اللغز الروسي في سوريا.. المشاركة جوية والتكريم لسلاح الدبابات

 أثار تكريم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجنوده وضباطه القادمين من سوريا أسئلة حول طبيعة المشاركة الروسية، بعد أن شمل التكريم قادة في سلاح الدبابات والمدفعية.

وذكرت صحيفة كوميرسانت أن بوتين حضر حفلا لتكريم المقاتلين الروس الذين شاركوا في الحرب السورية، وقام بمنح وسام القديس جورج من الدرجة الرابعة للواء يوري ياروفتسكي، نائب قائد فيلق الدبابات الأول.

ورأى خبراء أن هذا التكريم يأتي متناقضا مع بيانات الكرملين السابقة، والتي أكدت أن القوة الجوية كانت الوحيدة المشاركة في الحملة الروسية في سوريا.

وكشفت الصحيفة الروسية، استنادا لمصادر مقربة من الكرملين، عن أن ما لا يقل عن خمس دبابات روسية كانت في سوريا، وكانت تدار من قبل طواقم روسية.

ووفقا لقائمة من الجوائز نشرتها وكالة "تاس"، فإن التكريم شمل، كذلك، نائب قائد كتيبة اللواء هاوتزر المدفعية الـ 120.

وقالت مصادر، إن أنظمة أسلحة أخرى، غير الجوية، كانت  نشرت في سوريا لحماية القواعد الجوية والبحرية، لافتة إلى أن المعدات البرية الروسية تم بيعها لنظام بشار الأسد.

ونشر نشطاء مقاطع فيديو تشير إلى أن مدرعات روسية كانت تقاتل إلى جانب قوات الأسد، بما في ذلك دبابات ومدافع هاوتزرMSTA-B.

وذكر فريق الاستخبارات الحربية في موسكو، والذي درس العمليات السرية للقوات الروسية في شرق أوكرانيا وسوريا، أنه تم تقديم خرائط إلى وزارة الدفاع في نوفمبر الماضي تظهر أن لواء المدفعية الـ120 تم نشره قرب مدينة حمص، البعيدة نسبيا عن قاعدة روسيا الجوية في اللاذقية.

وقال مصدر من فريق الاستخبارات الحربية إنه "لم يتم نشر أي مشاة مجهزين ببنادق على الإطلاق، ولكن كان هناك دعم بمعدات روسية ومدافع هاوتزر ودبابات، ومركبات مشاة قتالية".

ووصف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشنكوف التقارير التي تفيد بأن روسيا شنت عملية برية في سوريا بـ "منتهى الغباء"، موضحا أن ياروفتسكي، الذي كرمه بوتين، خدم في سوريا كمستشار عسكري، حيث قام بتدريب الطواقم السورية على كيفية تشغيل المعدات الروسية الصنع.

وأقر المتحدث الروسي بأن "خمسة جنود روس قتلوا في سوريا خلال الحملة الروسية"، التي استمرت لنحو ستة أشهر.

وكان بوتين أمر، في إعلان مفاجئ قبل أسبوع، بسحب معظم القوات الروسية من سوريا.