تقرير: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هدية ثمينة لـ"بوتين"
تقرير: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هدية ثمينة لـ"بوتين"تقرير: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هدية ثمينة لـ"بوتين"

تقرير: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هدية ثمينة لـ"بوتين"

تناولت صحيفة الغارديان البريطانية، الاستفتاء حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، على أنه أفضل "هدية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي دون بريطانيا "هو بالضبط ما يريده الرئيس الروسي، مؤسسة ضعيفة وأقل قدرة على مواجهة الاعتداءات الروسية على الحدود الأوروبية".

وبحسب الصحيفة فإن الأحزاب اليمينية المتطرفة في المملكة المتحدة وفي أرجاء أوروبا "تدفع نحو أي سياسة من شأنها جعل الاتحاد الأوروبي أكثر ضعفاً وهو الهدف الذي يتقاسمونه مع بوتين من جهة والمرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، فخلال الأسبوع الماضي، وجه أحد المنظمين للاستفتاء بوريس جونسون نقداً لاذعاً للاتحاد الأوروبي وذلك بترديده ما يتفق مع سياسة الكرملين، حيث وضع اللوم الأكبر على كاهل أوروبا فيما يتعلق باستمرار اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا".

وتضيف الصحيفة "لا نتوقع أن يصدر عن دونالد ترامب أو جونسون أي تصريح سياسي واضح حول أهداف الاستفتاء ولكن بالنسبة لبوتين فإن نواياه تجاه هذا الأمر واضحة بشكل لا شك فيه، فهدفه الرئيسي يكمن في إضعاف المؤسسات الأوروبية بما فيها حلف الناتو والاتحاد الأوروبي اللذان قد يشكلان حجر عثرة في طريق مطامعه التوسعية الجديدة، فقد عاش الكرملين أيام حداد حينما رفضت اسكتلندا الانفصال عن بريطانيا، فالرئيس بوتين يرى في أوروبا عدواً، ويرغب في رؤية خصومه يتقسمون ويتفتتون".

وتشير الصحيفة إلى أن بوتين استطاع خلال الـ16 عاماً التي قضاها  في السلطة، وبكل نجاح "أن يستقطب القادة الأوروبيين الأكثر ضعفاً ويستخدمهم كعوامل فرقة في وجه وجود أوروبا موحدة. فعلى سبيل المثال، تمكن بوتين من استقطاب رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرليسكوني الذي كان يتباهى بأنه المدافع الشخصي عن الرئيس الروسي، واستقطب أيضاً مستشار ألمانيا السابق جيرهارد شرودر، الذي يعمل حالياً كرئيس لمشروع "أنبوب الغاز الشمالي" الذي يربط روسيا بألمانيا الذي كان شرودر نفسه وقّع على تنفيذه عندما كان على رأس السلطة في ألمانيا".

وامتلأت وسائل روسية  كـ"روسيا اليوم" و"سبوتنيك" التي ينظر إليها في الغرب على أنها مواقع حيادية وذات مصداقية، بمقالات تتعلق بالاستفتاء بالإضافة إلى تأييدها للمرشح الرئاسي في الولايات المتحدة دونالد ترامب، الذي يشارك بوتين ذات النظرة على ما يبدو.

وبحسب الصحيفة "يدعم الرئيس الروسي أكثر الشخصيات المثيرة للفرقة في السياسة الأوروبية على أمل أن يقوموا برد الجميل عبر التصويت لإنهاء العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وذلك إثر اجتياحه لأوكرانيا، حيث تمجّد الأحزاب المناهضة للهجرة وشبه الفاشية واليمينية المعتدلة بوتين الذي قام بضم أحد الأقاليم الأوروبية إلى بلده ويواصل اعتداءاته العسكرية في أوكرانيا وهي الدولة التي يسعى فلاديمير بوتين لمعاقبتها بسبب مطاردتها لحلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الحلم الذي يريد بعض البريطانيون التخلي عنه بإرادتهم".

وترى الصحيفة أن الاستفتاء "سيعزز من قوى التفريق وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه موجات الكراهية. وسيكون هذا الاستفتاء بمثابة الهبة للمجموعات الإرهابية الناشطة داخل الاتحاد الأوروبي  ونعمة تضاف إلى الديكتاتور الروسي الذي يمارس أساليبه التعسفية على الحدود الأوربية حيث سيحد من قدرة المملكة المتحدة و أوروبا بشكل عام من التصدي لمثل تلك الاعتداءات. سيكون الاستفتاء بالنسبة للنظام العالمي ولنمو العولمة الاقتصادية المعتمدة على ذاك النظام ولقيم حقوق الإنسان والديمقراطية خطوة كبيرة، لكن إلى الوراء".

وبينما يسأل البريطانيون أنفسهم "ماذا سيعود علينا بالنفع من التمسك بالاتحاد الأوروبي ؟". يتجه الاتحاد نحو الأيدولوجيات والسياسات التي من شأنها إحباط آمال البريطانيين وغيرهم من الانضمام خصوصاً بغياب تأثير المملكة المتحدة. فحالياً، لا تزال المملكة المتحدة تعتمد على الاتحاد الأوروبي، الذي أصبح أقل فاعلية وأكثر ضعفاً تجاه النزعات التي يشتكي منها بشدة المنظمون للاستفتاء، فمن أجل أن يجد الاتحاد الأوروبي حلولاً لمشاكله ويصبح اتحاداً أفضل مما هو عليه الآن، فهو بحاجة للمملكة المتحدة التي بدورها بحاجة إلى اتحاد أوروبي أفضل.

من جانب آخر، تقول الصحيفة أنه "لا يوجد لدى الكثيرين أي تعاطف مع البيروقراطية المنتهجة في بروكسل، العاصمة الفعلية للاتحاد الأوروبي".

وتختم الصحيفة تقريرها  بالقول "لا يزال الحلم الأوروبي يستحق القتال من أجله" مضيفة "استعان تشرشل في خطابه للشعب الأمريكي في الـ6 من أيلول عام 1943، بالقيم المشتركة للوحدة الآنجلو–أمريكية. لقد أصبح تحالف الشعوب الناطقة بالإنجليزية الذي أطلقه تشرشل أمراً من الماضي ولكنه الآن يضم كل الراغبين بتواجد الحرية والسلام والديمقراطية كلغة مشتركة بين الجميع".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com