الجيش العربي السوري ليس سوريًا ولا عربياً تمامًا
الجيش العربي السوري ليس سوريًا ولا عربياً تمامًاالجيش العربي السوري ليس سوريًا ولا عربياً تمامًا

الجيش العربي السوري ليس سوريًا ولا عربياً تمامًا

 على الجهة المقابلة من خليط الجنسيات في تنظيم "داعش"، أظهر تقرير صحفي تعدد أصول المقاتلين مع نظام الأسد، ما يثير تخوفاً من القدرة على السيطرة عليهم بعد انقضاء المهمة.

ونشرت صحيفة "ذا تيلغراف" البريطانية تقريراً يتناول مجموعة الجنسيات المختلفة المشاركة في العمليات البرية ضمن حلف الأسد من روس وإيرانيين ولبنانيين وعراقيين وأفغان وغيرهم.

ويقول التقرير إن استعادة نظام الأسد لمدينة تدمر، قبل أسابيع، من بين يدي تنظيم داعش تمت بقوات أفغانية درّبتها طهران وأرسلتها للقتال في سوريا، حيث انتشر فيديو لأحد الجنود بعد السيطرة على المدينة وهو ينطق بكلمات فارسية وهو أفغاني الأصل من بين 10 إلى 20 ألف مقاتل من الجنسية ذاتها، قَدِموا بدفع إيراني لساحة الحرب.

قيادة جوية روسية وشيعة أفغان وميليشيا عراقية

ومع أن إعادة السيطرة على تدمر، قُدّمت على أنها انتصار للجيش النظامي، حيث هنأ العالم بأسره من حلفاء ومناهضين لحكم الأسد، دمشق، بعودة المدينة الأثرية، إلا أن الطيران الروسي لعب دوراً فعالاً في تمهيد الطريق للقوات البرية التي تشارك "الجيش العربي السوري" الأهداف، لكنها لا تشاركه الانتماء بواقع الحال.

وأظهر تحليل الصور وتغطية الإعلام الإيراني والروسي والسوري والمنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي أن الطريق إلى تدمر كان بقيادة جوية روسية، ومع أعمال برية "شاقة" تولاها شيعة أفغان وميليشيا عراقية تعمل تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني.

ويتساءل مراقبون إلى أي حد ستؤول الأمور وما هي نهاية تدخل أطراف خارجية في الصراع والمواجهة الفعلية على الساحة السورية، يقول العديد من الدبلوماسيين والمحللين، إن إجابة هذه الأسئلة غير واضحة حتى الآن. حيث يرى نوح بونسي الذي يراقب الصراع لصالح "مجموعة الأزمات الدولية" "إن الخطر هنا يكمن في أن الأطراف المتعددة، وخصوصاً الولايات المتحدة وروسيا، وفي اندفاعهم لإعلان نتائج فورية، قد تغاضوا عن المكونات طويلة الأمد للاستقرار في المنطقة".

وللمرة الاولى يظهر دليل واضح في تدمر على وجود القوات الروسية الخاصة بل و"المرتزقة" الروسية المرتبطين مباشرة بالرئيس فلاديمير بوتين على أرض المعركة، حسب الصحيفة.

المرتزقة الروس "واجنر" شاركوا في معركة تدمر

وكشفت صورة نشرت على شبكة الإنترنت من قبل تنظيم "داعش" نوعاً غير اعتيادي من القنابل اليدوية التي تمكن فريق من استشارات أبحاث التسلح من التعرف إليها بأنها "ألغام يدوية" وهي جهاز متفجر يستعمل من قبل القوات الروسية الخاصة. التي علقت عليها صحيفة "فونتانكا" في سان بطرسبرج الروسية، أن شركة خاصة من المرتزقة الروس وتدعى "واجنر" شاركت في معركة تدمر والحملة العسكرية النظامية وتتحمل جزءاً من الخسائر والأضرار.

وأشارت صحيفة "فونتانكا" بدورها أن اللواء 10 من القوات الخاصة في الاستخبارات العسكرية الروسية تعاقد مع "واجنر" بالرغم من أن التعاقدات العسكرية الخاصة غير شرعية في القانون الاتحادي في البلاد.

وتضيف أن أحد فصائل مقاتلي "واجنر" ليسوا روسا بل صربيين ما يضيف جنسية جديدة الى الجنسيات التي تقاتل في سوريا. ويدعى قائد هذه المجموعة "دافور سافيكيك"، وهو بوسني صربي مشهور بامتلاكه لسجل قتل قياسي يعود الى أيام الحرب الأهلية في بلاده قبل عقدين من الزمن.

مقاتلون أفغان ووحدات خاصة إيرانية

من جانب آخر، ذكر تقرير أعدته "بي بي سي" البريطانية عن مقابلة عدد من اللاجئين الأفغان في أوروبا الذين خيروا بين العودة إلى ديارهم أو الانضمام إلى لواء "الفاطميين" المشكل من الأفغان الشيعة الذي قاتل إلى جانب ميليشيات سورية خاضعة لتدريب إيراني تدعى قوات الدفاع الوطني.

وتوضح "ذا تيليغراف" أن معظم مجندي لواء "الفاطميين" ليسوا من أفغانستان، التي تحوي أقلية شيعية بسيطة، بل من سكان إيران الأفغانيين الذين قدموا كلاجئين ومهاجرين.

وبعد التقدم الذي حققته قوات النظام في تدمر، يبدو أن الإيرانيين قد اكتشفوا أن نظام الأسد يعتمد على دعم طهران العسكري لا سيما مع تلويح بوتين بالانسحاب من الصراع.

إلى ذلك، قال قائد في جبهة بلاد الشام التي تضم تحالفاً للثوار المقاتلين حول حلب أبو محمد الحلبي "إن إيران ترسل المزيد من القوات.. في الواقع، لا يستطيع النظام تحمل ضربات قوية بدون الدعم الإيراني. وبالإضافة الى الإيرانيين، هنالك مقاتلون أفغان وعراقيون وبعض المقاتلين من حزب الله اللبناني".

وأعلنت طهران الأسبوع الماضي أنها أرسلت قوات إلى سوريا مع وحدات خاصة لدعم الجيش النظامي وهي المرة الاولى التي يتم فيها نقل الجيش الإيراني الى أزمة عالمية منذ الحرب مع العراق قبل قرابة 40 عاماً.

ويؤدي هذا الأمر إلى تصعيد بارز، ويطرح سؤالاً حول ما إذا كانت إيران تتحرك جنباً إلى جنب مع بوتين لمحاولة تثبيت نظام الأسد واستعادة السيطرة على كلّ البلاد أو تتصرف كرد فعل على إعلانه المفاجئ بخصوص انسحاب قواته. حيث أعلن الرئيس بوتين، في وقت سابق، أنه لن يدعم الأسد حتى النهاية، وأنه يعول على محادثات السلام التي ستحدث في جينيف.

في حين يرى الدبلوماسي الروسي السابق في إيران نيكولاي كوزهانوف "حتى الآن يبدو أن روسيا وإيران مهتمتان ببقاء النظام السوري الحالي، ولكن فيما يتعلق بمستقبل سوريا على المدى الطويل، يدرك الطرفان أن مصالحهما ستكون مختلفة ولابد أن تتصادم عند نقطة ما".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com