في سوريا عناصر سلحتهم الـ CIA يقاتلون فصائل دربهم البنتاغون
في سوريا عناصر سلحتهم الـ CIA يقاتلون فصائل دربهم البنتاغونفي سوريا عناصر سلحتهم الـ CIA يقاتلون فصائل دربهم البنتاغون

في سوريا عناصر سلحتهم الـ CIA يقاتلون فصائل دربهم البنتاغون

يوضح الاقتتال بين المجموعات المدعومة من أطراف أمريكية مختلفة في سوريا، مشاكل تواجهها الولايات المتحدة للتنسيق بين العشرات من الجماعات المسلحة التي تحاول الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد ومحاربة تنظيم داعش ومحاربة بعضهم البعض في نفس الوقت.

وكشفت صحيفة  "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، عن ضعف سيطرة ضباط الاستخبارات والمخططين العسكريين الأمريكيين على الجماعات المسلحة في سوريا التي قاموا بتمويلها وتدريبها خلال الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وقادة جماعات سورية مسلحة قولهم، إن القتال اشتد خلال الشهرين الماضيين بين كل من وحدات مسلحة من قبل وكالة المخابرات المركزية وأخرى من قبل وزارة الدفاع الأمريكية خلال مناورة للسيطرة على المنطقة المتنازع عليها عند المشارف الشمالية حلب المحاصرة.

واضطرت إحدى الميليشيات المسلحة من وكالة المخابرات المركزية تحمل اسم فرسان الحق للانسحاب من بلدة ماريا، التي تبعد حوالي 32 كليومتراً عن حلب، من قبل القوى الديمقراطية السورية المدعومة من وزارة الدفاع الأمريكية والتي تتحرك من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد متجهة نحو الشرق.

وقال أحد قادة فرسان الحق يدعى الرائد فارس بايوش في مقابلة أجريت معه: "سوف نحارب أي فصيل يحاول مهاجمتنا بغض النظر عن مصدر تمويله".

وقال رئيس الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب النائب آدم شيف، إن الولايات المتحدة  تواجه "تحديا هائلا"، كما وصف الاشتباكات بين الجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة بأنها "ظاهرة جديدة نوعا ما"، مضيفا: "كل هذا يعتبر جزءا من لعبة الشطرنج ثلاثية الأبعاد التي تمثل ميدان المعركة السورية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم يكن مصرح له بالحديث علنا الوضع في سوريا قوله: "هذه الحرب المعقدة والمتعددة الأطراف تجعل خياراتنا محدودة للغاية. نحن نعلم أننا بحاجة إلى شريك على الأرض. ونعلم أنه لا يمكننا هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية دون هذا الجزء من المعادلة، لذلك نحن نستثمر في محاولة إقامة علاقات إيجابية".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافق  الشهر الحالي على خطة وزارة الدفاع الجديدة لتدريب وتسليح الثوار السوريين، في محاولة لإعادة إطلاق برنامج تم تعليقه الخريف الماضي، بعد سلسلة من الانتكاسات المحرجة تعرضت لها الإدارة الأمريكية شملت تعرض عدد من المجندين للكمائن وتسليم الكثير من الذخائر والشاحنات الصادرة من الولايات المتحدة لإحدى المنظمات التابعة لتنظيم القاعدة.

ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية أواخر العام الماضي وسط هذه الانتكاسات حوالي 50 وحدة من العمليات الخاصة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال شرق سوريا، في محاولة للوصول الى تنسيق أفضل مع الميليشيات المحلية وللتأكد من أن الجماعات المتمردة المدعومة من الولايات المتحدة لا تقاتل بعضها بعضا.

وساعدت وزارة الدفاع الامريكية على تشكيل تحالف عسكري جديد العام الماضي أطلق عليه اسم القوى الديمقراطية السورية. كان الهدف من هذه العملية هو تسليح المجموعة وتهيئتها للسيطرة على الأرضي التابعة لتنظيم داعش شرق سوريا، وتقديم المعلومات اللازمة لتوجيه الضربات الجوية الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحالف العسكري الذي شكلته وزارة الدفاع الأمريكية يخضع  لهيمنة المجموعة الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب، وقد انضم إليها عدد قليل من الوحدات العربية، حتى لا تبدو المجموعة على أنها جيش للأكراد فقط. كما تلقت هذه المجموعة الأسلحة والإمدادات والمساعدات من القوات الخاصة الأمريكية.

