سوريا.. تحرير تدمر وماذا بعد؟
سوريا.. تحرير تدمر وماذا بعد؟سوريا.. تحرير تدمر وماذا بعد؟

سوريا.. تحرير تدمر وماذا بعد؟

تمكن جيش النظام السوري من استعادة مدينة تدمر بغطاء جوي روسي ودعم من ميليشيات شيعية،  بعد أن اجبر على الخروج منها على يد تنظيم داعش العام الماضي.

وتقول صحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه أول خبر سعيد لنحو 200 ألف شخص من سكان مدينة تدمر، تخلى عنهم جيش النظام السوري الذي فر من المدينة منذ دخول المتطرفين إليها في مايو/ آيار  2015.

 وتضيف الصحيفة،  أن سكان تدمر شهدوا مصير كل الذين يعيشون "تحت أحذية" داعش التي نفذت إعدامات جماعية، في كل المناطقة التي سيطرت عليها.

 وترى الصحيفة، أنه من المؤسف، في غمرة هذيانهم المدمر لكل ما لا يتوافق مع رؤيتهم، لم يتورع جنود "الخليفة" أبو بكر البغدادي عن نهب العديد من المواقع الأثرية، التي كانت تمثل إشعاعًا في جميع أنحاء العالم.

 وكذلك الأمر في كل الأماكن التي يستشري فيها التطرف، من أفغانستان إلى نينوى في العراق، مرورًا بمتحف الموصل وأضرحة تمبكتو.

 أسطورة "الغزو " الذي لا يمكن وقفه

 وتقول الصحيفة إن كل هزيمة يتكبدها تنظيم داعش تقلص من هالته التي "لا تقهر"، أي صورة تلك السلسلة غير المنقطعة من الانتصارات التي حققتها طوابير السيارات رباعية الدفع وراياتها السوداء.

 وترى الصحيفة،  أن جزءا من جاذبية تنظيم داعش لدى الشباب المسلم في أوروبا يأتي من أسطورة "الغزو الذي لا يمكن وقفه، وهي أسطورة التنظيم من خلال مقاطع  الفيديو التي تحث على القتال.

 وتقول الصحيفة، إن استعادة مدينة تدمر تمثل نجاحا للرئيس فلاديمير بوتين. بعد أن كرست أهم تدخلاته لاستهداف طائفة واسعة من المعارضة المسلحة ضد النظام في دمشق، قامت القوات الجوية الروسية بمهاجمة التنظيم  أخيرًا.

 وتتابع "إن من يقول أن تدمر ليست بالضرورة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، فهو على خطأ".

 الرئيس الروسي يعزز حليفه الرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي تُفتح الخطوط العريضة التمهيدية للمفاوضات بشأن الحرب الأهلية في سوريا.

 وفي الوقت نفسه تُضاعف الولايات المتحدة، من خلال دعم الميليشيات الكردية السورية، ضغوطها على الرقة، داعش في سوريا.

 وهو ما تفعله أيضًا في العراق، حيث تساهم الولايات المتحدة، باستخدام الضربات الجوية، وقواتها الخاصة على  الأرض، في إعداد هجوم الجيش العراقي ضد الساحة الحقيقية القوية التي يحتلها التنظيم ، أي الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية.

 ففي خلال سنة فقد التنظيم أكثر من ربع الأراضي التي احتلها في سوريا والعراق منذ ربيع عام 2014. فهي الآن في موقف دفاعي، وفي حال تراجع وتقهقر.

 وليس من المستبعد أن هيكلها شبه الحكومي، الذي يتمحور حول الرقة والموصل سيتم تفكيكه إلى حد كبير في يناير 2017 عندما يتولى رئيس الولايات المتحدة الجديد، مهام منصبه.

 ويخلص المحلل إلى القول، إن تنظيم داعش، مع الأسف، مستمر في التجنيد، وأن الظاهرة الجهادية لن تختفي في وقت قريب.

 ويضيف"سوف تستمر هذه الجماعة في الوجود، في شكل الدولة الاسلامية، أو في شكل آخر، طالما لم يتم في دمشق وبغداد إعادة بناء دولة لديها حد أدنى من الشرعية بين جميع الطوائف التي تشكل هذه الدول المعقدة في سوريا و العراق. ولن يتحقق هذا غدا!".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com