كيف تحول ملف "تسليح أوكرانيا" إلى ورقة سياسية في السباق الانتخابي بين نتنياهو ولابيد؟

قدمت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الإثنين، تفسيرًا سياسيًا لحديث كل من رئيس الحكومة المؤقت، يائير لابيد، وزعيم المعارضة، بنيامين نتنياهو، بشأن دراسة احتمال تزويد الجيش الأوكراني بالسلاح الإسرائيلي.

ووضعت الصحيفة تلك التصريحات، التي ربما لا تحظى بغطاء عملي، وتتحفظ عليها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في إطار السباق الانتخابي بين حزبي "الليكود" و"هناك مستقبل"؛ إذ يتنافس الحزبان على كسب أصوات عشرات الآلاف من المهاجرين الجدد، الذين وصلوا إسرائيل جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

وأشارت إلى أن إجمالي عدد الناخبين الإسرائيليين ممن يمتلكون حق التصويت في انتخابات الكنيست الخامس والعشرين، الشهر المقبل، يتجاوز 6.7 مليون ناخب، من بينهم عشرات الآلاف من المهاجرين الجدد، ممن أتوا من أوكرانيا وروسيا على حد سواء.

ولفتت إلى أن إسرائيل استقبلت حتى اليوم أكثر من 45 ألف مهاجر جديد، أغلبهم من روسيا؛ إذ فر هؤلاء لرفضهم السياسات التي تتبعها السلطة في موسكو، مضيفة أن جميع المهاجرين الذين حصلوا على هوية إسرائيلية أصبحوا الآن يتمتعون بحق التصويت.

وبحسب الصحيفة، تسود تقديرات، بأن قرابة 38 ألف مهاجر جديد سيدلون بأصواتهم في الانتخابات المقبلة، ما يعني أن بمقدورهم منح أحد المرشحين مقعدا واحدا بالكنيست، إلا أن هذا المقعد يمكنه أن يشكل فارقا كبيرا.

وركز المهاجرون الجدد من أوكرانيا وروسيا على تأسيس وضعهم والاندماج في المجتمع الإسرائيلي خلال الشهور الأخيرة، ومن ذلك سعيهم لامتلاك أو استئجار شقة سكنية، أو تعلم اللغة العبرية، أو تحويل أرصدتهم البنكية، وأخيرًا العثور على فرصة عمل.

وبحسب ما أوردته "يديعوت أحرونوت"، ثمة انطباعات بأن الانتخابات الإسرائيلية ليست من بين أولويات هؤلاء المهاجرين، كما أن موقع اللجنة المركزية للانتخابات في إسرائيل لا يوفر نسخة بلغتهم، إلا أنها لاحظت وجود سباق من أجل تشجيعهم على المشاركة في التصويت.

وأكدت أن حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير المالية أفيغدور ليبرمان، يأتي على رأس الأحزاب التي تسعى لاستقطابهم، كما أن حزبي "هناك مستقبل" بزعامة لابيد، و"الليكود" بزعامة نتنياهو، فعلا الأمر ذاته.

ودشن حزب "إسرائيل بيتنا" موقعًا إلكترونيًا باللغة الروسية، يحتوي على إرشادات حول كيفية التصويت في الانتخابات وحول النظام الانتخابي في البلاد، إضافة إلى إعلانات بالروسية على شبكات التواصل الاجتماعي.

وصادق ليبرمان، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، على خطة مساعدات للمهاجرين بقيمة 90 مليون شيكل، واعتبر وقتها أن الهجرة "تعد كنزًا إستراتيجيًا بالنسبة لإسرائيل ومحرك النمو الأكبر منذ إعلان قيام تلك الدولة".

ويحرص النائب فلاديمير بلياك، من حزب "هناك مستقبل" الحاكم حاليًا، على الظهور في وسائل الإعلام الإسرائيلية الناطقة باللغة الروسية، وبالتحديد "قناة 9"، ليفسر بشكل دوري أهمية تصويت المهاجرين لصالح حزبه، كما عقد لابيد نفسه اجتماعات مع مهاجرين جدد.

ورأت الصحيفة أن موضوع تسليح الجيش الأوكراني تحول أخيرًا إلى ملف سياسي مهم للغاية، إذ استغله زعيم "الليكود" نتنياهو، وقال قبل أيام إنه سيبحث تزويد أوكرانيا بالسلاح الإسرائيلي، حال فاز بالانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن نتنياهو اعترافًا صريحًا في هذا الصدد، إذ أشار قبل أيام معدودة علنًا إلى أهمية دعم أوكرانيا، ما يعني إدراكه لأهمية الصوت الانتخابي لهؤلاء المهاجرين.

ولم يصدر نتنياهو أي تصريح منحاز لصالح كييف على حساب موسكو أو ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ اندلاع الحرب في شباط/ فبراير الماضي.

إلا أن نتنياهو فعل ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات العامة، حين أدلى بحوار لصحيفة "يو إس توداي" الأمريكية، قبل أيام، الأمر الذي دفع الصحيفة العبرية للنظر إلى هذا التوجه على أنه يهدف إلى استقطاب عشرات الآلاف من المهاجرين الجدد ممن يمتلكون حق التصويت.