لماذا استبدل الإيرانيون "الإصلاح" بـ"القوة الغاشمة"؟
لماذا استبدل الإيرانيون "الإصلاح" بـ"القوة الغاشمة"؟لماذا استبدل الإيرانيون "الإصلاح" بـ"القوة الغاشمة"؟

لماذا استبدل الإيرانيون "الإصلاح" بـ"القوة الغاشمة"؟

فتحت نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة، والتي تُستكمل جولتها الثانية الشهر المقبل، المجال على مصراعيه أمام المحللين السياسيين لتشخيص واقع الديمقراطية في هذا البلد، الذي يُحكم بقبضة دينية متشددة من خلف لبوس ديمقراطية خشنة.

اليوم يدور جدل كبير في الأوساط الإيرانية، والكثير من مراكز الأبحاث العالمية، حول الوضع السياسي الذي أفرزته نتائج الجولة الأولى من الانتخابات في إيران.

وقالت تقارير أصدرتها مراكز أبحاث غربية، إن "الديمقراطية في الجمهورية الإسلامية هي مؤسسة خاصة؛ فهي مُصممة لتعزيز شرعية النظام الديني. ويمكن لهيئات التدقيق المختلفة التي يسيطر عليها رجال الدين، أن تلغي التشريع البرلماني بشكل روتيني".  وتابعت "لطالما كان مجلس الشورى والبرلمان الإيراني مجرد صدى للنخبة الحاكمة، وصمام أمان للمعارضة الموالية للنظام."

وأكدت التقارير، أن الرئيس حسن روحاني وأنصاره، نصبوا أنفسهم كمرشحين لتحقيق الأمل والتغيير. لذلك فإنَّ انتخابات العام 2016 أنذرت بتغيير فعليّ، ولكن ليس من النوع الذي تروج له الصحافة الغربية. وبدلًا من ذلك، وضعت تلك الانتخابات حدًا لحركة الإصلاح، معلنة بداية موت “اليسار الإسلامي”، الذي أفرز جميع الإصلاحيين في إيران.

تحييد الإصلاحيين

واعتبر مراقبون، أن الانتخابات الإيرانية، بدأت بتنحية شاملة ومعتادة للإصلاحيين والسياسيين المستقلين. وانطلقت حملة إعلامية شرسة في الصحافة اليمينية لتشويه صورة الإصلاحيين كعملاء للغرب. كما تم التنديد بالحركة الخضراء المؤيدة للديمقراطية بأنها كيان شرير تابع لوكالة الاستخبارات المركزية. وبدا الأمر كما لو كان مثل منافسات اليسار واليمين في الغرب.

ويرى محللون سياسيون، أن إيران تعيش عصر تحوّل الطيف السياسي لدرجة أنَّ الرجعيين، مثل رئيس البرلمان علي لاريجاني، يتم تقديمهم على أنهم مجموعة من المحافظين العقلانيين.

وشدد هؤلاء، على أن الفائز الحقيقي في الانتخابات الحالية هو الرئيس روحاني، الذي لم يكن يُنظر إليه في العقود السابقة باعتباره معتدلًا على الإطلاق، لأنه يمكن أن يعكس صورة الاعتدال، وبالتالي تسهيل مسار الاستثمار الدولي.

واعتبر آخرون، أن ثمة معطى آخر هو أنه ينبغي ألّا يعترف الأجانب بأنهم يستثمرون في دولة دينية محافظة وقوية على نحو متزايد، وبدلًا من ذلك، فهم يساعدون “المعتدلين” على حساب المتشددين. إنها صفقة تجارية ذات ضمير يقظ، يقول أحدهم.

ورغم أنه يصعب معرفة عدد المصوتين في الجولة الأولى من الانتخابات الإيرانية، إلا أن الحكومة أعلنت أن معدل المشاركة وصل إلى 62%، والنتيجة النهائية هي برلمان منقسم بين المتشددين المحافظين، وبعض الإصلاحيين.

القوة الغاشمة

وفي ظل المستجدات على المشهد السياسي الإيراني، وحالة التقهقر التي عرفتها حركة الإصلاح، إلا أن محللين إيرانيين، يرون أن زوالها قد لا ينذر بسقوط الجمهورية الإسلامية. إذ طالما انقسم نظام الملالي ضد نفسه، تمامًا مثلما انتقل الإسلاميون، الذين تأثروا بالماركسية وعلم الاجتماع اليساري إلى المعارضة المتسامحة.

وأكد متابعون للشأن الإيراني، أنه طالما كان هناك فصيل إصلاحي يساري نشط في المشهد السياسي، كان هناك أمل في أوساط الجمهور بأن النظام يمكن تحريره من خلال إجراءات دستورية خاصة. ولذلك، قد تكون الانتخابات مهمة في يوم من الأيام.

وتابع أصحاب هذا الطرح، أنه قد يتولى السلطة الرجال الذين يتحلون بالجرأة والشجاعة، ويلتزمون بالتغيير الحقيقي. وبرأيهم فقد تحول هؤلاء الإصلاحيون اليوم إلى حيوانات أليفة يعيشون على فتات المتشددين، في مشهد يوحى بأن إيران تسير باتجاه طريق مسدود.

ورجح إعلاميون إيرانيون، أن تنطلق حركة احتجاجية إذا كانت نتائج جولة الإعادة كسابقتها، متوقعين في هذه الحالة ألا يتواجد اليسار الإسلامي للدفاع عن النظام، وحينها قد يستخدم نظام الملالي القوة الغاشمة مرة أخرى لسحق أي تمرد شعبي محتمل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com