بوركينا فاسو تكتوي بنيران صاحب "العين الواحدة"
بوركينا فاسو تكتوي بنيران صاحب "العين الواحدة"بوركينا فاسو تكتوي بنيران صاحب "العين الواحدة"

بوركينا فاسو تكتوي بنيران صاحب "العين الواحدة"

أظهر الهجوم على هجوم فندق "سبلانديد" في العاصمة البوركينية واغادوغو، صعود نجم جماعة "المرابطون"، التي يقودها الإرهابي الجزائري مختار بلمختار الشهير بـ"بلعور" (نسبة إلى فقدانه إحدى عينيه أيام القتال في أفغانستان).

"صاحب العين الواحدة"، و"الأرواح السبعة".. "ملك التهريب" وغيرها من الألقاب، التي تطلق على هذا الإرهابي الخطير، الذي أراد أن يضرب بوركينا فاسو في الصميم، مفسداً فرحتها بشهر عسل ديمقراطيتها، بعد أسابيع من انتخاب "روك مارك كريستيان كابوري" رئيساً جديداً للبلاد، متوجاً مرحلة انتقالية عاصفة، لم تسلم من الانقلابات الفاشلة، في بلد افريقي شهد استقراراً سياسياً كبيراً خلال فترة الرئيس بليز كامباورى، الذي عصفت به الثورة البركينية قبل عام.

تحرك جماعة "المرابطون"، في قلب واغادوغو، وبنفس الطريقة التي نفذت بها عملية فندق راديسون بلو في العاصمة المالية باماكو تقريباً، يحمل الكثير من الدلالات، ليس أقلها أن الجماعة، التي اشتهر زعيمها بمعرفته الدقيقة بمجابات الصحراء الكبرى، وامتهانه سنين عددا للتهريب وتجارة الممنوعات، بات ينقل عملياته الإرهابية إلى قلب العواصم الافريقية، في تطور لافت.

ويرى متابعون لشؤون الجماعات الإسلامية المتشددة في غرب إفريقيا، أن "غزو بوركينا فاسو"، كما سماها بيان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي تنبى العملية، ونسبها لكتيبة تابعة للمرابطون، يظهر أن "بلعور"، يريد أن يظهر قوة جماعته وقدرتها على تصدر الواجهة في إفريقيا من جديد.

حسابات مخفية

ولا يستبعد مراقبون، أن تكون العملية الإرهابية في بوركينا فاسو، مؤشراً جديداً على تحول في العلاقة بين الإرهابي الجزائري، وعاصمة جلبت له الكثير من الصفقات المربحة أيام حكم كامباورى، حيث يعرف أن نظام بوركينا فاسو السابق، لعب دور الوساطة بين الكثير من الدول الغربية وتنظيم القاعدة، ونجح في مرات عديدة في تحرير رهائن غربيين مقابل دفع فدية مالية لخاطفيهم من الإرهابيين.

أحداث نهاية الأسبوع مؤشر آخر، على أن بوركينا فاسو، مقبلة على الاكتواء ـ كما هو الحال في جمهورية مالي ـ بنيران الإرهابيين، خصوصا في ظل التواجد العسكري الفرنسي في هذا البلد، وهو ما بدا جلياً من خلال تدخل وحدات فرنسية خاصة ومشاركتها في تحرير الرهائن، ولعب السفير الفرنسي في واغادوغو "جيليه تيبولت"، دور المراسل الحربي من خلال التغطية المتواصلة للهجوم عبر صفحته على موقع تويتر.

وتوعد من يعتقد أنه أحد منفذي هجوم فندق "سبلانديد" في واغادوغو، فرنسا بالقتال "ما بقيت فيه روح"، معلناً أن الهدف من العملية "الثأر" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

تمارين بامكو

وقد حظي تنظيم "المرابطون"، بدفعة كبيرة وتقديرا أكبر بين المسلحين المتشددين، في أعقاب هجوم نوفمبر الماضي الذي استهدف فندق راديسون بلو في باماكو، حيث قتل اثنان من رجاله ونحو 23 رهينة، وهو ما شكل تدريباً أولياً، على ما يبدو، للهجوم الأخير في واغادوغو، الذي يعلن استمرارية ة تنظيم "المرابطون" دون أي مؤشر على أنه آخذ في الأفول، وهو الذي بدا قوياً وهو يستخدم أسلحة حديثة تم تهريبها على الراجح من ليبيا، ليؤكد أن دخان "ملك تهريب السجائر"، قد يستنشقه أكثر من بلد أفريقي.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com