قلق دولي من حنين الصين لعصر الإمبراطورية الوسطى
قلق دولي من حنين الصين لعصر الإمبراطورية الوسطىقلق دولي من حنين الصين لعصر الإمبراطورية الوسطى

قلق دولي من حنين الصين لعصر الإمبراطورية الوسطى

تشكل محاولات جهورية الصين الشعبية، السيطرة على محيطها، واحتلال المزيد من الجزر البحرية التابعة لبعض دور جوارها، قلقاً متزايدا للمنظومة الدولية، خصوصا وأن الوقائع تثبت أنه على الرغم من الثورات وظهور الدول، فلا يزال هناك إرث ثقيل في السياسة، التي ينتهجها الحزب الشيوعي الصيني، الذي تولى السلطة منذ عام 1949.

ويرى علماء السياسة والاقتصاد والتاريخ، أن الصين وجدت بالتأكيد مكانها في العالم، بعد أن صارت أقوى وأعظم مما كانت عليه، وهو وضْع جيد بالنسبة لبقية الكوكب.

ويقول مراقبون، إن الصين أيضا - وهذا ما يثير القلق أكثر ـ تعيد اليوم بناء طموحات هيمنة عصر الإمبراطورية الوسطى. طموحات لا تخلو من انزعاج وقلق الدول المجاورة، مثل فيتنام والفلبين.

وفي تحليل لها، كشفت صحيفة "لوبوان" الفرنسية، استنادا إلى رأي المحللين، أن هذه الطموحات الصينية الجديدة باتت واضحة في البحر وعلى الأرض.

وتضيف الصحيفة، أنه في البحر، ومع تعزيز الوجود الصيني بجزر بحر الصين الجنوبي، حيث تعبر كل سنة ثلث التجارة العالمية. وجزر باراسيلسParacels  مثال حي عن ذلك، حيث نشرت بكين، بطارية صواريخ أرض-جو، وفقا للولايات المتحدة، بينما تعد هذه المنطقة منطقة متنازع عليها، حيث تطالب بملكيتها أيضا تايوان وفيتنام.

وردا على هذا الوضع، حذّر وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، الثلاثاء الماضي، بكين من عواقب أي "عسكرة" للمنطقة، وقال إن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي.

 موقف مؤلم ومروع

وعلى الأرض، لا تتردد الصين في تجاهل الحدود الوطنية لفرض قانونها. فمنظمات حقوق الإنسان ما انفكت تفضح حالات منشقين أو مواطنين صينيين فروا من بلادهم، وتمت "استعادتهم" من دول "صديقة" في جنوب شرق آسيا، مثل كمبوديا، ولاوس أو تايلاند.

وتفيد التقارير الاستخباراتية، أن هؤلاء يتم القبض عليهم بواسطة الشرطة الصينية، في تحدٍّ كامل وسافر للقانون الدولي.

وتشير هذه التقارير، إلى أن أحدث حالة هي حالة الصحفي لى شين، رئيس التحرير السابق لنانفانغ توشيباو Nanfang Dushibao، وهي صحيفة يومية إقليمية معروفة بحريتها النسبية. وكان هذا الصحافي قد غادر الصين في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015.

وقال لي شين، إنه لم يعد يتحمل أن يبلغ الشرطة السياسية عن زملائه، وعن مصادره، وعن المنظمات غير الحكومية من "الليبراليين". فلم يسمع أحد عنه منذ 11 يناير، بينما كان مسافرا بالقطار من تايلاند إلى لاوس.

وفي هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة، التي أصبحت أراض صينية، والتي يفترض أن تتمتع بوضع قانوني خاص حتى عام 2047، وحيث الحقوق محترمة بشكل عام أكثر مما هي في بقية البلاد، فإن "اختفاء" خمسة محررين تابعين لدار نشر متخصصة في الكتب الخاصة بكواليس السلطة الشيوعية، ثم ظهورهم من جديد في الصين، موضوع أثار القلق والغضب. بل واثنان منهم، كانا يحملان جوازات سفر من دول أوروبية. والحال أن هذا لم يحمِهما.

ويقول المحللون، إن مثل هذا الموقف مروع وصادم. وهو الموقف الذي لا يمكن للصين تجاهله، مؤكدين أنها ستكون أكثر قوة واحتراماً، عندما تتصرف كفاعل مسؤول عن المجتمع الدولي الذي تتنمي إليه بالكامل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com