر سيعود على أنقرة بعوائد تجارية قيمتها 36 مليار دولار. مطالبا بعودة  العلاقات التركية  الروسية الى سابق عهدها .وفي هذا السياق فسرت المصادر اللهجة التصالحية الأخيرة والأقرب للاعتذار لموسكو ،التي تحدث فيها  الرئيس أردوغان عن  خطأ في التقدير ارتكبه الطيار التركي الذي اسقط الطائرة الروسية راجيا ألاّ يفسد هذا الخطأ العلاقات بين البلدين الشخصية والحكومية”.

ورطة مع الأكراد

وفي تقدير المصادر ان الرئيس أردوغان الذي يريد تغيير النظام في تركيا من برلماني الى رئاسي   يعلم خطورة  الوضع   الذي باتت فيه تركيا  بلا اصدقاء، في منطقة مشتعلة بالإضطراب .  حيث تخسر تركيا الان ،خاصة في مسألة الأكراد  ، الحليف التاريخي الاميركي .مثلما خسرت روسيا  بإسقاط احدى طائراتها، ولم تكسب الاتحاد الاوروبي الذي يشكل العمود الفقري لحلف “الناتو”، العضو المؤسس فيه، وتغوص في الوحل السوري، وتمر بعلاقات مضطربة مع الجارين العراقي والايراني.

وتلاحظ المصادر ان الأهم في سياق هذه الاوضاع غير المواتية لتركيا  يتمثل الدعم الامريكي الروسي المشترك لأكراد سورية، وجيش سورية الديمقراطي الذي يمثلهم، والذي هو  على وشك اعلان حكم ذاتي مستقل في المناطق الكردية السورية الشمالية الممتدة على طول الحدود الجنوبية التركية.

من يدفع الثمن

 ورغم أن  المصادر تشكك  بإمكانية  نجاح أردوغان في الانقلاب السهل على سياساته دون ثمن ،إلا أنها تلاحظ في المقابل ما يجري الآن داخل اروقة الحزب الحاكم من جدل حول من الذي اخطأ وأصاب .وتستشهد المصادر هنا بأقوال رئيس الوزراء يلدريم  والتي جاء فيها على ذكر سابقه بالاتهام المبطن  أمام  مجلس النواب. ولاتسبعد المصادر تحويل  رئيس الوزراء التركي المستقيل بسبب تسلط أردوغان  احمد داوود اوغلو إلى مشجب تعلق عليه أخطاء المرحلة الماضية   . علما بأنه صاحب نظرية “صفر مشاكل” مع الجيران التي أوصلت تركيا الى ما وصلت اليه من ازدهار اقتصادي ومكانة سياسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com