صور جنود أمريكيين برموز كردية تدشّن جبهة جديدة في الحرب السورية
صور جنود أمريكيين برموز كردية تدشّن جبهة جديدة في الحرب السوريةصور جنود أمريكيين برموز كردية تدشّن جبهة جديدة في الحرب السورية

صور جنود أمريكيين برموز كردية تدشّن جبهة جديدة في الحرب السورية

أثار ظهور جنود أمريكيين يرتدون شارات ورموز وحدات حماية الشعب الكردي  جدلاً واسعًا، وسط تساؤلات عما إذا كان الأمر سيؤدي إلى توتر بين الولايات المتحدة وتركيا، المختلفتين، أصلا، بشأن ملفات ساخنة في المنطقة.

وأعرب متابعون لتطورات الأزمة السورية عن اعتقادهم أن تداعيات هذه الصور لن تقتصر على واشنطن وأنقرة، وإنما ستمتد إلى باقي الفصائل السورية المسلحة، المعروفة باعتدالها، والتي تطمح في دعم أمريكي يوازي الدعم الذي تتلقاه وحدات الحماية الكردية.

وتساءل المتابعون عن السر في أن تمنح واشنطن ثقتها للأكراد، بينما تنظر إلى الفصائل الأخرى بنوع من "الريبة والشك"، في إشارة الى التنسيق الأمريكي مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تتشكل من الغالبية الكردية، والتي تخوض حاليًا معركة لاستعادة الرقة من قبضة داعش.

ونشرت مجلة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية، نقلا عن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لجنود أمريكيين يرتدون بزات عسكرية تحمل شارات وحدات حماية الشعب الكردي، حيث يحاربون تنظيم الدولة جنبًا إلى جنب مع الأكراد في سوريا.

ويتساءل بعض المحللين عما إذا كان عرض الأمريكيين للتضامن مع الكرد سيثير مزيدًا من الغضب والتوتر بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا، كما تساءل أحد النشطاء الأكراد على "تويتر" "كيف سيكون رد فعل أردوغان؟".

واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، في مؤتمر صحافي عُقد في واشنطن، أن "حمل الجنود الأمريكيين للشارات، ليس أمرًا غريبًا"، قائلًا "عندما تعمل القوات الأمريكية في مناطق معينة، فإن ما يفعلونه هو الاندماج مع المجتمع لتعزيز حمايتهم وأمنهم".

لكن متحدثا آخر بالبنتاغون أكد في وقت لاحق، إصدار أوامر بإزالة تلك الشعارات.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية، نفت تزويدها تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي، بالأسلحة، وذلك ردًا على صور تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها مقاتلون من التنظيم، وهم يحملون أسلحة أمريكية الصنع.

وفي أول رد فعل تركي رسمي على الصور قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، إنه "من غير المقبول أن يرتدي الجنود الأمريكيون شارات تنظيم إرهابي"، على حد تعبيره.

وأضاف وزير الخارجية أنه "من المرجح أن يرتدي الجنود الأمريكيون شعار تنظيم القاعدة في سوريا، أو أن يستخدموا شعار بوكو حرام إذا ذهبوا إلى أفريقيا"، لكنه رغم ذلك أشار إلى أن أمريكا وتركيا لا تزالان حليفتان.

وقال تشارلز ليستر، الخبير في الشؤون السورية وباحث في معهد الشرق الأوسط "كان من الرائع للغاية رؤية أفراد القوات الخاصة الأمريكية ترتدي شارة وحدات الحماية في عملية الرقة الشمالية".

فيما قال مايكل فايس، محلل شؤون الشرق الأوسط والمؤلف المشارك لكتاب"داعش داخل جيش من الإرهاب" تعليقا على الصور إنها "تستمد من علم حزب العمال الكردستاني الأصلي".

ويخشى بعض المحللين، أن تثير صور الجنود الأمريكيين والتي تظهر التضامن مع الأكراد، من خلال ارتداء شارة وحدات الحماية، حفيظة باقي الفصائل في سوريا وتركيا.

ويرى إميل حكيم، محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن ظهور الجنود الأمريكيين بشارة الوحدات الكردية من المرجح أن يؤدي إلى توتر ليس فقط بين الولايات المتحدة وتركيا، بل بين القوات الكردية والجماعات المعارضة العربية السورية، والمرتبطة مع الجيش السوري الحر.

وتواصل انعدام الثقة المتبادلة ليلقي بظلاله على العلاقات الكردية- العربية في شمال سوريا، حتى إن إدارة أوباما حاولت جلب القوات العربية والكردية معًا عن طريق ما سمي بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، المؤلفة من خليط من سكان الجزيرة السورية، لمحاربة تنظيم الدولة.

وعلى سبيل المثال، وبحسب ما ورد عن غضب المتمردين عندما علموا أن قائد الولايات المتحدة العسكري، الجنرال جوزيف فوتال، قد زار القادة الأكراد في شمال سوريا، نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة الخطط التي يقودها وحدات حماية الشعب الكردية لاستعادة الأراضس من داعش.

ومن المعلوم أن العديد من الجماعات بالجيش السوري الحر، لا يثقون بالأكراد، الذين يرغبون في إقامة منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا والمعروفة باسم كردستان السورية، فضلا عن مزاعم عن صلات لهم مع النظام السوري.

وقال الجنرال سليم إدريس، رئيس هيئة الرقابة المالية السابق لمكتب صوت أمريكا الاثنين الماضي، إن قوات الدفاع الذاتي هى وحدات حماية الشعب والتي تتعاون مع أي شخص كان "الأسد أو الروس أو الأمريكان عندما يناسب الأمر أغراضها".

وذهب فلاديمير فان وليغنبرغ، الباحث الميداني، في المعهد العراقي للدراسات الاستراتيجية والصحفي المقيم في المنطقة، إلى أن مثل هذه الممارسات طبيعية تمامًا، فالقوات الأمريكية تفعل ذلك احترامًا للقوات المحلية التي تعمل معها، وتفعل نفس الشيء مع قوات التحالف في كردستان العراق، ولقد رأيتهم بالأعلام الكردية، ويرتدون شارات قوات البيشمركة الكردية.

وتابع وليغنبرغ أن الأمر "ليس له أي علاقة بالسياسة، وإنما بالتعاون على قتال داعش، لذلك من الطبيعي تمامًا أن ترى تلك الصور".

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، جماعة إرهابية، إلا أن مقاتليها هم الحليف الرئيس للولايات المتحدة في حملتها لدحر تنظيم داعش على الأرض.

وترى أنقرة أن المطالب الكردية للحكم الذاتي بمثابة تهديد لسيادة تركيا، وتدعيم للعديد من الجماعات المتمردة المشتبكة مع وحدات حماية الشعب الكردي.

 وربطت تركيا أيضًا، وحدات حماية الشعب بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة منظمة إرهابية، تشن تمردًا في جنوب شرق تركيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com