غموض الموقف التركي يعمق الفجوة بين أردوغان والعالم العربي
غموض الموقف التركي يعمق الفجوة بين أردوغان والعالم العربيغموض الموقف التركي يعمق الفجوة بين أردوغان والعالم العربي

غموض الموقف التركي يعمق الفجوة بين أردوغان والعالم العربي

 يبدو أن غموض المواقف الرسمية التركية في تعاملها مع أبرز القضايا الشائكة في المنطقة، عمَّق من فجوة الخلاف بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والعالم العربي.

 ولم تلق تصريحات أردوغان الأخيرة، العابرة للإثنيات، والفكر الطائفي والمذهبي، أذناً صاغية، لدى شريحة واسعة من قادة الرأي في العالم العربي، إذ شكك كثيرون بجدية الموقف التركي، في نزع فتيل الأزمات المشتعلة في المنطقة.

 كما وجَّه محللون أصابع الاتهام لتركيا في لعبها لدور يثير الجدل "لتعزيز نزاعات بعيدة عن أسس المواطنة السليمة، لتعود بالمنطقة إلى ثنائيات ما قبل الدولة، القائمة على أسس عرقية، وأخرى طائفية، وتساهم في تغذية عوامل الفرقة".

 وشكك آخرون في الخطاب الرسمي لأردوغان الداعي إلى التقارب مع المملكة العربية السعودية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي في المنطقة، إذ لم يُقدِم على خطوات عملية لتجاوز الخلافات مع الحكومة المصرية؛ الحليف الذي تدعمه المملكة بقوة.

 ويقول محللون إن أردوغان أضاع فرصة التقارب مع الحكومة المصرية، بعد أن عوَّلت تقارير سابقة، على دورٍ سعودي محتمل في تقريب وجهات النظر وترميم العلاقات المتراجعة بين تركيا ومصر بعد أعوام من القطيعة، خلال القمة الإسلامية التي عُقِدت في العاصمة التركية أنقرة، الأسبوع الماضي.

 وتوترت العلاقات بين أنقرة والقاهرة منذ العام 2013، على خلفية عداء أردوغان للحكومة المصرية، ورفض تركيا الاعتراف بشرعية الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وتقديمها الدعم لحركة "الإخوان المسلمين" المحظورة.

 ومن جانب آخر؛ يثير التقارب التركي الإيراني، الذي يظهر جلياً عبر العلاقات الاقتصادية المتينة والمتنامية، رغم الاتهامات السياسية التي يصدرها مسؤولو البلدَين بين الحين والآخر، إذ يرى محللون أن مثل تلك التصريحات "لا تنفِ حقيقة التقارب العميق، ولا تخرج عن إطار التصعيد الإعلامي".

 ومن المرجح أن يتسبب تردد أردوغان، وغموض مواقفه السياسية، في اتساع الفجوة بينه وبين العالم العربي، ويؤدي إلى مزيد من فقدان الثقة مع القادة العرب.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com