شقاق وانتقادات سياسية وشعبية للجيش في إسرائيل
شقاق وانتقادات سياسية وشعبية للجيش في إسرائيلشقاق وانتقادات سياسية وشعبية للجيش في إسرائيل

شقاق وانتقادات سياسية وشعبية للجيش في إسرائيل

سلّطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها، الضوء على الانتقادات التي يتم توجيهها حاليًا للجيش الإسرائيلي من قبل بعض الساسة، وقطاعات من شعب دولة الكيان الإسرائيلي، بعد أن كان الجيش يسمى بـ"جيش الشعب"، لما له من دور مهم في توحيد الإسرائيليين وبعث الاستقرار في نفوسهم وفي مجتمعهم.

وقالت الصحيفة إنه في دولة مليئة بالانقسامات السياسية مثل إسرائيل، حيث تواجه العديد من التحديات الأمنية، كان الجيش الإسرائيلي يلعب دورًا مهمًا كمحافظ على التوازن ومُوحّد.

جنوح إلى اليمين

وتستدرك الصحيفة بالقول: "لكن شعب دولة الكيان، إلى جانب الحكومة، جنح إلى اليمين، وسط تصاعد حوادث الطعن الفلسطينية وغيرها من الهجمات، والآن، يجد الجيش نفسه وسط جدل عام محتدم حول دوره، باعتباره ضمير الأمة والمؤسسة الأكثر ثقة في الدولة".

وتضيف أن بعض الوزراء في الحكومة وقطاع كبير من العامة، عملوا على دفع الجيش نحو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في مواجهة الهجمات الفلسطينية المستمرة منذ شهور، والتي أسفرت عن مقتل 30 من المدنيين والجنود، بينما يريد الإسرائيليون الآخرون، أن يظل الجيش هو القوة المعتدلة والحصن في وجه التطرف.

وتسلط الضوء على دور الجيش بعد وقوع سلسلة من الصدامات بين القيادات العليا والحكومة وانتقادات قطاع عريض من الجمهور في الشهور الأخيرة، كذلك، يزداد الضغط على الجيش في ضوء تعيين أفيجدور ليبرمان، وهو سياسي متطرف، لشغل منصب وزير للدفاع، وقد كان ليبرمان من ضمن أشد منتقدي السياسات الأمنية في إسرائيل، وها هو الآن سيلعب دور قائد الجيش.

شقاق الاستراتيجيين والبراغماتيين

ودعم وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون، وهو سياسي من المحافظين رئيس هيئة الأركان العامة سابقًا (تمت الاطاحة به)، بشدة الجنرالات الذين هاجموا مظاهر التطرف بين الصفوف وفي المجتمع على نطاق أوسع.

وأكد شلومو افينيري، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس للصحيفة، قائلاً: "عامة، صورة الجيش هي التي تحتاج دفعة للأمام، كما يجب تقييدها في بعض الأحيان من قبل الساسة ورجال الدولة الذين يفكرون في نطاق أوسع ويعرفون أنهم يحتاجون لتقديم تنازلات"، وأضاف: "لكن الوضع الراهن في إسرائيل على النقيض تقريبًا".

وأشار إلى أن القادة العسكريين ليسوا من الليبراليين الضعفاء، فالشقاق ليس بين اليمين الإسرائيلي التقليدي واليسار، لكنه بين "الصقور الاستراتيجيين"، أو البراغماتيين الذين يضعون أمن إسرائيل في المقدمة، و"الصقور الأيديولوجيين" الذين هم أكثر اهتماما بالحقوق التاريخية والقومية اليهودية.

ويستطرد أفينيري: "في السنوات الأخيرة كان كبار المسؤولين العسكريين، جنبًا إلى جنب مع الموساد والقادة الأمنيين بالشاباك، لهم الفضل في حظر خطط الحكومة الإسرائيلية من أجل التحضير لهجوم على منشآت إيران النووية في نهاية المطاف، لما يعتقدون من أن ذلك الأمر، سيكون له عواقب وخيمة".

