ليبرمان: علينا توجيه ضربة قوية لإيران تشمل مصادر الطاقة والمنشآت النووية
تترقب أوساط سياسية وعسكرية غربية تطورات إستراتيجية وميدانية في مسارات الحرب الروسية على أوكرانيا، بعد إعلان الأخيرة عن قرب شن "هجوم مضاد" ضد موسكو.
وتستعد كييف لشن هجوم مضاد كبير وتوجيه ضربة معنوية لموسكو، ويأتي ذلك بعد توغل أوكراني استمر يومين داخل مناطق حدودية غرب روسيا، وهو ما قد يجبر الكرملين على نقل قوات من خطوط الجبهة.
وشيدت روسيا تحصينات مترامية الأطراف شرق وجنوب أوكرانيا تحسبًا لأي محاولة لشن هجمات من جانب كييف، على غرار توغل قامت به مجموعات روسية قومية على منطقة "بيلجورود" الغربية مؤخرًا.
وبحسب مراقبين، بدا التوغل الذي نفذه فصيلان ينشطان في أوكرانيا، هما "سلاح المتطوعين الروسي" و"فيلق حرية روسيا"، وكأنه عملية تمهيدية "لإعداد" أرض المعركة قبل الهجوم المضاد الذي تخطط له كييف.
ميدانيًا، أغلقت روسيا الجسر الذي شيدته ويربط شبه جزيرة القرم بمنطقة "كراسنودار" في روسيا لعدة ساعات اليوم بسبب إجراء تدريبات عسكرية.
وفي إطار التحركات العسكرية أيضًا، قالت وكالة "تاس" إن أحدث غواصة تابعة للبحرية الروسية تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ باليستية ستنتقل إلى قاعدة دائمة عند شبه جزيرة "كامتشاتكا" في أغسطس/ آب، وسط جهود تبذلها موسكو لتعزيز وجودها العسكري في المحيط الهادي.
وتحمل الغواصة "جنراليسيمو سوفوروف"، التي دخلت الخدمة في نهاية العام 2022، ما يصل إلى 16 صاروخا روسيا من طراز "بولافا" برؤوس نووية.
وتعد الغواصة هي السادسة من طراز "بوراي" للغواصات الأصغر والأكثر قدرة على التخفي، وستحل محل غواصات البلاد السابقة المزودة بصواريخ باليستية.
وتعمل روسيا على تعزيز دفاعاتها في مناطقها الشرقية الشاسعة المتاخمة لآسيا والمحيط الهادي، حيث تتهم الولايات المتحدة بتوسيع وجودها، مما يثير مخاوف أمنية في اليابان وأنحاء المنطقة.
تعامل النخبة
وفي إطار حرب التصريحات الموازية، نقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول اليوم، إن روسيا ستحقق جميع أهدافها في أوكرانيا إما من خلال عمليتها العسكرية الخاصة أو من خلال وسائل أخرى.
وقال بشأن إمكانية تجميد الصراع، إن روسيا "تأخذ فقط في اعتبارها استكمال عمليتها العسكرية الخاصة: ضمان مصالحها وتحقيق أهدافها إما من خلال العملية العسكرية الخاصة أو أي وسائل أخرى متاحة".
بالتزامن مع ذلك، حذر يفجيني بريجوجن مؤسس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة من أن روسيا قد تواجه ثورة مماثلة لثورة 1917 وتخسر الحرب في أوكرانيا ما لم تتعامل النخبة بجدية مع الحرب.
وقال بريجوجن إن أوكرانيا تعد لهجوم مضاد يهدف إلى دحر القوات الروسية إلى حدود ما قبل 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وستحاول محاصرة باخموت وشن هجوم في القرم.
وأضاف عبر تيليجرام: "على الأرجح لن يكون هذا السيناريو في صالح روسيا، لذلك نحن بحاجة للاستعداد لحرب شاقة، نحن في وضع يمكن أن نخسر فيه روسيا، نحن بحاجة إلى فرض أحكام عرفية".
وأشار إلى أن النخبة الروسية تحمي أبناءها من المشاركة في الحرب بينما يهلك أبناء عموم الشعب على الجبهة، وهو وضع قال إنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في روسيا.
وقال إنه إذا استمر المواطنون العاديون في استلام جثامين أبنائهم، بينما يستمتع أبناء النخبة بأشعة الشمس في رحلات بالخارج، فإن روسيا ستواجه اضطرابات على غرار ثورة 1917 التي أشعلت حربًا أهلية.