خصومة الجوار تدفع تركيا للانفتاح على مصر قبل القمة الإسلامية
خصومة الجوار تدفع تركيا للانفتاح على مصر قبل القمة الإسلاميةخصومة الجوار تدفع تركيا للانفتاح على مصر قبل القمة الإسلامية

خصومة الجوار تدفع تركيا للانفتاح على مصر قبل القمة الإسلامية

تواصل تركيا تحركاتها على الساحتين الإقليمية والدولية، في سبيل تحريك عجلة علاقاتها المتعثرة مع دول المنطقة، في ظل ما يصفه خبراء "عزلة" أنقرة في الشرق الأوسط، وتأزم موقفها بشكل أكبر عقب التوترات مع موسكو، على خلفية إسقاط الطائرة الروسية، العام الماضي.

تحركات أنقرة الأخيرة كانت نحو القاهرة، حيث وجهت الحكومة التركية، الخميس، رسائل اعتبرها خبراء "تودداً" لمصر، وذلك قبل انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامي، في إسطنبول، خلال الفترة من 10 إلى 15 نيسان/ أبريل المقبل.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال استضافته في اجتماع التحرير الصباحي في المقر الرئيسي لوكالة الأناضول في أنقرة، الخميس، إن "حضور مصر اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المقبل، يجب فهمه على أنه مشاركة في اجتماع دولي، وليس مباحثات ثنائية، فيما لا مانع لدينا من إجراء مثل هذه المباحثات".

وأشار أوغلو إلى أن "المسؤولين الأتراك يلتقون المسؤولين المصريين في الكثير من المنتديات الدولية".

وأضاف "نريد مصر قوية، لكن بسبب أوضاعها الداخلية حالياً لا تتمكن من تقديم الدعم المنتظر منها"، مشدداً على أن "الدور المصري مهم للمنطقة بأسرها".

وستتسلم تركيا خلال الاجتماع، رئاسة الدورة المقبلة للمنظمة من مصر. وهناك الكثير من اللغط حول إمكانية مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من عدمه.

وتأزمت العلاقات بين البلدين، عقب عزل الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، لكن الفترة الأخيرة شهدت بعض التحركات في اتجاه محاولة إصلاح العلاقات، لكن الأمر يبقى معلقاً في ظل مطالب أنقرة بالإفراج عن قيادات جماعة الإخوان المعتقلين في مصر، واتخاذ إجراءات تشريعية تعيد السلطة لهم أو مشاركتهم فيها، وهو ما ترفضه مصر بتاتاً.

لكن الخبراء يقولون إن "العزلة التي تشعر بها تركيا في الشرق الأوسط، ربما تدفعها للمصالحة مع مصر، خصوصاً أن هذه المصالحة ستقود لتقوية العلاقات بين أنقرة والرياض، التي شهدت تحسناً في الفترة الأخيرة"، مشيرين إلى "فرصة لقاء قادة الدول الثلاث في القمة الإسلامية في إسطنبول".

وتشهد العلاقات التركية مع دول الجوار، خصوصاً إيران والعراق والنظام السوري، توترات كبيرة، في ظل دعم أنقرة للمعارضة السورية التي تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد، وحربها على الأكراد، التي وصلت إلى شمال العراق.

معوقات

ويقول محللون إن هناك "معوقات أمام التصالح المصري التركي، أبرزها حساسية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه تعامل الحكومة المصرية مع الإخوان المسلمين وأنصارهم، وكذلك هناك الموقف المصري تجاه قطاع غزة وحركة حماس".

وأضافوا أن "من بين المعوقات أيضاً، مصير محمد مرسي، الذي يواجه حكماً بالإعدام، الأمر الذي إذا حدث سيقضي على مساعي إجراء المصالحة"، بحسب وجهة نظرهم، مشيرين إلى أن أردوغان "يبذل جهوده لمحاولة تخفيف عقوبات الإعدام على مرسي وأنصاره".

عدو مشترك

وكان الملف السوري، من بين الأسباب التي دفعت تركيا نحو محاولة إصلاح العلاقات مع الدول العربية، خصوصاً السعودية، في مواجهة ما يصفه الخبراء بـ"العدو المشترك" الذي يتمثل بالنظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين.

وقال وزير الخارجية التركي، خلال تصريحاته اليوم، إن "عملية وقف الصراع في سوريا أمر تنتظره بلاده، لكن الأهم هو التطبيق"، مشدداً على أن "وقف روسيا للغارات الجوية في سوريا بعد تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية، سيكون ضماناً للاتفاق".

وأشار جاويش أوغلو إلى "عدم التزام النظام السوري وروسيا بالقرارات المتخذة سابقاً، وإلى أن توقف المفاوضات الخاصة بسوريا في جنيف مطلع الشهر الجاري، كان بسبب الغارات الروسية".

وتطرق أوغلو إلى التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، بزعامة السعودية، قائلاً إنه "لن يتم تشكيل قوة عسكرية في إطار التحالف، وإن بلاده ستقوم بدور في العمل الاستخباراتي، وتبادل المعلومات، ووضع الاستراتيجيات، ومكافحة الإسلاموفوبيا".

وأكد "وصول طواقم عسكرية ومعدات من السعودية والإمارات إلى تركيا، ومن المنتظر وصول الطائرات خلال فترة وجيزة" وذلك في إطار جهود الدول الثلاث لمكافحة تنظيم داعش.

وحول العلاقات مع روسيا، كشف جاويش أوغلو أنه اقترح على وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، خلال اللقاء الذي جمعهما في بلغراد، على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في 4 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين البلدين، تضم أربعة أشخاص من كل دولة، لبحث الخطوات الواجب اتخاذها بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية انتهكت مجالها الجوي، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وأوضح أن "لافروف أكد أنه سيعرض المقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن الاقتراح لم يلقَ رداً حتى الآن"، مشيراً إلى أنه "محتفظ بتفاؤله بشأن عودة العلاقات التركية الروسية إلى طبيعتها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com