كاتب فرنسي يتنبأ بانهيار وشيك لأوروبا
كاتب فرنسي يتنبأ بانهيار وشيك لأوروباكاتب فرنسي يتنبأ بانهيار وشيك لأوروبا

كاتب فرنسي يتنبأ بانهيار وشيك لأوروبا

تنبأ كاتب ومحلل فرنسي، بانهيار وشيك لأوروبا، وسط ما يحيط بها من تحديات وصعوبات وحالة تفكك، فمن جهة سيصوت البريطانيون على استفتاء حول الخروج من أوروبا، تماما كما قال الفرنسيون "لا" في استفتاء أجري عام 2005، حول الانضمام لاوروبا، ومن جهة ثانية الوضع من حولها إذ يضربها الإرهاب، وتحاول تركيا أن تساومها على دخول اللاجئين السوريين والضغط عليها بهذه الورقة.

ويرى الباحث الفرنسي أرمو لوبرمانتييه، في تحليل نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، أنه في هذا الزمن الذي تتفكك فيها أوروبا، "هناك رائحة الحنين إلى الماضي، في ذكرى ضبابية، لحقبة كنا نظنها حقبة أبدية".

ويضيف الباحث، إن الموت المعلن لأوروبا، أشبه ما يكون بنهاية الإمبراطوريات، التي سقطت من دون تحذير قبل سقوطها.

وفي رأيه، أن القارة القديمة، تجد نفسها في عالم الكاتب اليهودي النمساوي ستيفان تسفايغ، المسكون بالعظمة النمساوية المجرية قبل 1914.

لقد كتب تسفايغ في كتاب "عالم الأمس... ذكريات أوروبي" عام 1941، قبل أن ينتحر في منفاه البرازيلي، يقول:"كان العصر عصر السلام الذهبي. كل شيء في مملكتنا النمساوية، المملكة الألفية تقريبا، كان يبدو قائما على الزمن المتواصل الدائم، والدولة نفسها كانت تبدو الضامن الأعلى لهذه الديمومة.. لا أحد كان يؤمن بالحروب والثورات والاضطرابات. فكل حدث عظيم وكل عنف كانا يبدوان شبه مستحيلين في حقبة عاقلة. "

ويتابع لوبرمانتييه، "بعد مرور قرن من الزمن، كل الأمن تبخر. وساد غياب العقل. وانتهى العصر الذهبي الأوروبي".

يضيف، "وعود الاتحاد بالازدهار، الذي تجسد في اليورو، معيار الذهب في القرن الحادي والعشرين، وعود كذبتها الأزمات المستمرة، وارتفاع معدلات البطالة. أما الطموح السياسي في خلق "اتحاد أوثق بين شعوب أوروبا" كما هو منصوص عليه في معاهدة روما في العام 1957، فقد تحطم عل صخرة صعود نزعة الشعوبيات وعلى التهديد بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي جاء كامتداد لـ "لا" الفرنسيين في الاستفتاء 2005" .

ويؤكد لوبرمانتييه أن رسالة أوروبا في السلام قد كذبتها عودة الحرب الخارجية (سوريا، روسيا) والحرب الداخلية، مع الإرهاب.

والأسوأ من ذلك، في رأيه، أن أوروبا، التي كانت جدًا فخورة بحصولها على جائزة نوبل للسلام في العام 2012، لم تف بوعد إخلاصها لقيمها، التي أعلنتها على أنقاض حربين عالميتين.

ويتساءل "ما الذي يمكن لأوروبا أن تقدمه للعالم إذا كانت عهدت للأتراك بحراسة أبوابها ومنع اللاجئين من الانضمام إليها؟"

ويتساءل كذلك "إذن هل الاتحاد الأوروبي سائر نحو الموت، كما ماتت النمسا والمجر، وكذلك إمبراطوية نابليون أو شارلمان المقدسة؟ "

وعلى هذا السؤال يجيب الفيلسوف برنار هنري ليفي بنعم، ومن دون تردد: "أوروبا ميتة بالفعل، بل وميتة مرات عدة. وقد تموت مرة أخرى إذا ظللنا أوروبيين كسالى، وإذا ظللنا نعتقد أنه حسبها أن تركب موجة الماضي لكي تستمر في الوجود. لا شيء يظل منقوشا على المرمر".

ويخلص المحلل إلى القول، إن" القولين ليسا متناقضين؛ أوروبا الملموسة موجودة، ولكنها غير قادرة على مواجهة التحديات الجديدة التي تواجهها، فيما تجسيدها السياسي صار موضع رفض من الشعب".

وهي أيضا خلاصة ما وصل إليه النائب الأوروبي السابق، دانيال كوهن بنديت الذي يقول: "إذا تقلصت أوروبا أكثر فأكثر إلى سوق كبيرة، سنحصل على أوروبا حية ميتة".

لأن أوروبا السوق، في رأيه، يمكن أن تستمر في البقاء طويلا، لكنها لن تكون قادرة على مواجهة التحديات، بل أنها ستكون ضحية لهذه التحديات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com