قضية "ديان" تُنذر بتوتر العلاقات بين إسرائيل والبرازيل
قضية "ديان" تُنذر بتوتر العلاقات بين إسرائيل والبرازيلقضية "ديان" تُنذر بتوتر العلاقات بين إسرائيل والبرازيل

قضية "ديان" تُنذر بتوتر العلاقات بين إسرائيل والبرازيل

تعيش الخارجية الإسرائيلية على وقع الرفض البرازيلي لتعيين رجل الاستيطان البارز "داني ديان" سفيرًا لإسرائيل لديها، وهو الرفض الذي وضع خارجية الاحتلال في مأزق كبير خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأجبرها على نشر إعلان داخلي غير معتاد، تطلب فيه مرشحين لتولي هذا المنصب، بعد الصفعة التي تلقتها.

بيد أن حجم الورطة دفعها لسحب الإعلان مجددًا، زاعمة أن "ديان" مازال هو المرشح لتولي المنصب، وأن الإعلان جاء نتيجة خطأ فني.

صورة نتنياهو

وطالت الورطة صورة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يحتفظ لنفسه بمنصب وزير الخارجية، حين تعهد مجددا بأنه متمسك بتعيين "ديان" سفيرا لدى برازيليا، في حين جاء الإعلان الذي نشرته الخارجية الإسرائيلية لفترة قصيرة، ليؤكد الاتهامات التي وجهت إلى نتنياهو، والتي ركزت على كونه غير متفرغ لإدارة تلك الوزارة الحساسة، وأنه يترك تسييرها في عهدة مجموعة من الهواة، وعلى رأسهم تسيبي حوتوفيلي التي تشغل منصب نائبة الوزير.

الخارجية تتخبط

وتناقلت وسائل الإعلام العبرية التنويه الذي نشرته خارجية الاحتلال بشأن الإعلان عن طلب مرشحين، وهو التنويه الذي جاء فيه أنه "بعد لحظات سوف ينشر تصحيح بشأن طلب مرشحين لشغل منصب السفير الإسرائيلي في برازيليا، وأن داني ديان مازال المرشح لتولي هذا المنصب".

كما جاء في البيان أن "منصب السفير الإسرائيلي في برازيليا ليس شاغرا، وأن الإعلان في هذا الصدد كان نتيجة خطأ فني".

وأكد مراقبون إسرائيليون بحسب الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف" أن الحديث يجري عن حالة من التخبط، وأنه لم يعد هناك شك أن "ديان" لن يتولى المنصب، بيد أنه ربما لن يتم تعيين بديل أيضا في القريب العاجل، ولا سيما مع تأكيدات نتنياهو وحوتوفيلي أنهما لا يقبلا موقف حكومة البرازيل الرافض لتعيينه سفيرا، وسوف يواصلان جهودهما إلى أن يتم تمرير التعيين.

وألمح المراقبون إلى أن رفض الرئيسة "ديلما روسيف" تعيين "ديان" سفيرا لإسرائيل، بفعل الضغوط التي تمارسها منظمات داعمة للفلسطينيين، ودبلوماسيون إسرائيليون سابقون،  لن يمر مرور الكرام، مرجحين ألا يتم تعيين سفير آخر لإسرائيل في البرازيل، في حال رفض تعيين "ديان"، وأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستشهد تدهورا.

ومع ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية أنه في شباط/ فبراير الماضي، اقترح "نتنياهو" على "ديان" تولي منصب القنصل العام في لوس أنجلوس، بعد تمسك الجانب البرازيلي بموقفه الرافض، كما كشفت أن الأخير يتحفظ على هذا الأمر، ويطالب بتولي منصب القنصل الإسرائيلي في نيويورك، لكن نتنياهو ليس متحمسا لذلك، حيث يحرص على منح هذا المنصب لأحد المقربين منه.

التسلسل الزمني

وكانت قضية الرفض البرازيلي لتعيين "ديان" قد تفجرت منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حين امتنعت الحكومة البرازيلية عن الرد على خطاب تعيينه سفيرا لديها، وهو الخطاب الذي كان قد وصلها في تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته.

واعتبر مراقبون وقتها أن عدم رد دولة على تعيين سفير دولة أخرى لديها، سابقة لا تتكرر كثيرا في عالم الدبلوماسية، ودليل على عدم الترحيب بشخص السفير المرشح لهذا المنصب.

لكن مصادر بالخارجية الإسرائيلية تحدثت عن إمكانية وجود ضغوط من قبل منظمات يسارية أو معارضة للسياسات الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، هي التي تدفع باتجاه عدم قبول تعيينه، نظرا لمواقفه اليمينية المتشددة.

وتبين أن دبلوماسيين إسرائيليين سابقين، يعملون على عرقلة تعيين "ديان" سفيرا بالبرازيل، إضافة إلى تحفظ أبداه كل من الرئيس الإسرائيلي "ريؤوفين ريفلين"، وعدد من الوزراء، فضلا عن رئيس الكنيست "يولي أدلشتاين".

وأجرى دبلوماسيون إسرائيليون يساريون اتصالات بـ الرئيسة البرازيلية، مستغلين علاقاتهم الشخصية معها، وطالبوها برفض تعيين "ديان" بوصفه أحد رموز اليمين والاستيطان، كما أرسل عدد من السفراء الإسرائيليين السابقين خطابا إلى الخارجية البرازيلية، يحمل المضمون ذاته، ومن بين الموقعين كان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق "ألون ليئيل"، الذي تولى في الماضي منصب سفير إسرائيل لدى جنوب أفريقيا، وكذلك سفير إسرائيل السابق في فرنسا "إيلي بار نافي".

ويعتبر "ديان" واحدا من رموز الاستيطان في دولة الاحتلال، ومن مؤسسي حركة "تيحيا/ النهضة" اليمينية العام 1979، الداعية لما يسمى أرض إسرائيل الكبرى والاستطيان في جميع أنحائها، قبل أن تتفكك العام 1992.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com