خوف شعبي وتوتر عسكري

ورأت الصحيفة، أنه من الممكن أن يكون للجدل الدائر حول دور الجيش أثر عميق في إسرائيل، حيث أن معظم اليهود الذين تبلغ أعمارهم الثامنة عشر يتم استدعاؤهم للخدمة الإلزامية، والكثيرون يؤدون خدمة الاحتياط لعقود لاحقة.

وخلال احتفالات بعيد الاستقلال (الاحتلال) هذا الشهر، يتطلّع الملايين للنظر نحو السماء من أجل مشاهدة الجسر الجوي التقليدي للطائرات المقاتلة وطائرات النقل هركليز، وطائرات التزود بالوقود في الجو، والمروحيات الهجومية تعبر سماء البلاد، وغالبًا ما تصبح أسماء قادة القوات الجوية والقوات البرية والقوات البحرية مألوفة هنا.

إلا أن زيادة العنف في الآونة الأخيرة، صنعت توترًا بشأن رؤية تلك المشاهد العسكرية.

وأكد يوحنان بلسنر، رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهي مجموعة بحثية غير حزبية: "إن موجة الهجمات الإرهابية أو الانتفاضة، أو أيا كانت تسميتها والأحداث التي وقعت خلال الأشهر الثمانية الماضية، قد زادت من مستوى الخوف في المجتمع الإسرائيلي".

وأشار بلسنر إلى القوات الإسرائيلية قائلاً: "هذا يضع الكثير من التوتر على عاتق القيادة العسكرية والجنود الذين تم وضعهم في حالات من المفترض أن يحاربوا فيها الإرهاب، ويدافعوا عن أنفسهم ويمتثلوا لقيم الجيش الإسرائيلي".

وكان اللواء غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، قد أثار مؤخرًا ضجة عندما قال أمام حشد من طلاب المدارس الثانوية، إنه لا يريد لجندي أن يمزق مجلة بسبب وجود فتاة فلسطينية تبلغ الثالثة عشر من العمر. وقد تعرض للهجوم من قبل الساسة اليمينيين الذين يدافعون عن سياسة تقوم على التعاليم التلمودية، التي تقول بأن"من جاء ليقتلك، أسبق بقتله".

كما حث آيزنكوت قادة الجيش على ضبط النفس والالتزام الصارم تجاه أوامر إطلاق النار، مؤكدًا أن الجندي يجب أن يقوم بإطلاق النار من أجل تحييد التهديد، لكن ليس لأكثر من ذلك، في الوقت نفسه، يتهم الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان الجيش بالاستخدام المفرط للقوة في الضفة الغربية، حيث يتواجد الاحتلال الإسرائيلي منذ 49 عامًا.

إدانة (إيلور عزاريا)

وتعرض القادة العسكريون للانتقادات، بسبب الإدانة السريعة لأعمال الرقيب الإسرائيلي، إيلور عزاريا، والذي أصاب مهاجما فلسطينيا منزوع السلاح في رأسه، إصابة قاتلة، وهو يرقد على الأرض بعد أن كان قد طعن وجرح جنديًا آخر. وقال العديد من الإسرائيليين، من ضمنهم السيد ليبرمان، إن النقد يعتبر حكما مسبقا في القضية، ويقوّض القوات عندما تواجه الفلسطينيين.

واجتاح الإسرائيليون الغاضبون شبكات التواصل، وأشادوا بالرقيب عزاريا، الذي وجهت إليه تهمة القتل غير العمد، واعتبروه "بطلاً".

وأيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المدعين العسكريين، ولكن بعد استشعاره  المزاج العام، دعا والد الجندي من أجل إظهار الدعم".

ثم جاء اللواء يائير غولان، نائب قائد الجيش، وتسبب في ضجة عبر كلمة ألقاها في يوم ذكرى المحرقة هذا الشهر، عندما قال إنه علم الاتجاهات المثيرة للقلق في المجتمع الإسرائيلي، والتي ذكرته بالعمليات التي أدت إلى صعود ألمانيا النازية.

ووبخ نتنياهو غولان، منتقدًا تصريحاته ووصفها بأنها مشينة، وقال: "إن الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب، ويجب أن يبقى بعيدًا عن النقاشات السياسية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com