الجيش التركي يشن أعنف حملاته ضد "الكردستاني" (فيديو وصور)
الجيش التركي يشن أعنف حملاته ضد "الكردستاني" (فيديو وصور)الجيش التركي يشن أعنف حملاته ضد "الكردستاني" (فيديو وصور)

الجيش التركي يشن أعنف حملاته ضد "الكردستاني" (فيديو وصور)

كثف الجيش التركي من حملته العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في هجوم هو الأعنف منذ اندلاع الحرب العرقية، على بعض أحياء مدينة نصيبين شرق البلاد، التي يتخذها عناصر الكردستاني كمعاقل لهم.

وذكرت مواقع مقربة من حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) إن الجيش التركي استقدم خلال الأيام القليلة الماضية، نحو 20 ألف جندي من القوات الخاصة، و10 طائرات هليكوبتر، و150 دبابة، و320 آلية عسكرية، إلى نصيبين، التابعة لولاية ماردين.

ويهدف التصعيد الحكومي إلى اقتحام أحياء كانيكا وصلاح الدين، التي يتمترس فيها عناصر "الكردستاني" بعد حفرهم لخنادق، ونصبهم لمتاريس في الشوارع الرئيسة، وتفخيخ بعض المباني والطرق.

وتسببت الاشتباكات بهدم وإحراق مئات المنازل التي خلت من قاطنيها من المدنيين، إذ شهدت المدينة -المحاذية للحدود السورية والبالغ تعداد سكانها نحو 150 ألف نسمة غالبيتهم من الأكراد- موجة نزوح ضخمة وغير مسبوقة، إذ أفاد مصدر لـ "إرم نيوز" أن المدينة باتت خالية من الأهالي باستثناء سبع عائلات فقط، تعيش تحت تهديد الاشتباكات اليومية.

وأكد مراسل "إرم نيوز" إن القصف المدفعي مستمر، بشكل متواصل، ليلاً ونهاراً، على مواقع الحزب المحظور دون انقطاع، في حين ينفذ الطيران التركي طلعات جوية بين الحين والآخر فوق المدينة المنكوبة.

وتشهد المدينة المحاذية للحدود السورية حظراً للتجول منذ أكثر من شهرَين، في ظل تكثيف القوات الحكومية لهجماتها، باستخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة.

وعبّر بعض أهالي مدينة القامشلي السورية، توأم نصيبين التركية، والتي لا يفصل بينهما سوى الشريط الحدودي "لإرم نيوز" عن امتعاضهم وسخطهم من استمرار الاشتباكات على الجانب التركي، وتضررهم من السقوط المتكرر لقذائف قادمة من الجانب التركي على الأراضي والمنازل في الداخل السوري، بالإضافة إلى سماع دوي الانفجارات الكثيفة التي نشرت الهلع وعطلت الأعمال.

وقال أحد الأهالي لإرم نيوز "نحن ندفع ثمن الأزمة العالمية المتفجرة في الجانب السوري والتركي معاً، المدنيون في سوريا وتركيا هم الضحايا المنسيون".

وتعيش مدن شرق تركيا عموماً، حالة حرب عرقية تعيد للأذهان حقبة التسعينيات من القرن الماضي، التي شهدت ذروة الصراع حول القضية الكردية في تركيا، إلا أن الوضع الحالي المتأزم يختلف عن حقبة التسعينيات، إذ غير "الكردستاني" -الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه "منظمة إرهابية"- من تكتيكاته ونقل الحرب من القرى والجبال إلى الشوارع الرئيسة للمدن والبلدات، ما وضع الحكومة التركية أمام تحديات بالغة الخطورة.

وطال الدمار معظم مدن شرق تركيا؛ كسور، ونصيبين، ووان، وجزيرة، وغيرها، كما نزح مئات الآلاف من الأهالي الذين حاصرتهم المعارك.

وبعد الدمار الذي لحق البُنى التحتية في مدن شرق تركيا، ارتفعت حدة الامتعاض ضد جانبي الصراع، المتمثلين بحزب العمال الكردستاني، الذي اتخذ من أحياء المدنيين تمركزاً له، وكذلك من السياسات الحكومية التي تتبنى الحل العسكري، ما زاد من دعوات الإضراب، والاحتجاجات.

واندلعت المواجهات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) عقب تفجير سروج الدامي، جنوب تركيا، يوم 20 تموز/يوليو 2015، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات تنظيم داعش إذ يتهم الأكراد الحكومة "بالتغاضي عن نشاطات التنظيم المتشدد، والتقصير في حماية المدنيين".

ولا تلوح في الأفق بوادر للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات، في ظل التصعيد من قبل الأطراف المتنازعة، إذ انهارت عملية السلام الداخلي، بعد هدنة هشّة دامت حوالي ثلاثة أعوام، لتتجدد الحرب الدامية التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود، وراح ضحيتها نحو 40 ألف شخص.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com