مراقبون: عملية "يافا" غيّرت جدول أعمال بايدن ووضعته في مأزق
مراقبون: عملية "يافا" غيّرت جدول أعمال بايدن ووضعته في مأزقمراقبون: عملية "يافا" غيّرت جدول أعمال بايدن ووضعته في مأزق

مراقبون: عملية "يافا" غيّرت جدول أعمال بايدن ووضعته في مأزق

بعد اللقاء الذي جمع بين نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ظهر اليوم الأربعاء، خرج الاثنان ببيان مشترك لوسائل الإعلام، تطرّق لعمليات الطعن التي وقعت بالأمس، ولا سيما في مدينة يافا، حيث كان يتواجد الضيف الأمريكي.

ولم يكن من المفترض أن يأتي هذا الملف على رأس أولويات بايدن، بيد أنه تصدّر المشهد وفرض نفسه على البيان المشترك، ولا سيما وأن مواطنًا أمريكيًا كان من بين قتلى تلك العملية، بغض النظر عن القضايا التي طرحت في اللقاء المُغلق وراء الكواليس.

واستهل نتنياهو كلمته أمام الصحفيين بالقول، إن "الساعات الأخيرة مرّت بصعوبة بالغة على إسرائيل، وأن خمسة اعتداءات وقعت وتسبّبت في إصابات كثيرة، ومقتل سائح أمريكي، معربًا عن عزائه لعائلته.

وأضاف " أنه يثّمن إدانة بايدن للإرهاب، وأنه لا مبرّر لتلك العمليات وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يدينها، كما أن حركة فتح تثني على منفذيها".

وعلى الرغم من غرابة الموقف، وعدم معرفة كيف يمكن أن تتصدّر هذه القضية البيان الأمريكي الإسرائيلي، الذي يأتي في فترة حرجة للغاية، ويتعلّق بقضايا مصيرية، من بينها مذكرة التفاهم الخاصة بالمساعدات العسكرية للسنوات العشر المقبلة، فضلا عن ملف المصالحة الإسرائيلية – التركية، بيد أن الصدفة وحدها على ما يبدو منحت الزائر الأمريكي الفرصة للتعايش مع المزاعم الإسرائيلية بشأن الإرهاب، وموقف السلطة الفلسطينية منه، ما يثير شكوكًا عديدة بشأن عمليات أمس وتوقيتها وأهدافها، التي ركزت بالتحديد على مواطن أمريكي.

وفي المجمل، أدان نائب الرئيس الأمريكي، بأشد العبارات ما قال إنها موجة الإرهاب، ولا سيما وأنه كان بالأمس في موقع قريب من المنطقة التي شهدت عمليات الطعن المتعدّدة في يافا، مؤكداً أن زوجته كانت تتناول وجبة العشاء في منطقة قريبة للغاية من العملية، وأنه لا يعرف إذا ما كانت تناولته في الموقع ذاته أم لا.

ولفت بايدن لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أنه تحدث مع نتنياهو عن القتيل الأمريكي، وطلب منه السماح بالتوجه إلى المستشفى حيث تقبع السائحة الأمريكية المصابة في نفس الواقعة، وأخبره أنه "لو لم يتم القبض على الإرهابيين فإنهم سيصلون إليهم، وأن العالم بأسره يرى ما حدث"، على حد تعبيره.

وأشار بايدن، إلى إدانة بلاده الشديدة لتلك العمليات، وإلى غضبها من بعض الجهات التي لا تدين عمليات من هذا النوع، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وأضاف "لا يمكن أن ترى بعض القيادات عمليات من هذا النوع واستهداف مواطنين أبرياء دون أن تصدر إدانات".

ويرى مراقبون، أن أيادي خفية نجحت في تغيير جدول أعمال نائب الرئيس الأمريكي، والذي كان من المفترض أن يطرح على الحكومة الإسرائيلية ملفات عديدة، من بينها ملف استئناف المفاوضات السياسية بينها وبين السلطة الفلسطينية.

 وقالوا إن الرد العملي للحكومة الإسرائيلية جاء من خلال الاتهامات التي وجهتها ضد السلطة الفلسطينية بشأن عدم إدانتها لعمليات الطعن أو ثنائها عليها، مدعومة بعمليات أمس.

وتثير العمليات التي شهدها يوم أمس بالتزامن مع زيارة بايدن، فضلا عن استهداف سائح أمريكي وقتله دون غيره من الإسرائيليين، علامات استفهام، حول دور الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والذي يشوبه إهمال كبير للغاية، يصل إلى درجة التواطؤ، أو أن تكون هناك أمور من وراء الكواليس تستهدف نسف أسس زيارة بايدن، وتغير جدول أعماله من النقيض إلى النقيض، أو على الأقل تضعه في موقف محرج بشأن ملف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com