وفي سياق متصل، أكد قائد القيادة الأمريكية العمليات الخاصة، الجنرال جوزيف فوتيل، أن حوالي 80٪ من المقاتلين في القوى الديمقراطية السورية كانوا من الأكراد. وقد شكل دعم الولايات المتحدة للقوة المسلحة الكردية نقطة توتر مع الحكومة التركية التي لديها تاريخ طويل من سحق المتمردين الأكراد وتركيا لا تريد أن ترى وحدات كردية تسيطر على المزيد من حدودها الجنوبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية تمتلك في الوقت نفسه مركزا للعمليات الخاصة داخل تركيا، يعمل على توجيه المساعدات إلى الجماعات الثائرة في سوريا وتزويدها بصواريخ مضادة للدبابات من مخزونات الأسلحة السعودية.

وتمثل إجراءات وزارة الدفاع الأمريكية جزءا من جهود الولايات المتحدة وحلفائها ضد تنظيم داعش، بينما يمثل دعم وكالة الاستخبارات المركزية للميليشيات محاولة سرية للولايات المتحدة تهدف إلى مواصلة الضغط على حكومة الأسد أملاً في إجبار الأسد على الجلوس الى طاولة المفاوضات.

في بداية الأمر، كانت المجموعتان المختلفتان من المقاتلين تعملان في مناطق متباعدة من سوريا - القوات الديمقراطية السورية المدعومة من وزارة الدفاع الأمريكية في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد والجماعات المدعومة من وكالة المخابرات المركزية في أقصى الغرب، ولكن على مدى الأشهر القليلة الماضية، أضعفت الضربات الجوية الروسية ضد المقاتلين المناهضين للأسد في شمال غرب سوريا الجماعات المدعومة من وكالة المخابرات المركزية، الأمر الذي خلق ثغرة سمحت للجماعات التي يقودها الأكراد بتوسيع منطقة سيطرتهم الى مشارف حلب، ما خلق حالة من النزاع بينهم وبين الجماعات المدعومة من وكالة المخابرات المركزية.

وتعليقا  على الأحداث الدائرة في حلب، قال الخبير في الحرب الأهلية السورية في مركز الأمن الأميركي الجديد نيكولاس أ. هيراس: "يدل القتال على الأراضي في حلب على مدى صعوبة إدارة هذه الحالات المتموضعة والنزاعات المستعصية بالنسبة للولايات المتحدة. يبدو أن منع الاشتباكات هو أحد المواضيع الثابتة في غرفة العمليات المشتركة مع تركيا".

وأضاف نيكولاس أ. هيراس، أن "محاولات القوى الديمقراطية السورية للسيطرة على ماريا كانت بمثابة خيانة كبيرة، وتم اعتباره مثالاً آخر على وجود مؤامرة كردية لطردهم من الأراضي العربية والتركمانية"، وأضاف أن الاشتباكات خلقت نزاعاً وخصومة بين الولايات المتحدة والمسؤولين الأتراك. وبعد ضغوط دبلوماسية من الولايات المتحدة، انسحبت الميليشيا إلى مشارف البلدة كعلامة على حسن النية.

وكانت بلدة ماريا على مدار الحرب الأهلية السورية تشكل مركز محاولات تنظيم للمضي قدما في محافظة حلب باتجاه بقية الشمال السوري.

وهاجمت القوى الديمقراطية السورية بلدة ماريا في 18 فبراير/ شباط الماضي، وقال مقاتل مع لواء صقور الجبل التابع لوكالة المخابرات المركزية إن ضباط استخبارات من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم  داعش كانوا على علم أن مجموعتهم اصطدمت مع الميليشيات التي قامت على تدريبها وزارة الدفاع الأمريكية.

 وأضاف قائلا: "MOM" كانت تعلم أننا نقاتلهم"،  في إشارة إلى مركز العمليات المشتركة في جنوب تركيا، مستعملا اختصارا لاسم المركز باللغة التركية MusterekOperasyonMerkezi.

 وتابع: "سوف نقاتل كل الذين يهدفون إلى تقسيم سوريا أو الإضرار بشعبها".

تمثل بلدة ماريا موطن الكثير من المقاتلين الإسلاميين الأوائل الذين حملوا السلاح ضد الأسد خلال الربيع العربي في عام 2011. وقد شكلت منذ فترة طويلة محطة مهمة لللوازم والمقاتلين القادمين من تركيا إلى حلب.

ولكن خبراء في شؤون المنطقة قالوا إن استمرار القتال بين مختلف الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة قد يكون محتوما.

وقال المسؤول السابق في وكالة استخبارات الدفاع، جيفري وايت، في مقابلة صحفية: "بمجرد عبورهم الحدود إلى سوريا، نفقد كمية كبيرة من السيطرة أو القدرة على السيطرة على تصرفاتهم. هنالك احتمالية لتفاقم المشكلة بينما يتقاتل الناس من أجل الأرض والسيطرة على منطقة الحدود الشمالية في حلب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com