تقارير: واشنطن أنفقت 17.9 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب
فريد كمال
أثار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ردود فعل تعكس مدى الانقسام في إسرائيل، بعد تصريحات حاول فيها تهدئة أسر الرهائن، عقب تهديداتهم بهز إسرائيل بمظاهرات لم تشهدها من قبل، عقب العثور على دفعة جديدة من جثث المختطفين في أنفاق غزة.
وقال نتنياهو، إنه صُدم من القتل الفظيع للمختطفين، وردَّ عليه عضو كبير في الحكومة، أن رئيس الوزراء يعرقل الصفقة حتى لا تسقط حكومته، فيما واصل وزير الدفاع يوآف غالانت مواقفه المعارضة المعلنة بقوله، "يجب على المجلس الوزاري السياسي الأمني أن ينعقد فورًا لتغيير القرار المتخذ حول البقاء في فيلادلفيا"، وفق القناة 12 العبرية.
وردَّ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على غالانت: "الكابينت لن يسمح بصفقة استسلام تتخلّى عن أمن إسرائيل، وطالب بتقليص مساحة غزة باحتلال كيلومترين إضافيين".
وقال مصدر في الحكومة للقناة، إن التغير الفارق هو أن الوزير الحريدي آريه درعي يعتقد بأنه يجب أن يكون هناك نقاش متجدد حول محور فيلادلفيا، في اختلاف واضح في الرؤى بين الصهيونية الدينية، والحريديم، واليمين العلماني.
وبعد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن مقتل دفعة جديدة من المختطفين، خرج رئيس الوزراء نتنياهو، صباح اليوم الأحد، في بيان دعائي مسجل لـ وسائل الإعلام، ورد مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية رفض الكشف عن نفسه بقوله إن الجمهور الإسرائيلي يفهم أن رئيس الوزراء نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق حتى لا تسقط الحكومة.
وأكد غالانت أن "الأوان فات بالنسبة للمختطفين الذين قُتلوا بدم بارد، لكن المختطفين الذين بقوا في الأسر يجب أن يعودوا إلى ديارهم، وستحاسب إسرائيل جميع قادة "حماس" وقتلتها، حتى آخر عنصر فيهم".
ووفقًا لأحد كبار الوزراء في الحكومة، لم تحدد القناة اسمه، فإن "اقتراح غالانت بإلغاء قرار البقاء في فيلادلفيا يبعث رسالة إلى حركة حماس مفادها بأنه من أجل الحصول على تنازلات إسرائيلية، عليها قتل المزيد من الرهائن".
وبحسب مسؤول حكومي، يؤيد درعي مطالبة غالانت في تطور واضح بأنه ينبغي إجراء نقاش متجدد حول محور فيلادلفيا، لكنه يخشى قول ذلك علنًا، والوقوف ضد نتنياهو، وفي المقابل اختار مكتب درعي عدم التعليق على هذه التفاصيل.
ونشر رئيس شاس أرييه درعي بيانًا قال فيه: "بقلب مؤلم ومتألم، ومن منطلق القلق على المستقبل، أدعو إخوتي وأصدقائي من جميع الفصائل، والتحالف والمعارضة على حد سواء، إلى العمل في هذا الوقت من أجل وحدة إسرائيل، والتحلّى بالشجاعة، والقيادة، وعدم زيادة الكراهية، والاستقطاب، والانقسام".
وشارك الوزير السابق رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس في الهجوم على نتنياهو. وانضم إلى دعوات أهالي المختطفين للتظاهر، بقوله للأسف، على عكس مقاتلينا الذين يخاطرون بحياتهم في القتال وجهود الإنقاذ، هناك من لم يفعل ذلك، مؤكدًا أنه يعمل كل شيء لمنع هذا الموت، ونتنياهو يتردد، ويخاف، ويلعب على الوقت لاعتبارات سياسية بدلاً من التصرف.
وأضاف غانتس: "على رئيس الوزراء أن يحمي المختطفين ومواطني إسرائيل، وليس ائتلافه الذي يسيطر عليه المتطرفون... هذا الصباح يذهب طلبتنا إلى المدرسة، ويحتاج الجمهور إلى النزول إلى الشوارع. لقد حان الوقت، استبدلوا حكومة الفشل التام، اخرجوا وتظاهروا".
من ناحيته، ردَّ سموتريش على مطالبة غالانت بالقول: "الجيش الإسرائيلي، والمؤسسة الأمنية، سيكبدان حركة حماس أثمانًا باهظة، وسيكثفان الحرب حتى تدميرها وعودة المختطفين".
وأكد أن "حماس" قتلت مختطفينا تحديدًا لإجبارنا على الاستسلام، والقبول بمطالبها، والسماح لها بالبقاء، واستعادة قدراتها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى ضمن خطة الإبادة الإيرانية .
وادّعى أنه يجب تقليص قطاع غزة، حيث قال:"يجب على قوات الجيش الإسرائيلي التحرك مسافة كيلومترين إلى الداخل من الحدود الحالية وتطهير كل شيء في طريقها"، مشددًا على أن "هذه منطقة لن تعود أبدًا إلى سكان غزة".
وفي وقت سابق من اليوم، هاجم سموتريتش زملاءه في النظام السياسي وكتب:"أُدين بشدة المحاولات الكاذبة وغير المسؤولة التي تقوم بها الأحزاب السياسية للرقص على دماء أبنائنا وبناتنا، واستخدامها لأغراض سياسية، وإضعاف المجتمع الإسرائيلي على أيديهم". ووصفهم بشعب "حماس" لا شعب إسرائيل.