هل اغتيال واشنطن زعيم طالبان رسالة إلى باكستان؟
هل اغتيال واشنطن زعيم طالبان رسالة إلى باكستان؟هل اغتيال واشنطن زعيم طالبان رسالة إلى باكستان؟

هل اغتيال واشنطن زعيم طالبان رسالة إلى باكستان؟

رغم وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مقتل الملا منصور زعيم حركة طالبان أفغانستان بأنه حدث مهم، رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن عملية الاغتيال  كشفت مدى تشابك العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد.

وطبقًا للصحيفة، فقد أفادت تقارير بأن "باكستان قدمت معلومات استخباراتية عامة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، حول تحركات ونشاطات منصور، إلا أن الاستخبارات الأمريكية استكملت معلوماتها حوله عبر صور الأقمار الصناعية وإشارات الاستخبارات والمصادر البشرية".

ورأت "نيويورك تايمز" نقلاً عن خبراء أن "هذه عملية الاغتيال بعثت برسالة قوية إلى باكستان، تفيد بأن الإدارة الأمريكية تعلم بالتعاون والحماية التي تقدمها السلطات الباكستانية لزعماء وعناصر طالبان، في الوقت الذي أكدت فيه واشنطن من خلال رسالتها على المضي بحماية شعبها في الداخل والخارج".

توقعات الخبراء جاءت في ضوء إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "عدم تقديم أي اعتذار لباكستان عن عملية اغتيال الملا منصور في الأراضي الباكستانية".

إزاء ذلك، ترى الإدارة الأمريكية أن "قدرة مسؤول رفيع من حركة طالبان الأفغانية على التنقل بحرية عبر باكستان، تتناقض مع نفي المسؤولين الباكستانيين لسنوات أنهم يأوون قادة طالبان"، وفق ما جاء في الصحيفة.

بدوره، شدد الرئيس الأمريكي على أن "عملية اغتيال منصور لا تعكس تحولاً في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفغانستان، التي تركز على تدريب ومساعدة القوات الأفغانية، بدلا من الانخراط في القتال، ولكن قد يكون لها تداعيات على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع باكستان".

الأمر الذي أكده مسؤول أمريكي رفيع المستوى بقوله إن "البيت الأبيض لم يتخل عن عملية السلام في أفغانستان"، مؤكدًا أن "إزاحة الملا منصور من المشهد قد تحفز طالبان أكثر على الذهاب الى طاولة المفاوضات، لأنه كان العقبة الرئيسية أمام المحادثات".

وكان البيت الأبيض خلص إلى أن "منصور كان عقبة شديدة أمام محادثات المصالحة التي أصيبت بالشلل لعدة أشهر".

وتساءلت الصحيفة الأمريكية عن "كيفية تتبع الأمريكيين الملا منصورفي سيارته البيضاء عبر الرقعة القاحلة في إقليم بلوشستان والقيام بقتله".

في ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون أن "الولايات المتحدة حصلت على مزيج من عمليات التنصت الهاتفية ومعلومات من مصادرها للوصول إلى زعيم طالبان وقتله".

يذكر أنه منذ أن أمر أوباما القوات البحرية باصطياد أسامة بن لادن في 2011، لم يرخص بعمل عسكري في باكستان بهذه الجرأة، مثلما حدث في هذه العملية، ولم يبلغ البيت الأبيض الباكستانيين بالعملية مسبقاً، التي وقعت خارج المنطقة الحدودية بالقرب من أفغانستان، في المكان الذي تسامحت فيه باكستان بشأن هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار في الماضي.

بينما اعتبرت الصحيفة أنه "باستخدام قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش، بدلاً من الـ C.I.A،  لتنفيذ الهجوم، حرمت الولايات المتحدة باكستان من ورقة التوت للعملية السرية التي أعطت في الماضي الباكستانيين القدرة على الادعاء بأنه قد تم التشاور معهم مسبقا".

وحول الموقف ورد الفعل الباكستاني على عملية اغتيال منصور، أفادت الصحيفة بأنه "بالنسبة لباكستان يعتبر توفير أقل التفاصيل حول المكان المحتمل لتواجد الملا منصور تحولاً غير متوقع، حيث عملت باكستان في تجهيزه لسنوات وكانت تنظر إليه بشكل كبير، على أنه خيارها لقيادة حركة طالبان بعد وفاة الملا محمد عمر في العام 2013".

أما في تأثيرات عملية الاغتيال على سير المفاوضات بين النظام الأفغاني وحركة طالبان، أشارت الصحيفة إلى أن "عملية قتل منصور قد تعرقل الجهود المبذولة للتفاوض على تسوية بين طالبان والحكومة الأفغانية، لكن الولايات المتحدة لم تعد تخشى من تفجير أي شيء"، وفق ما نقلت عن المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، فالي نصر.

وخلصت صحيفة "نيويورك تايمز" في نهاية تقريرها إلى ما صرح به  كبارنيت روبين المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن " وفاة الملا منصور من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على حركة طالبان، التي يمكنها أن تأتي بمن يحل محله بسهولة، لكن سيكون تأثيرها الأكبر على الحكومة الباكستانية التي يجب عليها الآن أن تتعامل مع ذلك الظرف الحرج."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com