احتدام التنافس في الانتخابات الأمريكية وترامب يغضب المسلمين مجدداً
احتدام التنافس في الانتخابات الأمريكية وترامب يغضب المسلمين مجدداًاحتدام التنافس في الانتخابات الأمريكية وترامب يغضب المسلمين مجدداً

احتدام التنافس في الانتخابات الأمريكية وترامب يغضب المسلمين مجدداً

شارك المرشحون الجمهوريون الأربعة الذين يسعون لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية في مناظرة، أمام نحو 1800 شخص في ساحة بجامعة ميامي، وهي آخر مناظرة قبيل انتخابات تمهيدية حاسمة الأسبوع المقبل، فيما أثار دونالد ترامب، عاصفة جديدة ضد المسلمين بزعمه أنهم "يكرهون أميركا".

وسيتوجه الناخبون في 5 ولايات إلى مراكز الاقتراع، الثلاثاء المقبل، وسيكون ذلك اليوم واحداً من أهم أيام العملية التصويتية على مستوى الولايات حتى الآن.

وتحول السجال في المناظرة فجأة من توجيه اللكمات كما حدث في مناظرات الجمهوريين السابقة إلى نغمة متحضرة تركز على قضايا بعينها.

ويبدو أن الملياردير ورجل الأعمال دونالد ترامب يسعى لتعزيز وضعه بصفته الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب، بينما يحاول السيناتور تيد كروز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس إقناع الجمهوريين بالالتفاف حوله.

وتناقش المرشحون حول سلسلة من القضايا تنوعت ما بين التجارة والسياسة الداخلية إلى الشؤون الخارجية وصورة الولايات المتحدة حول العالم، واختلف المرشحون في الرأي حول السياسات التجارية، إذ دأب ترامب على انتقاد الاتفاقيات التجارية القائمة.

وقال ترامب: "الوظائف تختفي في هذه الدولة، لاسيما الوظائف الجيدة"، مضيفاً: "الاتفاقيات التجارية تقتل دولتنا بكل تأكيد".

وانتقد الملياردير الأميركي المصنعين الصينيين الذين "يلقون كل شيء لديهم هنا" مع عدم السماح للشركات الأميركية بتأسيس أعمال لها في الصين دون دفع ضرائب هائلة، على حد قوله.

من جانبه انتقد كروز، ترامب بسبب تهديداته برفع التعرفات الجمركية على الدول التي "لا تحسن السلوك"، حسب وصفه، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستضر المستهلكين الأميركيين وستسفر عن قيام الدول بفرض تعرفات جمركية على البضائع الأميركية، مؤكداً أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتجاوز لغة "الصين سيئة" وأن تتوصل إلى حلول.

وذكر كروز أنه يتعين على الحزب "احترام إرادة الناخبين"، فيما قال ترامب: إنه يتعين أن يفوز الشخص الذي يحصل على أكبر عدد من المندوبين".



زوبعة العداء للإسلام

واختلف المرشحون في الرأي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، إذ تعرض ترامب لهجوم من منافسيه بعد أن قال، إن المسلمين يكرهون الولايات المتحدة، مدافعاً عن عبارة "الإسلام يكرهنا"، وحين سئل إن كان يقصد جميع المسلمين البالغ عددهم 1.6 مليار شخص حول العالم، أجاب: "أقصد عدداً كبيراً منهم".

وقال ترامب، إنه في المساجد الكبيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط تجد الناس يهتفون "تسقط أميركا"، وهذا لا يبدو عملاً يتسم بالود بالنسبة لي".

وقال ترامب -الذي شكك من قبلُ في المهام التي يقوم بها الجيش الأميركي في الخارج- ولأول مرة إن الجهود التي تبذلها أميركا للتصدي لتنظيم داعش قد تحتاج إلى ما بين 20 و30 ألف جندي وهو رقم مماثل لما يطرحه بعض الجمهوريين الصقور.

