هيئة البث العبرية: إسرائيل سمحت للنظام السوري بنشر قوات الأمن الداخلي في السويداء بموجب الاتفاق
قال مقربون من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ"إرم نيوز" إن إعلان الأخير عن جولة مفاوضات جديدة مع إيران في مطلع الأسبوع المقبل – رغم أنه لم يحدد مكانها أو زمانها أو ما إذا كانت ستكون مباشرة أو عبر وسطاء – يأتي كمحاولة سريعة لتحويل النجاح العسكري المعلن إلى مكسب سياسي فوري.
وأوضحوا أن موجة التشكيك التي أعقبت العملية العسكرية، والمعارضة الواسعة التي سبقتها، فرضت على الإدارة الأمريكية ضرورة تحقيق إنجاز سياسي يمكن تسويقه داخليًا لتبرير قرار التدخل العسكري، الذي شكّل مغامرة كبيرة.
ويرى المقربون أن سعي ترامب إلى تصوير إيران كطرف متراجع ومنكسر بعد الضربات الأمريكية، يتطلب ترجمة عملية في مسار المفاوضات الأمريكية الإيرانية.
تحديات ما بعد الضربة
يشير المقربون من ترامب إلى أن هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه الإدارة حاليًا، خاصة في ظل حاجة البيت الأبيض إلى ضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة، بعد الخروقات التي وقعت في الساعات الأولى من إعلان الاتفاق وسريان تنفيذه.
السبب الأول والأهم، بحسب هؤلاء، هو أن ترامب لن يكون قادرًا في المرحلة المقبلة على إقناع الأمريكيين بجدوى أي تدخل عسكري جديد ضد إيران؛ لأن ذلك سيعزّز من مصداقية معارضيه الذين يشككون في نجاحه بتحقيق أهداف العملية العسكرية الأخيرة.
أما السبب الثاني، فهو حاجة ترامب للتفرغ لمعالجة الأزمات الداخلية، وفي مقدمتها معركته لتمرير مشروع الإصلاح الضريبي في الكونغرس، الذي نجح في تجاوز العقبة الأولى بفارق صوت واحد فقط في مجلس النواب، لكنه لا يزال يواجه معارضة شديدة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
وتُضاف إلى ذلك التزامات ترامب في ملفات غزة ولبنان والحرب في أوكرانيا، وجميعها لا تزال تراوح مكانها دون تقدم ملموس، رغم مضي ستة أشهر على بدء ولايته الحالية في البيت الأبيض.
السيناريو الصعب
بالتأكيد، هذا ليس السيناريو الأفضل الذي كان يتوقعه الرئيس دونالد ترامب ومعاونوه للأيام التي أعقبت تدخله العسكري المباشر ضد إيران.
كان البيت الأبيض يسعى إلى تقديم رواية "المنجز التاريخي وغير المسبوق" في سجل الولايات المتحدة، من خلال الإعلان عن نجاح الضربة الأمريكية في إنهاء حلم إيران النووي باستهداف منشآتها في ضربة عسكرية واحدة.
لكن هذه الرواية واجهت موجة تشكيك متواصلة في العاصمة واشنطن من قبل معارضي الرئيس ترامب في قراره بالتدخل العسكري المباشر في إيران.
وازداد الأمر تعقيدًا مع تناول شبكة "CNN" لتقرير استخباري مسرّب يفيد بأن العملية العسكرية في إيران لم تحقق الأهداف التي يتحدث عنها ترامب ومعاونوه، وأن الضرر الذي أصاب منشآت إيران كان محدودًا واقتصر على المباني، ولم يمسّ جوهر المشروع النووي الإيراني؛ ما يعني أن إيران لا تزال قادرة على إعادة بناء مشروعها مستقبلًا.
هذا التسريب واجهه ترامب شخصيًا خلال مشاركته في قمة الناتو في لاهاي، ودفع جميع مسؤولي إدارته للرد المتتابع عليه، بدءًا من البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع.
