يلدريم يقرّب أردوغان للرئاسة المطلقة.. وحزبه يعيش هدوء ما قبل العاصفة
يلدريم يقرّب أردوغان للرئاسة المطلقة.. وحزبه يعيش هدوء ما قبل العاصفةيلدريم يقرّب أردوغان للرئاسة المطلقة.. وحزبه يعيش هدوء ما قبل العاصفة

يلدريم يقرّب أردوغان للرئاسة المطلقة.. وحزبه يعيش هدوء ما قبل العاصفة

أكدت مصادر المعارضة التركية، استنادا الى المعلومات التي بدأ بتسريبها نشطاء غاضبون من داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن الهدوء الذي انتقلت فيه السلطة من رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو إلى رئيس الوزراء الجديد بن علي يلدريم هو الهدوء الذي يسبق عاصفة الخلاف المتفاعل داخل الصف الثاني من قيادات الحزب الحاكم وصولا إلى القواعد.

واستذكرت المصادر في هذا السياق عدة شواهد حية على الخلافات التي بدأت تدب داخل صفوف الحزب -الذي يريده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حزبا سلطانيا - وفقا لأقوال الغاضبين. وأبرز هذه الشواهد تلك الكلمات التي قالها أحمد داوود أغلو في معرض إعلان التنحي، في وقت سابق من الشهر الحالي، عن رئاسة حزب العدالة والتنمية. وكانت خلاصة هذه الكلمات قول أوغلو، غامزا، خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الحزب لاختيار زعيم جديد، إنه ترك المنصب ولكنه لن يتخلى عن مبادئه. تاركا المجال لمن يريد من خصومه قبل انصاره استخلاص التفسير الذي يريد لهذه الكلمات. وذلك بالرغم من تأكيدات أوغلو أنه لن يسمح لأحد يإثارة الفتنة ،التي يبدو أنها ثارت فعلا كما تؤكد المصادر.

 انتخاب صوري

وتقول المصادر إن الشاهد الثاني الابرز على ما يشهده الحزب الحاكم من ممارسات ستظهر نتائجها السلبية في وقت اقرب مما يتخيل الكثيرون، هي الطريقة التي جرت بها انتخاب  بن علي يلدريم الخادم الامين لاردوغان -كما يقال من داخل الحزب نفسه- رئيسا للحزب بدلا من اوغلو. وذلك في انتخابات وصفها الغاضبون بالصورية اقتصرت على مرشح وحيد  هو بن علي يلدريم  الذي يشغل منذ العام 2002 منصب وزيرالنقل والملاحة والاتصالات وهو منصب حافظ عليه على مدار الحكومات المتعاقبة التي شكلها الحزب.

ووفقا للمصادر فإن الخادم الامين لم يضيع وقتا لتأكيد ماقيل عن هدف توليته رئاستي الحزب والوزراء ، وهو  تمهيد الطريق لانتقال تركيا الى نظام رئاسي يضع كلّ السلطات التنفيذية في يد الرئيس أردوغان .فقد اعترف يلدريم في اول تصريحاته أن الأولوية القصوى لحكومته ستكون وضع دستور جديد بهدف تطبيق نظام رئاسي تنفيذي ،وهي خطوة تمنح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الصلاحيات الواسعة التي يسعى إليها منذ فترة طويلة.

المهمة الوحيدة تمكين أردوغان

وفي هذا السياق تستذكر المصادر نقلا عن المعارضة المتنامية داخل  حزب العدالة والتنمية ان اردوغان طالما دافع عن صلاحيات رئيس الوزراء حين كان يشغل هذ المنصب . فهو - تقول المصادر-  يسير على خطى خصمه الروسي فلاديمير بوتين، فأينما حل الرجل يكون مصدر كل السلطات، سواء كرئيس للوزراء، او رئيس للدولة، فعندما كان السيد اردوغان رئيسا للوزراء تمسك بالنظام البرلماني، وعندما غادره بحكم الدستور بعد سنوات حكم طويل ، نقل الصلاحيات التنفيذية كلها اليه عمليا، وهمش رئيس الوزراء داوود اوغلو، الامر الذي دفع الاخير للاستقالة.

وتؤكد المصادر ان مهمة رئيس الحزب الحاكم رئيس الوزراء الجديد الاساسية، وربما الوحيدة، ستكون  ايصال أردوغان الى الحكم الرئاسي المطلق، ليظل السؤال الذي يثيره الكثيرون عما اذا كانت هذه الرئاسة ستكون عامل استقرار او توتر بالنسبة  لحزب العدالة والتنمية و تركيا كلها ،  في ضوء الخسائر  المتتالية في قيمة  الليرة التركية، وانخفاض نسبة النمو الاقتصادي بحوالي النصف ، وتراجع الموسم السياحي الذي يدر 36 مليار دولار سنويا على الخزينة التركية ، بسبب التفجيرات الاخيرة في انقرة واسطنبول وبعض المنتجعات الاخرى. وكذلك الحروب التي تخاض ضد الاكراد في تركيا وسورية في الوقت نفسه، مع الحرب ضد داعش  واعباء اللاجئين السوريين .وكذلك العلاقات المتوترة مع  بعض الدول العربية وروسيا ورومانيا وبلغاريا واليونان، واخيرا مع الاتحاد الاوروبي برمته بسبب قضية اللاجئين .

  وتخلص المصادر الى القول إن الامبراطوريات تنهار عندما تفسد البطانة، ويسود الاستبداد، وتتوسع دائرة الحروب، ويكثر الاعداء، ويقل الاصدقاء، وتتكاثر الخلافات الداخلية في مراكز القرار، ومعظم هذه العناصر تتواجد في الامبراطورية الاردوغانية، ونأمل ان نكون مخطئين ..يؤكد الغاضبون داخل الحزب  التركي الحاكم ،والكلام هنا  دائما للمعارضة التي نقلت عنهم هذه المواقف والمعلومات .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com