نتنياهو يزور موسكو في ظل غموض بشأن التنسيق العسكري في سوريا
يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الخميس المقبل، إلى روسيا للقاء رئيسها فلاديمير بوتين الذي سيبحث معه عدة ملفات إقليمية على رأسها الأوضاع في سوريا.
وتؤكد مصادر إسرائيلية أن الهدف الأساس من تلك الزيارة وهي الثانية خلال أقل من سبعة أشهر،هو مناقشة تداعيات ما اعتبر انسحابا روسيا من سوريا.
وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو اليوم الجمعة، أنه سيناقش مع الرئيس الروسي عددا كبيرا من الملفات، من بينها الملف الفلسطيني والأزمة في سوريا، ولفت البيان إلى أن الترتيب للزيارة جاء خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي ريؤوفين ريفلين إلى موسكو الشهر الماضي.
وتشير وسائل إعلام عبرية إلى أن زيارة نتنياهو تأتي ضمن علاقات التنسيق بين البلدين، والذي كان قد تم التوصل إليه في أيلول/ سبتمبر الماضي، فيما يتعلق بالشأن السوري، لا سيما أن العديد من المراقبين بالدولة العبرية مازالوا يعتبرون أن الإعلان الروسي بشأن سحب القوات الرئيسة من سوريا كان مفاجئا لإسرائيل، وأن العديد من النقاط مازالت عالقة حتى اللحظة.
وتأتي زيارة نتنياهو أيضا في ضوء التقارير التي تتحدث عن بدء تسليم إيران منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز "إس – 300"، بناء على اتفاق بين طهران وموسكو، أعقب التوقيع على الاتفاق النووي في تموز/ يوليو من العام الماضي.
كما أن ملف التنسيق العسكري بين تل أبيب وموسكو والذي كان قد فتح خلال زيارة نتنياهو في أيلول/ سبتمبر الماضي "أصبح يشكل معضلة بالنسبة للمؤسستين العسكرية والسياسية في إسرائيل، حيث أن إعلان الانسحاب الروسي من جانب، ومواصلة العمليات الروسية الجوية في سوريا من جانب آخر خلقت وضعا غامضا فيما يتعلق بهذا التنسيق".
ولا تستطيع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحديد إذا ما كان عليها الاستمرار في تنسيق العمليات مع الجانب الروسي الذي يفترض أنه أعلن انسحابه، في الوقت الذي تريد فيه أن تضمن سلامة وحرية تحليق مقاتلاتها في سماء سوريا، وتجد أن الأنشطة الروسية مازالت قائمة، لذا سيطلب نتنياهو من الرئيس الروسي معرفة مصير التنسيق العسكري بين الجانبين في سوريا.
وشكل نشر مقاتلات روسية في سوريا وإقامة قواعد عسكرية كبرى هناك، ونصب نظم دفاعية متطورة مصدر إزعاج للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وشهدت الشهور الستة الأخيرة إرساء منظومة تنسيق مشتركة بين موسكو وتل أبيب، بشأن العديد من الأبعاد الخاصة بالأنشطة العسكرية للبلدين في سوريا والمنطقة، وذلك عقب زيارة قام بها نتنياهو إلى موسكو، اصطحب خلالها رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق غادي أيزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) اللواء هارتسي هاليفي.
