تصاعد العنف يدمر مدن شرق تركيا (صور)
تصاعد العنف يدمر مدن شرق تركيا (صور)تصاعد العنف يدمر مدن شرق تركيا (صور)

تصاعد العنف يدمر مدن شرق تركيا (صور)

أدت المعارك العنيفة بين القوات الحكومية التركية، ومتمردي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) إلى دمار أجزاء كبيرة من مدن وبلدات شرق تركيا، ذات الغالبية الكردية.

وشهدت أحياء عبد القادر باشا وفرات ويني شهير ودجلة في مدينة نصيبين، التابعة لولاية ماردين، والتي تضم نحو 150 ألف نسمة، غالبيتهم من الأكراد، دمار واجهات المنازل، وانهيار بعض المباني، جراء الاشتباكات.

وعبر أهالي المدينة المنكوبة عن استيائهم من امتناع الحكومة عن ردم الخنادق المحفورة في الشوارع الرئيسية للمدينة المحاذية للحدود السورية.

كما تسببت المعارك في دمار واحتراق العديد من مباني بلدات الجزيرة، وبوطان، وسيلوبي، وتضررت الكثير من وحدات الكهرباء جراء الرصاص المتطاير.

ونقلت وسائل إعلام محلية صوراً للدمار الذي طال الكثير من مباني مدينة ديار بكر؛ وعلى رأسها المسجد الكبير الواقع في إحدى أكثر مناطق ديار بكر سخونة.

وسبق أن انتقدت رئيس بلدية ديار بكر، جولتان كيشناك، بشدة العمليات العسكرية الحكومية التي تشهدها المدينة، للقضاء على متمردي "الكردستاني".

وقالت كيشناك "إننا نشهد أزمة سياسية كبرى، ومشكلة اجتماعية، ودماراً كاملاً في مدينة يعيش فيها نحو 1.5 مليون نسمة".

وأضافت "عملنا بجهد شديد لضم بلدة سور التابعة لديار بكر إلى قائمة التراث الثقافي العالمي، قلوبنا تحترق من المشهد الحالي الذي نشهده في هذه المدينة التاريخية الرائعة، فكل صخرة وجدار يتم هدمه وكل باب يتم حرقه وكل بناء معماري يتم تخريبه في سور، لن نستطيع إعادته للحياة مجدداً".

وطال الدمار عشرات المنازل في مدينة سور؛ في حي فاتح باشا ومحيط جامع كورشونلو وحي سراي كابي مع انتشار كثيف للخنادق والمتاريس في الشوارع الرئيسية.

وصعّدت الحكومة التركية، بشكل مفاجئ، من حربها على الكردستاني، لتتسبب معارك أمس السبت، بمصرع نحو 102 كردي، وجنديَين أتراك.

ورغم تركيزه بصورة أساسية، في السابق، على المناطق الريفية؛ عمد حزب العمال الكردستاني، خلال الشهور الأخيرة، إلى نقل عملياته إلى شوارع المدن الشرقية، حيث أقام المتاريس، وحفر الخنادق، لإبعاد قوات الأمن، وردت أنقرة بعمليات ملاحقة، ما أعاد للأذهان حقبة التسعينيات من القرن الماضي، التي شهدت ذروة الصراع العرقي في تركيا.

وأطلق أردوغان الأسبوع الماضي وعداً "بإبادة المسلحين الأكراد في خنادقهم وبيوتهم.. حتى يتم تطهير المنطقة من المسلحين وتدمير حصونهم" ما تسبب بدمار الكثير من البُنى التحتية للمدن الشرقية.

ويرى معارضون بأن التصعيد الرسمي جاء للتغطية على الإخفاقات السياسية لحكومة حزب العدالة والتنمية، في التصدي للأزمة مع روسيا، التي أضرت بشكل لافت بالاقتصاد المحلي.

واندلعت المواجهات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، عقب تفجير سروج الدامي، جنوب تركيا، يوم 20 تموز/يوليو الماضي، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إذ يتهم الأكراد "الدولة بالتغاضي عن نشاطات التنظيم المتشدد، والتقصير في حماية المدنيين".

ولا يلوح في الأفق بوادر للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات، في ظل التصعيد من قبل الأطراف المتنازعة، إذ انهارت عملية السلام الداخلي، بعد هدنة هشّة دامت حوالي ثلاثة أعوام، لتتجدد الحرب الدامية التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود، وراح ضحيتها نحو 40 ألف شخص.

وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون، حزب العمال الكردستاني على أنه "منظمة إرهابية" في حين يرى فيه الكثير من الأكراد مدافعاً عن قضاياهم ومطالباً بحقوقهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com