كلينتون وكيري وأوباما.. مسارات متباينة حول إيران‎
كلينتون وكيري وأوباما.. مسارات متباينة حول إيران‎كلينتون وكيري وأوباما.. مسارات متباينة حول إيران‎

كلينتون وكيري وأوباما.. مسارات متباينة حول إيران‎

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن كلاً من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلاري كلينتون" ووزير الخارجية الحالي "جون كيري"، لديه طريقته الخاصة في التعامل مع الملف النووي الإيراني، رغم عملهما في إدارة الرئيس الأمريكي "باراك اوباما".

وأشارت إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلاري كلينتون" زارت سلطنة عُمان في مطلع العام 2011، للاجتماع بالسلطان "قابوس بن سعيد" لمناقشة فكرة عرضها أحد مبعوثيه على وزارة الخارجية الأمريكية في العام 2009، حول توسط عُمان في المباحثات السرية النووية بين الولايات المتحدة وإيران.

وبحسب الصحيفة، رغم موافقة كلينتون على دراسة العرض العماني، إلا أنها أبدت شكوكها حول جدوى الموضوع قائلة: "حتى في أفضل الظروف، يعتبر هذا الطريق طويلاً"، وهو ما حدث، حيث أن وزيرة الخارجية استغرقت 18 شهرًا قبل قبول عرض السلطان، وإرسال فريق دبلوماسي للاجتماع بالإيرانيين في عُمان.

ولم تكن "كلينتون" الوحيدة التي تزور عُمان في تلك الفترة، حيث أن "جون كيري"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ آنذاك، اجتمع بالسلطان "قابوس"ـ ومبعوث الثقة الخاص به "سالم بن ناصر الإسماعيلي".

وكان "كيري" على اقتناع بقدرة عُمان على التأثير على الإيرانيين، وألح على "كلينتون" والرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لفتح قناة اتصال خلفية، رغم شكوك "كلينتون".

وتؤكد "كلينتون" أنها كانت شريكة في النجاح الذي حققه "أوباما" بخصوص المفاوضات مع إيران، وتوقيع الاتفاقية النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن الفريق الذي أرسلته لعُمان، هو من مهد الطريق للنجاح الدبلوماسي، الذي حققه "كيري" بعدما خلفها في منصب وزير الخارجية.

إلا أن دور "كلينتون" كان أكثر تعقيدًا مما يبدو، حيث عقدت عشرات اللقاءات مع مسؤولي الإدارة الأمريكية الحاليين والسابقين، وقامت بعمل دبلوماسي أكثر حذرًا وترددًا من "كيري"، وأقل رغبة من "أوباما" بشأن فتح حوار مع ايران. ويقول بعض المسؤولين إن قرارها الخاص بإرسال الفريق يرجع لرغبتها في إشراك "كيري" مع الإيرانيين.

وكانت مخاوف "كلينتون إزاء وعود "كيري" الزائدة، بشأن جذب إيران لطاولة المفاوضات قاسمًا مشتركًا بينها وبين العديد من مسؤولي البيت الأبيض، حيث يقول المدافعون عن "كلينتون" إن "عدم ثقتها بايران شيء مبرر، ونجاحها في فرض العقوبات، يجعلها الأفضل لخوض المرحلة التالية لتطبيق الاتفاقية النووية".

ورأت الصحيفة الأمريكية، أن تاريخ الدبلوماسية الإيرانية النووية، والتي مازالت السرية تحيط بأجزاء كبيرة منها، يعود إلى الفرق بين "كلينتون" و"أوباما" في معالجة الملف أثناء الحملات الانتخابية الخاصة بهما في العام 2008.

كما توقع الكثيرون، أن تأخذ "كلينتون" زمام المبادرة بخصوص إيران بعد سخريتها من "أوباما" عند تعهده بإجراء المحادثات مع إيران، دون شروط مسبقة، حيث حذرت إيران ووعدت بابادة امريكا لها في حال وجهت ضربة نووية لإسرائيل.

