الجمهوريون يخططون لإقصاء ترامب من سباق الرئاسة الأميركية
الجمهوريون يخططون لإقصاء ترامب من سباق الرئاسة الأميركيةالجمهوريون يخططون لإقصاء ترامب من سباق الرئاسة الأميركية

الجمهوريون يخططون لإقصاء ترامب من سباق الرئاسة الأميركية

يبدو أن المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية دونالد ترامب أصبح مصدر إزعاج ليس فقط لمنافسيه وخصومه في الحزب الديمقراطي وخارجه، بل حتى داخل حزبه الجمهوري نفسه.

فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرا كشفت فيه  عن خطط داخلية بين الجمهوريين لإبعاد ترامب، وإيقاف طموحه في الوصول إلى الرئاسة.

وبين التقرير وجود اعترضات قوية من قادة في الحزب الجمهوري ضد ترشح دونالد ترامب، الذي يتجهز لحملة تدوم مئة يوم تفصله عن منصب الرئاسة.

 ويتأهب ترامب لخوض معركة شرسة في 5 أبريل في ويسكونسين وتمتد حتى الصيف في الانتخابات التمهيدية، حيث ستزج القوة المؤثرة بترامب كخيار كارثي للانتخابات العامة كما يقول مناهضوه في الحزب الجمهوري.

وحدت الانتصارات المرعبة التي حقق ترامب في الجولات الأخيرة بقيادات جمهورية إلى دق ناقوس الخطر للحيلولة دون تقدمه للأمام، ودعت القوة المناهضة لترامب  إلى وضع خطة محكمة لإيقاف ترامب .

البحث عن بديل

ويعمل المحافظون بالحزب على تحضير مرشح مستقل لخوض الانتخابات العامة، مدافعا عن مبادئ الجمهوريين وقيمهم، وتقديم أنفسهم كبديل عن شعبوية  ترامب .

وقد بدأ هؤلاء عمليا برسم خططهم في المقابلات بعد انتصارات ترامب الثلاثاء الماضي في فلوريدا والولايات الأخرى.

وقد قدمت بعض الأسماء المعروفة عند المحافظين في الأيام الماضية كممثلين محتملين عن ثلث الحزب.

و نشر وليم كريستول محرر صحيفة The Weekly Standard   مذكرة لحلفاء المحافظين وضح فيها كيف يمكن لمرشح مستقل الحصول على الأصوات في الانتخابات العامة على مستوى البلاد.

ومن بين المتقدمين الذين يدور حولهم النقاش توم كوبيرن السيناتور السابق لولاية أكلاهوما، والذي أخبر  المشاركين أنه سيكون منفتحا في هذا السباق، وريك بيري حاكم تكساس السابق، والذي تم اقتراحه كمرشح ممكن عن ثلث الحزب في اجتماع لنشطاء  المحافظين يوم الخميس في واشنطن .

وصرح سيناتور ولاية أوكلاهوما الذي غادر المجلس  في بداية السنة الماضية للعلاج من مرض السرطان،  في مقابلة أن ترامب "يجب ايقافه "، ما حمل التوقعات بعودته كمرشح مستقل ضد ترامب.

 وأضاف كوبيرن، إن لديه القليل من الحماسة للقيام بحملة خاصة به، ولكنه لن يسقط أحدا من اعتباره.

وأضاف، إنه سيدعم شخصا ضد ترامب، "ولا أتوقع أن يكون الشخص هو أنا".

و دعا خصوم ترامب لسلسلة من الجلسات الأسبوع الماضي لتحديد نقاط ضعفه وتسمية واحد من الخصمين المتبقيين لترامب السيناتور تيد كرووز عن تكساس أو جون كاسيش عن أوهايو.

ورغم تقدم ترامب بحوالي 250 صوتا على كروز،  صاحب المركز الثاني، إلا أنه يدفع  باستمرار بقادة الحزب بعيداً عن معسكره، ففي يوم الخميس قام بول ريان الناطق باسم المجلس بتوبيخ ترامب بقوة بسبب آخر تصريحاته التي تشجع وتتسامح مع العنف، والتي قال فيها إن أنصاره سينزلون الى الشارع في حال أقدم الجمهوريون على ترشيح شخص آخر.

وقال ديفيد مكلنتوش رئيس نادي المحافظين للتنمية، والذي أنفق الملايين لمهاجمة ترامب إن مجموعته اجتمعت الأربعاء وتوصلت إلى أنها ما تزال قادرة على إزاحة  ترامب عن الترشيح،  حيث تخطط المجموعة لدراسة شاملة حول أنصار ترامب وايصال رسالة تهدف لإبعاد أنصاره عنه .

