تل أبيب ترحب بالمبادرة الفرنسية وترفض استباق نتائجها
تل أبيب ترحب بالمبادرة الفرنسية وترفض استباق نتائجهاتل أبيب ترحب بالمبادرة الفرنسية وترفض استباق نتائجها

تل أبيب ترحب بالمبادرة الفرنسية وترفض استباق نتائجها

عرضت باريس مبادرتها الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء على الخارجية الإسرائيلية، وذلك بعد أيام من عرضها على الجانب الفلسطيني، الذي أبدى ترحيبه بها، فيما تقول مصادر إسرائيلية إن تل أبيب ما زالت تضع في الحسبان تلويح الجانب الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطينية حال فشل مبادرتها.

وتفيد تقارير إسرائيلية أن بنود المبادرة كانت معروفة للحكومة الإسرائيلية، ولكن باريس قدمتها الثلاثاء بشكل رسمي، ضمن الخطوات الطبيعية التي تسعى في النهاية لتحريك المسيرة السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ونقلت وسائل إعلام عن دبلوماسيين فرنسيين وإسرائيليين أن السفير الفرنسي لدى تل أبيب باتريك ميزونيف، التقى اليوم مع رئيس الشعبة السياسية بوزارة الخارجية بالقدس المحتلة "ألون أوشبيرز"، وعرض عليه التفاصيل الكاملة للمبادرة، والتي تقوم على عقد مؤتمر دولي للسلام في باريس الصيف المقبل.

وكانت المرة الأولى التي جرى الحديث فيها عن المبادرة الفرنسية أواخر كانون الثاني/ يناير، خلال خطاب ألقاه وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس من مكتبه في باريس. ووقتها أشار الوزير الفرنسي الذي أعلن استقالته قبل أيام، أنه في حال فشلت المبادرة، فإن بلاده ستكون ملزمة بالاعتراف بدولة فلسطينية.

استقالة فابيوس

وعولت تل أبيب على مسالة الاستقالة التي أعلنها فابيوس، ونسبت المبادرة المُشار إليها للخارجية الفرنسية وأحيانا لشخصه، وأبدت ارتياحها من القرار الذي جاء في ذروة الجهود الفرنسية لعقد المؤتمر الدولي. لكن الإعلان عن تعيين جان مارك إيرولت وزيرا للخارجية الفرنسية خلفا لـ "فابيوس"، جاء ليدل على أن المبادرة لم تكن مرتبطة بشخص الوزير الفرنسي، بقدر ما هي خطة تتبناها باريس لتحريك عملية السلام.

وعكست تقارير إعلامية إسرائيلية هذا الانطباع حين لفتت إلى أن استبدال وزير الخارجية الفرنسية، الذي قابلته تل أبيب بترحيب كبير، ولكن غير معلن على المستوى الرسمي، لم يمنع باريس من المضي في طرحها.

وتابعت أنه من الواضح أن فكرة المؤتمر الدولي لا زالت باقية في هذه المرحلة، ضمن الأجندة الخاصة بالسياسات الخارجية لحكومة فرنسا، وأن وزارة الخارجية في ظل تعيين "مارك إيرولت" لا زالت تدفع باتجاه عقد المؤتمر. كما عينت الخارجية الفرنسية الدبلوماسي المحنك "بيير فيمونت" مبعوثا خاصا لملف المؤتمر الدولي.

ترحيب مشروط

وتفيد التقارير أن رئيس الشعبة السياسية بوزارة الخارجية بالقدس المحتلة "ألون أوشبيرز" أعرب خلال الاجتماع الذي عقد اليوم مع السفير الفرنسي عن ترحيب بلاده بإجراء مفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية، ولكنها تعارض أية محاولة لتحديد نتائج بشكل مسبق، أو استباق الأحداث واعتبار أن الخطوة المبدئية التي يجري الحديث عنها ستحقق حتما نتائج يتم البناء عليها.

ويقول مراقبون إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي مستعدة للتعاطي مع المبادرة الفرنسية بشأن عقد المؤتمر الرامي لتحريك عملية السلام، والذي يفترض أن تشارك فيه أطراف عديدة بالمجتمع الدولي، وأن فكرة المشاركة في حد ذاتها لا تعني أنها على استعداد لتقديم التزامات أمام المجتمع الدولي بشأن خطوات ما بعد نهاية المؤتمر.

اليمين المتطرف

ولا تعتبر تلك السياسات بجديدة، حيث تتمسك الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو بالخط اليميني – الديني الذي تتسم به الأحزاب الإئتلافية كافة، والتي تشكل في المجمل حائط صد أمام أي محاولة للتقدم نحو اتفاق مع السلطة الفلسطينية، ولا تعتبرها شريكا يمكن العمل معه.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فبقاء هذه الحكومة في ظل نزعات التطرف التي تسيطر على المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، وفكرة صناعة الأعداء التي رسختها حكومة نتنياهو، وتصويرها للسلطة الفلسطينية على أنها على رأس أعداء إسرائيل، وتعتبرها عنصرا محرضا على العنف ضد الإسرائيليين، كل ذلك يحول دون إمكانية أن تمضي هذه الحكومة في مسار السلام، وهو ما كان نتنياهو نفسه قد أكده في تصريح سابق، حين أكد على أن التعاطي مع دعوات اليسار الخاصة بالتفاوض مع الفلسطينيين تعني نهاية حكومته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com