دلالات الإعلان عن اتفاقية التجارة الحرة بين موسكو وتل أبيب
دلالات الإعلان عن اتفاقية التجارة الحرة بين موسكو وتل أبيبدلالات الإعلان عن اتفاقية التجارة الحرة بين موسكو وتل أبيب

دلالات الإعلان عن اتفاقية التجارة الحرة بين موسكو وتل أبيب

يعتقد مراقبون أن محاولات إسرائيل استغلال الأزمة الروسية – التركية منذ إسقاط المقاتلة تكللت بالنجاح، وأن التوقيع الوشيك على اتفاقية التجارة الحرة بين موسكو وتل أبيب لم يكن ليتأتى لولا حدوث تلك الأزمة.

بالتزامن مع التقارير التي تتحدث عن تفاهمات بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وبين الاتحاد الأوروبي بشأن منتجات المستوطنات، تشهد الأوساط الاقتصادية الإسرائيلية حالة من الارتياح عقب الأنباء عن توقيع وشيك على اتفاقية التجارة الحرة مع موسكو، والتي بمقتضاها ستشهد الفترة المقبلة تعاونا اقتصاديا وزراعيا بين موسكو وتل أبيب.

وشهد يوم، الجمعة، اجتماعا في الكرملين، بين وزير الزراعة بحكومة الاحتلال أوري أريئيل، وبين نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي فلاديميروفيتش، بحثا خلاله تعزيز التعاون الزراعي والاقتصادي بين البلدين، بحضور عضو الكنيست يوئيل رازفوزف، الذي ينتمي لحزب "هناك مستقبل" المعارض، فضلا عن السفير الإسرائيلي لدى موسكو تسيفي حيفيتس.

واتفق الجانبان على البدء في خطوات نحو التعاون في مجال الزراعة، والتوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة نهاية العام الجاري، فضلا عن تفاهمات بشأن المهاجرين الروس في إسرائيل، على أن تجرى مفاوضات خلال العام الجاري بشأن إعانات تخص من هاجروا من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى الدولة العبرية.

ويؤكد مراقبون إسرائيليون أن نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي فلاديميروفيتش، يقف إلى جوار عضو الكنيست ذئيف إلكين "الليكود"، على رأس اللجنة الإقتصادية الروسية – الإسرائيلية المشتركة، وأن هذه اللجنة تجري مباحثات منذ شهور بشأن الإعانات المالية التي ينبغي على الحكومة الروسية أن تسلمها لمستحقيها ممن هاجروا إلى إسرائيل.

ولفتت تقارير عبرية إلى أن لقاءً آخر جمع بين وزير الزراعة الإسرائيلي ونظيره الروسي الكسندر تكاتشوف، تمخض عن تفاهمات بشأن إقامة قرية أبحاث زراعية إسرائيلية على الأراضي الروسية، تعمل على توفير دورات تدريبية للعاملين الروس في مجالات المياة ومنتجات الألبان.

كما تقرر أن يزور وفد إسرائيلي كبير خلال الأسابيع المقبلة موسكو، برئاسة مدير عام وزارة الزراعة شلومو بن إلياهو، وطاقم من الأطباء البيطريين التابعين لوزارة الزراعة بحكومة الاحتلال، لدراسة تذليل العقبات أمام الصادرات الروسية إلى إسرائيل من البيض واللحوم.

وتعتزم موسكو زيادة صادرتها من القمح والبيض واللحوم إلى تل أبيب، فيما تبدي إسرائيل استعدادها للتعاون مع روسيا في مجالات التكنولوجيا الزراعية، وصادرات الخضراوات والفاكهة، وتزويدها بالخبرات الزراعية، إذ تعد إسرائيل من البلدان المتقدمة في مجالات الزراعة والري، وابتكرت أساليب جديدة تمكنها من الزراعة بأقل نسبة استهلاك للمياه.

واستغلت تل أبيب تدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة عقب واقعة إسقاط المقاتلة الروسية، وفتحت خطا للمفاوضات مع موسكو بهدف إنعاش صادراتها الزراعية، وعلى رأسها الخضراوات والفاكهة، وعد مراقبون إسرائيليون أن الفرصة سانحة أمام الاقتصاد الإسرائيلي، لتعويض خروج السلع التركية من السوق الروسية.

وتعتمد السوق الروسية على استيراد الخضراوات والفاكهة التركية بنسبة 20% من إجمالي ما تستورده من الخارج في هذا الصدد، وتعتقد مصادر إسرائيلية أنه بالإمكان أن تعوض إسرائيل النقص المتوقع في هذا القطاع، وأن تلبي احتياجات المستهلكين الروس من الخضراوات والفاكهة، عوضا عن تلك التي كانت تصلهم من تركيا.

وبمجرد إعلان وزارة الزراعة الروسية تشديد إجراءات مراقبة السلع الغذائية التركية، أواخر العام الماضي، خاصة الخضراوات التي ترد من تركيا، لم تتوقف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن طرح نظريات وفرضيات ترجح قدرة إسرائيل على تعويض خروج السلع التركية من المعادلة الروسية، وتطالب بملء هذا الفراغ.

وتتحدث غالبية التقارير الإسرائيلية عن تجاه روسي للسوق الإسرائيلية، مشيرة إلى فتح آفاق واعدة للمنتجات الزراعية الإسرائيلية؛ ما دفع البعض إلى وضع تقديرات بأنه في حال أقدمت موسكو على خطوة استيراد المنتجات الزراعية الإسرائيلية، فإنها بذلك توجه صفعة لقرار الاتحاد الأوروبي بشأن منتجات المستوطنات، فضلا عن الصفعة التي ستوجه للمنظمات الداعية لمقاطعة إسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com