نتنياهو يتوجه إلى موسكو وسط تكهنات بشأن أسباب الزيارة
نتنياهو يتوجه إلى موسكو وسط تكهنات بشأن أسباب الزيارةنتنياهو يتوجه إلى موسكو وسط تكهنات بشأن أسباب الزيارة

نتنياهو يتوجه إلى موسكو وسط تكهنات بشأن أسباب الزيارة

يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين إلى موسكو، في زيارة هي الثالثة من نوعها في غضون تسعة أشهر، ويلتقي خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الزيارة تأتي في إطار الاحتفال بمرور 25 عاما على استئناف العلاقات الروسية الإسرائيلية، بيد أن مراقبين يرون أنها استكمال للزيارات السابقة، ويعبرون عن ظنهم بأن نتنياهو يحاول التوصل إلى تسويات بشأن ملفات عالقة بين الجانبين.

تضارب مصالح

وتشير تقارير إلى أن نتنياهو يتوجه إلى موسكو هذه المرة حاملا العديد من الملفات، بخلاف مسألة التنسيق الأمني بين البلدين بشأن سوريا، والوضع على الحدود السورية الإسرائيلية بالجولان، هناك حيث يبدو وأن ثمة حالة من تضارب المصالح بين الجانبين بشأن هوية الكيانات التي يفترض أن تسيطر على تلك المنطقة في النهاية.

ملف لا يقبل التأجيل

ويستغرب مراقبون كون نتنياهو هو رئيس الحكومة الوحيد على مستوى العالم الذي يلتقيه بوتين في موسكو ثلاث مرات في غضون تلك الفترة القصيرة، ويعتقدون أن أمرا ملحا تسبب في الترتيب للزيارة الجديدة التي سيفترض أن تبدأ الاثنين، وتستمر يومين، على عكس الزيارة الماضية في نيسان/ أبريل التي استمرت يوما واحدا.

وقدر بعض المراقبين الإسرائيليين أن الزيارة التي تأتي بعد شهر ونصف من سابقتها ذات صلة بما حدث في باريس الجمعة الماضي، وانعقاد المؤتمر الوزاري الخاص بالتحضير لمؤتمر السلام المفترض الذي ترعاه باريس، وطرحوا العديد من التكهنات بشأن لجوء نتنياهو إلى موسكو في هذا الظرف، بدلا من التوجه إلى واشنطن.

مسيرة سياسية موازية

وزعم المراقبون قبل أيام، أن نتنياهو في الغالب يبذل مساعي لإشراك موسكو والرئيس بوتين شخصيا في مسيرة سياسية بالشرق الأوسط، موازية لتلك التي تعمل عليها باريس بمباركة واشنطن، ولفتوا إلى أن إدخال بوتين إلى تلك المسيرة لا يتقابل بالضرورة مع الجهود الدولية الحالية التي ترعاها باريس.

ويحمل نتنياهو، بحسب المراقبين، نتائج المؤتمر الوزاري الذي عقد الجمعة في باريس بمشاركة وزراء خارجية 28 دولة، وسيقدم مقترحا للرئيس الروسي، يدعوه لتصدر المشهد الخاص بمسألة استئناف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وساطة موسكو

وأشارت مصادر سياسية إسرائيلية الجمعة الماضي إلى أن نتنياهو بلور في الأيام الأخيرة الملفات التي سيطرحها على الرئيس الروسي، وأن الملف الفلسطيني، لا السوري، هو الذي سيتصدر اللقاء بينهما.

وقدروا أن هذا الأمر يعني عمليا أن نتنياهو يتجه إلى موسكو ليطلب منها، أن تصبح وسيطا للسلام بدلا من واشنطن أو باريس أو غيرها من العواصم، كحل عملي من وجهة نظره، يتناسب مع التطورات واختلاف طبيعة الأدوار والموازين بالمنطقة، وفي الوقت ذاته يثقل المجتمع الدولي بالمواقف المتباينة والمبادرات الزائدة عن الحاجة.

الجولان تصدر الزيارة الأخيرة

وارتبطت زيارة نتنياهو السابقة إلى موسكو بالأوضاع في سوريا، حيث أجريت تلك الزيارة في نيسان/ أبريل الماضي، ووقتها أكد نتنياهو أمام الرئيس الروسي على أن الجولان "تعد بالنسبة لإسرائيل خطا أحمر، وأنه لا يعتزم التعاطي مع أي طرح بشأن إعادتها للسيادة السورية".

وأصدر مكتب نتنياهو وقتها بيانا حول الزيارة واللقاء الذي عقده مع الرئيس الروسي، جاء فيه أن اللقاء تركز على ملف التنسيق الروسي – الإسرائيلي على الصعيد العسكري، فيما يتعلق بسوريا، بهدف منع حدوث أي سوء فهم بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية العاملة في سوريا، فضلا عن المحادثات الدولية الجارية في الفترة الراهنة بشأن التسوية السياسية في سوريا.

ولفت البيان إلى أن اللقاء تناول أيضا ملف تزويد طهران بأسلحة روسية متطورة، ولا سيما منظومة "إس 300" للدفاع الجوي، وإمكانية وصول أسلحة روسية إلى منظمات إرهابية، مثل "حزب الله" في لبنان.

موسكو تتحدث عن شيء آخر

ووقتها ربط الكرملين في بيان آخر منفصل بين زيارة نتنياهو إلى موسكو وزيارة سبقتها قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ما دفع البعض للاعتقاد بأن موسكو معنية بالملف الفلسطيني، على الرغم من أن جميع وسائل الإعلام العبرية التي تناولت تفاصيل الزيارة، فضلا عن مكتب نتنياهو، لم تتطرق إلى الملف الفلسطيني على الإطلاق.

وفد عسكري ضخم

وأجرى نتنياهو زيارته الأولى إلى موسكو بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، واصطحب في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 وفدا عسكريا واستخباراتيا كبيرا، حيث تركزت على مسألة التنسيق العسكري والاستخباراتي بين الجانبين في سوريا.

واستشعرت تل أبيب وقتها أن التدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية في سوريا، من شأنه أن يغير الموازين بالمنطقة، ويصب في مصلحة النظام السوري فضلا عن القوى الموالية له، وعلى رأسها المليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا، بقيادة "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، إضافة إلى مليشيا "حزب الله".

وطالب نتنياهو من بوتين ضرورة الحفاظ على حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، بشأن مهاجمة أهداف إيرانية وأهداف تابعة لـ"حزب الله"، وقيل وقتها أن هذا الملف كان المحور الرئيس للزيارة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com