الإيرانيون يرحبون برفع العقوبات بتفاؤل حذر
الإيرانيون يرحبون برفع العقوبات بتفاؤل حذرالإيرانيون يرحبون برفع العقوبات بتفاؤل حذر

الإيرانيون يرحبون برفع العقوبات بتفاؤل حذر

طهران - عمّ الابتهاج مبنى البرلمان الإيراني، إثر إعلان رفع العقوبات الدولية عن إيران، في حين تدافع المؤيدون في الخارج لطبع القبلات على جبين وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والتقاط صور "سيلفي" معه.

وبالنسبة لسياسي براجماتي مثل ظريف، يُعدّ إبرام الاتفاق النووي، الذي أعاد ربط إيران بالعالم، نصراً على الفصائل المنافسة في الداخل، مثلما كان انقلاباً دبلوماسياً في الخارج.

وساد شعور عام بين الإيرانيين بالتفاؤل، حيث قالت المعلمة في المدرسة الابتدائية زيبا غفوري، 35 عاماً، في مدينة "بابلسر" في شمال البلاد: "لا أستطيع الانتظار، نستحق أن نكون جزءاً من المجتمع الدولي من جديد".

لكن ردود فعل الكثير غيرها شابها الحذر، على النقيض من النشوة التي سادت قبل ستة أشهر عندما تدفق الإيرانيون إلى الشوارع احتفالاً بتوقيع الاتفاق النووي، الذي مهد لرفع معظم العقوبات الاقتصادية.

وعاش كثير من الإيرانيين طويلاً تحت نير العقوبات أو التقشف في زمن الحرب، حتى أنهم باتوا غير قادرين على توقع ما قد يخبئه لهم المستقبل، فضلاً عن ذلك فإن الحكومة نبّهت الإيرانيين إلى أن عليهم ألا يتوقعوا المعجزات، وهو ما أخذه الشعب على محمل الجد، وفقاً لرويترز.

وقال الموظف الحكومي المتقاعد محمد رضا حسيني، 63 عاماً، من مدينة "شيراز" في وسط إيران: "لا أعتقد أنه سيكون لرفع العقوبات تأثير كبير على حياتنا، هذه البلاد تعاني الكثير من المشاكل التي سيستغرق حلها سنوات".

المخاطر

ومع رفع العقوبات أخيراً، يتعين على الإيرانيين أن يتجهوا سريعاً لإنجاز المهمة الصعبة، المتمثلة في إعادة بناء اقتصاد عانى من الضربات، حتى بعد أن تم التوصل إلى الاتفاق النووي في (يوليو/ تموز) الماضي.

وسوف تحصل إيران على الفور على الأموال اللازمة لسداد فاتورة الواردات، مع حصول الحكومة على عشرات المليارات من الدولارات التي كانت مجمدة في الخارج، غير أن الشركات الأجنبية قد تتردد في الاستثمار بشكل كبير في سوق ما تزال تنطوي على الكثير من المخاطر.

أما المعارضون للاتفاق النووي، الذين يمثلون شريحة كبيرة في إيران، فقد احتفظوا بمواقفهم، ولم تتخذ الصحف التي تتبع نهجا متشدداً ولا تؤيد الاتفاق بسبب الشكوك العميقة حيال نوايا أمريكا، موقفاً قوياً، ربما للتركيز على الصراع الداخلي المرير على السلطة، الذي يرجح أن يشتد بعد الاتفاق.

وتحدث الإيرانيون عن إرهاقهم جراء سنوات من المعاناة، وبدوا أكثر تفاؤلاً بأن الأيام المقبلة ستكون أفضل.

وقال رضا صدرصفات وهو مالك متجر في مدينة "أصفهان" في وسط البلاد: "لقد أقفلت عشرة مصانع صغيرة على الأقل في منطقتنا، وتمكنت بضع مصانع كبيرة فقط من الاستمرار".

وأضاف: "حتى أنا مالك المتجر الصغير وجدت صعوبة في شراء المواد الخام في السنوات القليلة الماضية، وعندما فعلتُ لم أتمكن من بيعها بسبب ارتفاع الأسعار، أنا سعيد للغاية أن قادتنا تمكنوا من حل هذا الموضوع".

صورة أفضل

ولا تتعلق المسألة بالمال فقط بالنسبة للكثير من الشبان الإيرانيين، حيث عبر علي عراقجي وهو أبن أخ عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين في إيران، عن اعتقاده بأن رفع العقوبات سيطلق عهداً جديداً من الوئام الدبلوماسي، ويحسن صورة إيران على الصعيد العالمي.

وعراقجي هو مؤسس حملة "يجب أن تروا إيران"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تدعو الإيرانيين إلى نشر صور عن الحضارة والطبيعة الإيرانية لمحاربة الصورة السلبية عن بلادهم والذي يشترك فيها عشرات الآلاف.

وقال: "هذا يوم مفعم بالمشاعر بالنسبة لنا جميعاً، الإيرانيون باتوا أكثر شعوراً بالأمل ومتفائلين مقارنة بالفترة التي كنا فيها تحت وطأة العقوبات القاسية، الطمأنينة ستكون سمة بارزة لمستقبلنا".

واعتبر عراقجي أن رفع العقوبات سيفتح أبواب إيران للآلاف من محبي الطبيعة والشغوفين بالفنون، الذين سيتمكنون من رؤية الوجه الآخر لإيران البلد الذي يحظى بتنوع بيئي كبير وتاريخ عريق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com