وأضاف "وهذا السباق يمكن كسبه لصالح المحافظين أصحاب التوجه للسوق الحرة وليس لصالح ترامب"، مشيرا إلى "أنها ليست النهاية فهناك طريق نحو الانتصار".

حرب منتدبة

ويرى أنصار خطة إبعاد ترامب أن الأولوية هي إيقاف ترامب في ويسكونسن،  و في الخطوات التالية  لتصفية الحساب بين ترامب وكروز ستتضح الرؤية .

وقام نادي التنمية الخميس بإرسال مذكرة  من ثلاث صفحات للمتبرعين  الجمهوريين يعدونهم بإنفاق مايقارب مليوني دولار في ويسكينسين ويصرون على أن الطريقة الناجعة لهزيمة ترامب هي عن طريق تيد كروز.

وتُسلّم المذكرة بأنه من غير المرجح تغلب كروز على ترامب في عد الممثلين، ولكنها توضح أيضا استراتيجية تهدف لتحييد 1237 ممثلا من جانب ترامب، ما يجعل كروز قادرا على انتزاع ترشيح الحزب قبل انعقاد الاجتماع المزمع عقده في كلفيلاند في يوليو/ تموز المقبل.

ويرى كروز وكاسيش في الانتخابات الأولية بويسكنسين  انتخابات محورية؛  حيث تقوم حملة كروز على ابتعاث أعضاء إضافيين هناك وافتتاح مايسمى"بمعسكر كروز" لجمع المتطوعين، وستبدأ الحملة هناك في الأيام القليلة القادمة للسعي لهزيمة ترامب في تلك الولاية.

ومن بويكنيسين، ينتقل السباق إلى الولايات التي ستقسم الممثلين على أساس من سيكسب في كل مقاطعة، ما سيسمح لخصوم ترامب بإبعاد ممثلين عنه في ولايات مثل نيويورك وكاليفورنيا، حيث ستشتد المنافسة هناك، كما تبدو ولايات مثل منتانا وسوث داكوتا قريبتين من كروز.

وصرح الجمهوريون المناهضون لترامب أنهم سيستخدمون الأسابيع الستة بين آخر انتخابات أولية وانعقاد الاجتماع في منتصف شهر 7  لجمع ممثلين منفردين.

المعارضة المنقسمة

انقسامات الحزب الجمهوري بين نشطاء المحافظين الذين لا يرتاحون لفكرة تأسيس الحزب والمفضلين لكروز، والنخبة الجمهورية المؤيدة لكاسيش، والممتعضة من أولئك الذين يرونهم أصوليين إيدلوجيًا، عززت من موقع ترامب، وجعلته يتماسك أمام الضغط.

ويعد منافسه الأقرب في السباق الحالي كروز غير محبب في واشنطن، إذ حصل أمام روبيو على صوت واحد في تنافسهما.

والتقى قرابة أربعة وعشرين زعيما من المحافظين يوم الخميس في واشنطن، حيث اندفعوا لدعم كروز لدحض الفكرة التي تقول إن الحملة ضد ترامب كانت  مكيدة مدبره،  وقال أحد المشاركين، والذي سمعه صحافي " في حال دعمنا كروز، حينئذ نحن ضد المؤسسات.

ولكن المجموعة  فشلت بالتوصل  إلى اتفاق، ولم تتمكن من إقناع كاستش وكروز بتجنب المنافسة في ولايات سيتم فيها اختيار واحد  من بين الاثنين.

 وقال إريك أريكسون، أحد المعلقين المحافظين المؤثرين "إنهما سيصلان الى اتفاق ويتنازلا سويا".

التخلي عن الحزب

ويبدو أن خصوم ترامب الجمهوريون، لم يبق أمامهم سوى حملة الثلث من أعضاء الحزب،  فيمكن أن يحصل المترشح على دعم من مستويات عالية في الحزب، حيث قال السيد رومني أنه سيميل للتصويت لصالح  مرشح الثلث ضد ترامب وهيلاري.

وقال مستشارو المرشح المستقل مايكل بلومبيرغ، المحافظ السابق لمدينة نيويورك، إن جمع الدعاوى سيبدأ في بداية مارس لمرشح واحد، ليكون صاحب الحظ في الظهور في اقتراعات شهر نوفمبر في الخمسين ولاية.

ولكن يمكن للمستقل أن يلجأ للأصوات في 24 ولاية – أو يسعى لترشيح حزب الأحرار الذي شارك في التصويت في أغلب الولايات من دون أن يسمي مرشحه حتى نهاية شهر مايو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com