ويؤكد "كريم سادجادبور"، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد كارنيجي للسلام العالمي، أن كليهما يتشارك في نفس النهج، وهو المشاركة، لكنهما يختلفان في تصور المرحلة النهائية، مشيرة إلى أن رؤية الرئيس أوباما، تقوم على فكرة "أنا قادر على تخطي الاختلافات، وسأستطيع تسوية الأمر"، فيما تعتنق "كلينتون" رؤية أكثر تشاؤمية، حيث عمدت إلى الاجتماع بالإيرانيين، لإثبات أن المشكلة تكمن في طهران، وليست في واشنطن حين ترفض إيران العروض الأمريكية.

وبحسب الصحيفة، فإن قناة الاتصال السرية، تعود لمستشارها للشؤون الايرانية، "دينيس روس"، والذي حصل على أوراق من إيران في زيارة له، بخصوص طلبها التفاوض مع الإدارة الأمريكية حول عدد من الملفات، من ضمنها برنامجها النووي، فضلاً عن تأييدها لحزب الله، مشيرة إلى أنه نتيجة لمعرفته بالعلاقات الوطيدة بين عُمان وإيران، قرر "روس" التقدم بطلب في هذا الشأن لوزيرة الخارجية، والتي طلبت منه الاستمرار في التحدث مع المبعوث العُماني.

وأشارت إلى أن الحملات التي شنتها السلطات الإيرانية ضد محتجين على الحكومة، قوضت آمال المبعوث "إسماعيلي" في خلق قناة اتصال مع البيت الأبيض، حتى أتيحت له فرصة ثانية حين تفاوض على إطلاق سراح 3 أمريكيين محتجزين في ايران، وقامت بلاده بدفع 500 ألف دولار مقابل كل محتجز.

وأضافت الصحيفة الأمريكية بأنه في هذا الوقت توطدت فكرة فتح خطوط اتصال مع ايران في ذهن "كيري" أثناء مشاركته في تحرير الأمريكيين، وهو ما وضعه في اتصال مباشر مع السلطان.

كما قام كيري بزيارة عُمان في أواخر العام 2011 ومطلع العام 2012، لمناقشة السلطان حول امكانية إقامة محادثات سرية مع ايران، ونصح "أوباما" بمقابلة الإيرانيين لاختبار جديتهم.

وبعد الإفراج عن المحتجزين، قامت "كلينتون" بزيارة العاصمة العُمانية (مسقط)، ورغم إبداء الشكوك حول جدية إيران بشان التفاوض، قررت وزيرة الخارجية وضع الأمر تحت الاختبار، بينما كان "أوباما" أكثر حماسًا وهاتف السلطان مرتين في الأشهر القليلة التالية، ليتأكد من قدرته على جلب الإيرانيين إلى التحدث مع القائد الأعلى.

وفي تلك الأثناء، أثيرت الشكوك في نفس "كلينتون" والمسؤولين في البيت الأبيض من أن جون كيري وعد الإيرانيين، بتقديم تنازلات عن تخصيب اليورانيوم، وهو ما أنكره بشدة.

واختتمت الصحيفة بأن أوباما يخشى أن يؤدي تصعيد الضغط إلى تقويض روحاني، لاسيما في ظل العقوبات التي تعوق جهوده الدبلوماسية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي أقنع مجلس الشيوخ بالامتناع عن فرض عقوبات جديدة.

ولفتت إلى أن كلينتون، لم تعلن قط خلافاتها مع أوباما للجمهور، وأنها أيدت علنا صفقته النووية، لكنها أعربت عن المزيد من المحاذير مقارنة برئيسها السابق، ملمحة إلى أنه لابد من وجود استراتيجية أوسع لمواجهة الممارسات السيئة لإيران في المنطقة، وأن الولايات المتحدة تعمل منذ اليوم الأول بعد الاتفاق، حتى تدرك إيران أنها لن تكون قادرة على امتلاك سلاح نووي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com