ولم يتخلّ ترامب عن مواقفه المعلنة المسبقة، والتي يرفضها كثيرون في المؤسسة الجمهورية، ومنها قناعته التي أعلنها على شاشات التلفزيون خلال مقابلات متعددة بأن المسلمين "يكرهوننا".

وقال ترامب الذي اقترح فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة: "لدينا مشكلة كراهية خطيرة، كم هائل من الكراهية".

ورد عليه روبيو وكروز وكاسيتش قائلين: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى المحافظة على علاقتها الجيدة بالدول الإسلامية في الشرق الأوسط للمساهمة في محاربة متشددي "داعش".

وقال روبيو: "علينا أن نعمل مع من يدينون بالإسلام حتى وإن كان الدين الإسلامي يواجه أزمة من الداخل"، كما دافع روبيو عن الأميركيين المسلمين وعن وطنيتهم، مضيفاً: "إذا ذهبت إلى أي مكان من العالم ستجد رجالاً ونساء أميركيين يخدمون في الجيش وهم مسلمون".

من جهتهم، طالب عدد كبير من منظمات المجتمع المدني الممثلة للمسلمين في الولايات المتحدة ترامب بالاعتذار عن تصريحاته ضد الإسلام والمسلمين، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عُقد الخميس، في مقر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية بواشنطن.

وقال رئيس الممجلس نهاد عوض، في كلمته خلال المؤتمر، إن على ترامب أن يعتذر بشكل واضح من المسلمين، ومن الأقليات الأمريكية الأخرى، عادًا أن ترامب يلحق ضررا كبيرا بالقيم الأميركية والإسلامية، التي تحرم العنصرية.

وأشار عوض إلى أن ترامب لا يستخف بالمسلمين فقط، وإنما كذلك بالأميركيين من أصول إسبانية، والنساء، ومجموعات أخرى، مضيفاً، إنه من الواضح أن ترامب يمتلك معلومات خاطئة عن الإسلام، ولا يعرف الإسهامات الكبيرة التي قدمها المسلمون للولايات المتحدة الأميركية، مشدداً على أن تصريحات ترامب الداعية للتفرقة، تلحق ضرراً كبيراً بالمجتمع الأميركي صاحب البنية التعددية.

من جهته، قال الأمين العام للمجلس الأميركي للمنظمات الإسلامية (US COM)، أسامة جمال، إن أشخاصاً مثل ترامب يتسببون في تقسيم المجتمع الأميركي، في وقت هو في أمس الحاجة به إلى الوحدة، داعياً الناخبين الأميركيين لكي يظهروا لترامب القيم الأميركية الحقيقية.



استمرار المعترك الانتخابي

وتجري الانتخابات التمهيدية المقبلة في فلوريدا وأوهايو، الثلاثاء المقبل، والفائز فيهما يحصل تلقائياً على مجمل أصوات المندوبين في الولاية.

وحتى الآن أجريت الانتخابات التمهيدية في 25 ولاية وفي بويرتوريكو وحصل ترامب على أكبر عدد من أصوات المندوبين. وطبقاً لإحصاء "أسوشيتيد برس" فقد حصل ترامب على تأييد 458 مندوباً ويجيء بعده كروز 359 مندوبا ثم روبيو 151 مندوباً وكاسيتش 54 مندوباً.

ويقول ترامب، إنه حصل على تأييد المرشح السابق بن كارسون، الذي علق ترشيحه في الانتخابات في وقت سابق الشهر الجاري، مؤكداً أن كارسون سوف يؤيد ترشيحه، وهو ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدرين مقربين من كارسون، أمس الخميس، وقالا، إنه يعتزم تأييد ترامب.

وقال ترامب: ""لقد التقيت اليوم الدكتور بن كارسون الذي سوف يصادق على ترشيحي صباح الغد"، مشيداً بآراء كارسون -وهو جراح أعصاب متقاعد في مجال التعليم - مضيفاً: "لقد تحدثنا لمدة ساعة بشأن التعليم، وهو متمكن للغاية بشأن هذه المسألة، وسوف أقوم بإشراكه بشكل كبير في قضايا التعليم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com