بعد رفع العقوبات.. الإيرانيون بين الرجاء والإحباط
بعد رفع العقوبات.. الإيرانيون بين الرجاء والإحباطبعد رفع العقوبات.. الإيرانيون بين الرجاء والإحباط

بعد رفع العقوبات.. الإيرانيون بين الرجاء والإحباط

أنقره - أثار قرار الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني في 16 يناير كانون الثاني، مقابل تقييد البرنامج مشاعر فرح بين الايرانيين. لكن كثيرين يشعرون بالإحباط لأنهم لم يروا تغيرات فورية بعد انتهاء عزلة ايران، ويخشون ألا تصبح الفوائد محسوسة قبل فترة طويلة، إذ تخطو البنوك والشركات والحكومات الأجنبية خطوات مشوبة بالحذر، خوفا من مخالفة العقوبات الأمريكية الباقية.

ومنح رفع العقوبات المفروضة على ايران محمد صادق زاده، الأمل في انقاذ مصنع النسيج المتعثر، الذي يملكه إذا كان أثر هذه التغيرات سيظهر بسرعة.

وقال زاده لرويترز هاتفيا من مدينة رشت الشمالية "العقوبات خربت أعمالي. سيتوقف نشاطي في غضون ستة أشهر، إذا استمر الحال على هذا المنوال. نحتاج لرؤية بعض النتائج الملموسة."

وقال رجل أعمال في مدينة تبريز، ذكر أن اسمه حشمت "أرجو برفع العقوبات أن أتمكن من استخدام البنوك مثل الدول الأخرى المتحضرة. وأملي الوحيد أن أكون جزءا من مجتمع الأعمال العالمي."

وأضاف "حشمت"، الذي تم تعطيل حسابه في بنك فرنسي في أوائل عام ،2013 "لكن مازال أمامنا مشوار طويل. أخشى إذا استمر الوضع الحالي حتى مارس (آذار) أننى سأضطر لإغلاق نشاطي."

واعتاد حشمت، أن يجلب الأموال في لفات كبيرة من الأوراق فئة 100 دولار عبر رحلات جوية من تركيا ومناطق أخرى.

وكانت العقوبات الغربية، قطعت مصادر التمويل من الخارج ورفعت كلفة الاقتراض في ايران، وأضرت بكثير من الشركات من خلال منع التحويلات عن طريق البنوك الأجنبية.

النقد في حقيبة يد

انسحبت البنوك الغربية من إيران، بعد أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على القطاعين المالي والنفطي عام 2012، ليصبح من شبه المستحيل على كثيرين من أفراد الطبقة الوسطى في ايران تحويل الأموال لأبنائهم الذين يدرسون في الخارج.

وعجز كثير من الايرانيين عن فتح حسابات في الخارج أو الاحتفاظ بحساباتهم في الخارج، وواجه الايرانيون الذين يحملون جنسيات أخرى أيضا مشاكل خارج بلادهم في الاحتفاظ بحساباتهم، حتى لو لم يحولوا قط أموالا إلى إيران أو منها.

وقالت مريم صادقيان الايرانية التي تنتمي للطبقة المتوسطة، إنها شعرت بأنها ستتواصل من جديد مع العالم الخارجي عندما رفعت العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي.

وأضافت "لكن فرحتي لم تدم طويلا. فقد اتصلت ببنكي في ميونيخ، حيث كان لي حساب على مدى عشر سنوات لكي أفتح حسابا جديدا. غير أن الرد كان سلبا. وقيل لي إنه لا تغيير في السياسة."

وأما بالنسبة لمحسن دادبينيا، الموظف الحكومي السابق، فقد شعر بخيبة أمل لأنه لم يتمكن حتى الآن من تحويل أموال لابنته في ايطاليا.

وقال "بعد انتقال ابنتي إلى ايطاليا عام 2013 كان إرسال المال لها كابوسا. فقد كان علي أن أعثر على متعاملين موثوق بهم في السوق السوداء لتحويل المال."

وصادفت تارانة مقدم المهندسة المعمارية من مدينة شيراز بوسط ايران، ممارسات في ظل العقوبات تأمل أن تنتهي الآن. فقد اضطرت للذهاب إلى لندن لاسترداد 300 ألف دولار نقدا عام 2013، عندما حذرها البنك أنه سيغلق حسابها في غضون أسبوع "لأنك تعيشين في ايران".

وقالت، "كنت في حالة يأس واضطررت لحمل النقد في حقيبتي إلى ايران"، مضيفة أنها عجزت عن فتح حساب في أي بنك غربي آخر حتى رغم أنها تحمل الجنسيتين الايرانية والبريطانية.

شوط طويل

ويأمل الرئيس حسن روحاني - الذي قال خلال حملته الانتخابية عام 2013 إنه سيعمل على تعزيز الاقتصاد الايراني - أن يسهل رفع العقوبات عودة ايران إلى سوق النفط العالمية، وجذب استثمارات أجنبية البلاد في أمس الحاجة إليها. لكن التوقعات أن تأتي الحلول سريعا ضئيلة، إذ تطغى المخاوف القانونية لدى كثير من الشركات والبنوك على إغراء الاستفادة من ثراء ايران بالموارد وارتفاع نسبة المتعلمين بين سكانها البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة.

ولأن كثيرا من وكالات ائتمان التصدير الغربية انسحبت من ايران، فإن المديرين التنفيذيين الايرانيين يواجهون مشاكل في فتح خطابات الاعتماد، التي تعد أداة حيوية في التجارة باستخدام عناوين ايرانية.

وقال مدير تنفيذي بقطاع البناء في مدينة اصفهان بوسط البلاد، "أنا سعيد لبلادي لإبرام الاتفاق. لكن ستمضى شهور إن لم يكن سنوات قبل أن نشعر بالنتيجة."

وأضاف، "الاقتصاد لا يمكن إصلاحه بهذه السهولة. فسنوات العزلة لا يمكن أن تنتهي في طرفة عين. وأولئك المستثمرين الأجانب يحرصون على مصالحهم هم. يجب ألا نعرض بلادنا للبيع."

ومع ذلك يرى بعض الايرانيين الأمل في عدد الشركات الأجنبية، التي أرسلت بعثات استكشافية إلى ايران.

وقال الوكيل العقاري "حامد أفشر" في شمال طهران، "بعض الشركات الأجنبية التي تسعى لفتح فروع في طهران، بدأت تبحث عن مكاتب وشقق لموظفيها الأجانب الذين سيعيشون في طهران." وأضاف "كثير من الايرانيين يفضلون المستأجرين الأجانب لأن الايجار سيكون بالعملة الاجنبية."

وقال فريشته بهري زاده (25 عاما)، إنه مستعد لانتظار الفوائد التي ستتحقق بعد انتهاء عزلة ايران، إذ يشعر بالتحمس لإمكانية تسهيل سفر الايرانيين للخارج. وتابع "لم نعد بلدا معاديا. فنحن نريد السفر للخارج بحرية وأن نلقى الاحترام في الخارج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com