وسعى جميعهم إلى ترسيخ الرواية الأصلية التي قدمتها إدارة ترامب للأحداث، مع التشكيك في مصداقية وسائل الإعلام التي تناولت التقرير المسرّب، واتهامها بأنها تحاول التقليل من إنجازات ترامب، والتشكيك في الكفاءة المهنية للقوات الأمريكية وطيّاريها الذين نفذوا العملية العسكرية.
ومع انتقال الأمر من وسائل الإعلام إلى أروقة الكونغرس، قرر البيت الأبيض إعادة برمجة جلسة الإحاطة السرية لقادة الكونغرس الكبار، والتي كانت مقررة في الأصل يوم الاثنين الماضي، وتم تأجيلها إلى موعد لاحق، قبل أن يعلن البيت الأبيض أنها ستُعقد هذا الخميس.
هذا التسارع في الأحداث جاء بعد أن واجهت الإدارة الأمريكية سيلًا من الأسئلة حول جدوى المكاسب المحققة من التدخل العسكري، خاصة في ظل تضارب التقارير السرية بشأن نتائج العملية. ودفع ذلك وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى تقديم إفادة محدّثة حول حجم ونوع الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية.
لم يكتفِ الرئيس ترامب بهذه الخطوات، بل طلب من وزير الدفاع بيت هيغسيت تنظيم مؤتمر صحفي عاجل في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" للرد على التقارير المسرّبة، بمشاركة رئيس هيئة الأركان الأمريكية لتوزيع الأدوار بين المسؤول السياسي والعسكري.
خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي بناءً على طلب ترامب، سعى الوزير هيغسيت إلى تكذيب الروايات الصحفية والتشكيك في مصداقية التقرير المسرّب.
وأكد أن التقرير كان أوليًا وغير مكتمل، وأن تسريبه في هذه المرحلة كان خطأً فادحًا، لأن عملية التقييم ما زالت جارية لتحديد حجم الأضرار الحقيقية التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية.
الوزير هيغسيت دافع بقوة عن رئيسه، واتهم وسائل الإعلام بأنها لا تنقل الرواية الحقيقية للأحداث، بل تتعمد تشويه صورة ترامب أمام الأمريكيين.
كما اتهم الجهات التي عملت على تسريب التقرير السري بأنها تحركها أجندات سياسية تهدف إلى تصوير قرار الرئيس على أنه قرار فاشل.
وأكد هيغسيت على نجاح العملية العسكرية، مستعرضًا تفاصيل دقيقة عن التحضيرات الطويلة والتقنيات المتقدمة التي استُخدمت في الهجوم. وركّز بشكل خاص على الربط بين الروايات الإعلامية التي تقلل من جدوى العملية ومحاولة التشكيك في كفاءة الطيارين الأمريكيين الذين نفذوها.
كان الهدف الأساسي من المؤتمر الصحفي هو الدفاع عن خيارات الرئيس ترامب وتأكيد نجاح القوات الأمريكية في تنفيذ العملية، مع تقديم الرواية الإنسانية للأحداث فيما يخص عائلات الطيارين والعاملين في التخطيط والتنفيذ على مدار سنوات طويلة، حيث كشف رئيس هيئة الأركان أن هذه العملية كانت قيد التحضير في أجندة البنتاغون على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية.
وسعى هيغسيت إلى وضع المشككين في نجاح العملية العسكرية في مواجهة مباشرة مع الطيارين الأمريكيين، وهي مواجهة لا مبرر لها؛ لأن النقاش الدائر في وسائل الإعلام لا يتعلق بكفاءة أو قدرات الجيش الأمريكي، بل يناقش مدى صوابية القرار السياسي وقدرته على تحقيق الأهداف المعلنة من التدخل العسكري المباشر، وهو جوهر الخلاف القائم بين معارضي إدارة ترامب والإدارة نفسها في واشنطن.