أمريكا تفقد هيبتها بين أصدقائها
أمريكا تفقد هيبتها بين أصدقائهاأمريكا تفقد هيبتها بين أصدقائها

أمريكا تفقد هيبتها بين أصدقائها

قالت تقارير إن الولايات المتحدة الأمريكية، فقدت هيبتها بين أصدقائها، وباتت لا تجد أذنا صاغية منهم.

وقال تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية: "إن السامع لأصوات مسؤولي البيت الأبيض، التي تطالب حلفاءها الأكراد والأتراك بالكف عن الاقتتال، سيجد أنهم لا يعيرونها اهتماما".

وأشار التقرير أن أمريكا تجد الآن صعوبة في اقناع أصدقائها برأيها بنفس درجة الصعوبة لإي افناع أعدائها.

وأضافت المجلة أن تركيا مازالت تدك القوات الكردية في شمال حلب لليوم الخامس على التوالي، رغم النداءات الأمريكية المتكررة بضرورة وقفها، إلا أن الطرفين يتجاهلان تلك النداءات.

واعتبرت المجلة أن تنامي العنف في سوريا، يشكل إحباطا للإدارة الأمريكية، التي بنت آمالا على آخر المبادرات الداعية لإحلال حالة هدوء ووقف لإطلاق النار في سوريا ولو جزئيا، وجمعت 17 دولة من شتى أنحاء العالم ليقفوا على تنفيذه، ولكنها باتت تحاول إعادة الحياة لها بعد أن تصاعدت حدة القتال مجددا في الشمال السوري.

ولفتت المجلة إلى أن روسيا تتخذ من الهجمات التركية على الشمال السوري ذريعة لاستمرار قصفها لمعاقل المعارضة السورية، في الوقت الذي تحاول فيه أمريكا ممارسة الضغط على بوتين لوقف عملياته في سوريا، ولفت التقرير إلى أن وزير الخارجية جون كيري وكبار المسؤلوون الأمركيين يوجهوا منذ أسبوع انتقادات لاذعة لممارسات الجيش الروسي في سوريا، في حين يرد يرد الروس عليهم بكل بساطة بالإشارة إلى هجمات تركيا على الأكراد المدعومين من أمريكا، مما يفرض عليهم إلتزام الصمت ويضعف موقفهم.

وفي محاضرة ألقاها نائب وزير الخارجية توني بلينكن في معهد بروكنغز، ألمح فيها إلى الممارسات التركية، ودعا شركاء الولايات المتحدة إلى التهدئة والتوقف عن محاولة كسب مزيد من المناطق، قبل البدء بوقف إطلاق النارالمنتظر، ولكن السفارة التركية في واشنطن لم ترد على هذه التصريحات عندما سئلت عن رأيها حولها.

وترى المجلة أن هذا الخلاف التركي – الأمريكي ليس إلا حلقة في سلسلة من خلافات تراكمت منذ خمس سنوات منذ بدء الأزمة السورية، كان أكبرها الدعم الغربي لوحدات حماية الشعب الكردية وحليفها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي، الذين يعتبرهم الغرب شريكا وأداة فاعلة في محاربة داعش، في حين تصنفها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة في مقدمة قائمة الجماعات الإرهابية في تركيا، لاعتقادها بأنها جماعات تسعى لإقامة دولة كردية مستقلة على التراب التركي.

ظل هذا الاختلاف الصارخ في وجهات النظر بين الأتراك وأمريكا، يتزايد بسبب تجاهل الأتراك للنداءات الأمريكية المتوالية لوقف الغارات التركية على الأكراد، ويقول الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط آندرو تابلر:"إن أمريكا تتمنى أن يضع الأكراد والأتراك حدا لصراعهما، وأن ينظروا إلى الصورة الأكبر للوضع في المنطقة، ولكنني أشك في ذلك".

وقالت المجلة إن الصراع المحتدم بين أمريكا وتركيا حول الأكراد، كان قد ظهر للعلن لأول مرة عندما قام بريك ماكغوير الذي عينته الإدارة الأمريكية لمتابعة ملف تنظيم داعش، بزيارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية في كوباني، وبعد أن ظهرت صور اللقاء في وسائل، ثارت ثائرة الرئيس التركي أردوغان، وخرج إلى الإعلام مباشرة مهاجما الإدارة الأمريكية قائلا:"كيف لي أن أثق بكم؟ هل أنا شريككم أم الإرهابيون في كوباني؟".

ومنذ تلك اللحظة هاجمت تركيا الإدارة الامريكية، واتهمتها بتزويد الأكراد في سوريا بالسلاح، وتهريبهم له إلى الأراضي التركية وتحديدا إلى حزب العمال الكردستاني للقيام بعمليات إرهابية، وهو ما نفته الإدارة الأمريكية.

ونوهت الصحيفة إلى الاصطدام الذي حدث خلال محادثات جنيف الشهر المنصرم، بخصوص الأزمة السورية، لاعتراض تركيا على وجود الوفد الكردي الذي يعتبره أنقرة يمثل الإرهاب في حين يعتبره الغرب جزءا من المعارضة والمعادلة السياسية المعقدة في سوريا، لتهددهم تركيا حينها بمقاطعة المحادثات، مما اضطر الوفد الكردي على البقاء في الفندق وعدم المشاركة في المحادثات.

ويضيف باتلر:"إن الخلاف بين أمريكا وتركيا، حول حجم الدور الذي تلعبة وحدات حماية الشعب الكردية، فالأتراك يرفضون أي تدخل كردي غرب الفرات، كما يرفضون إمدادهم بأسلحة ثقيلة او نوعية".

أما القشة التي قسمت ظهر البعير والتي أخرجت تركيا عن طورها فكانت في الأسبوع الماضي، عندما سيطرت القوات الكردية على مطار للجيش السوري محاذي للحدود التركية السورية بمساعدة الطيران الروسي، مما دعا الجيش التركي إلى قصف المنطقة بعنف، ومطالبة القوات الكردية بإخلاء المنطقة، وهو ما رفضه الأكراد، وساندهم بهذا النظام السوري الذي طلب من روسيا التقدم بشكوى لدى مجلس الأمن ضد تركيا بحجة انتهاك السيادة السورية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com