العراق.. عمل مسرحي برواية مفبركة يفجر أزمة سياسية
أثار عمل مسرحي نفذه طلبة من كلية السياحة في جامعة بغداد، يتناول رواية مفبركة عن علاقة السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد مع الخلفية عمر بن الخطاب، نقاشات في الأوساط الأكاديمية تسببت بنزاع وصل حد العنف الطائفي داخل وخارج أروقة المؤسسات التعليمية العراقية.
ونفذ طلبة كلية السياحة في جامعة بغداد عملاً مسرحياً بدعم من مؤسسات شيعية وصفها أكاديميون بـ "الغامضة" تناولت رواية مفبركة عن شخصية السيدة فاطمة الزهراء مع الخليفة عمر بن الخطاب،حيث يقوم الخلفية عمر بدفع باب دارها ليكسر أضلعها الأمر الذي كان سببا بقتلها، بحسب الرواية.
العمل المسرحي أثار حفيظة شخصيات وفاعليات سياسية وثقافية وأكاديميين عراقيين من جميع المذاهب والأديان، جملة من النقاشات بشأن الجهات الراعية له وطريقة توغلها داخل الأوساط الجامعية لزرع الفتنة الطائفية، كما يرى أكاديميون وسياسيون عراقيون.
من جانبه قال السياسي العراقي،منذر سليم الفهد،إن"عرض المسرحية داخل مؤسسة تعليمية تابعة للدولة، يعد مخالفة دستورية وتأجيجاً للصراع الطائفي في ظرف سياسي دقيق يستوجب من الجميع اتخاذ خطوات تقريبية بدلاً من تناول قضايا خلافية وغير صحيحة ولا مثبتة تاريخياً".
وتناول أكاديميون من الطائفتين الشيعية والسنية،العرض المسرحي بالكثير من الإدانة والاستغراب، لاسيما في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق، من سطوة الميليشيات الشيعية وممارسات تنظيم داعش وتأثير المتطرفين من كلا الاتجاهين على اللحمة الوطنية للعراقيين.
وكتب الأكاديمي والأديب ،عارف الساعدي على صفحته في موقع التواصل "فيسبوك:"هل هذا هو دور الكليات والجامعات في ان تكون بوقا للفتنة وللقبح ؟ اين عميد الكلية ؟ اين رئيس الجامعة ؟ هل من واجب الجامعة أن تصدّر الآراء الطائفية والعنصرية ،أنا حزين على هذه الكليات والجامعات التي لا تستحي على نفسها في ان تكون جسرا رخوا للكراهية".
وهددت جماعات عراقية مسلحة،باستهداف الكليات والمؤسسات التعليمية التي تتناول قضايا طائفية،تسهم في تأجيج النعرات الطائفية وتوظيفها سياسياً في العراق.
وبحسب أكاديميين ومراقبين للشأن العراقي، فإن درسي التربية الفنية والرياضة للمدارس الإبتدائية والمتوسطة،يتم الاستعاضة عنهما بخطبة لشيخ أو رجل دين يغذي الأطفال بمشاعر طائفية لاسيما في محافظات الجنوب الشيعي، الأمر الذي يؤسس لحالة من الفصل والعداء المذهبي بين المكونات العراقية المختلفة.
