أزمات تركيا تمنح إسرائيل المجال لتطبيع العلاقات طبقا لشروطها
أزمات تركيا تمنح إسرائيل المجال لتطبيع العلاقات طبقا لشروطهاأزمات تركيا تمنح إسرائيل المجال لتطبيع العلاقات طبقا لشروطها

أزمات تركيا تمنح إسرائيل المجال لتطبيع العلاقات طبقا لشروطها

رفضت مصادر إسرائيلية سياسية مبادرة صدرت عن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، يبدي فيها استعداده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، واعتقاده أن خطوة من هذا النوع ستخدم الشرق الأوسط بالكامل، ولكنه ربط بين حدوث ذلك وبين دفع تعويضات لأسر قتلى السفينة "مافي مرمرة" عام 2010.

واعتبرت المصادر أن مبادرة الرئيس التركي جاءت متأخرة للغاية، وربطوا بينها وبين التوترات التي نشأت بين أنقرة وموسكو منذ واقعة المقاتلة الروسية، فضلا عن التقارب الإسرائيلي اليوناني، معتقدين أن الرئيس التركي في وضع لا يسمح له بإملاء شروط.

وامتنعت إسرائيل على المستوى الرسمي من الرد على المبادرة التي أطلقها "أردوغان" اليوم الاثنين حتى الآن، ولكن مسئولين في تل أبيب تحدثوا مع وسائل الإعلام، وأكدوا لها أن ثمة حالة من الارتياح لدى المستوى السياسي، لرؤية أردوغان "وقد تصبب عرقا"، على حد تعبيرهم.

ولفتت المصادر إلى أن "الكرة حاليا في الملعب التركي، وأن إسرائيل كانت قد وجهت اعتذارا رسميا لأنقرة بعد واقعة السفينة، كما أنها على استعداد لدفع التعويضات، ولكن على اردوغان ألا يمضي في طموحة أبعد من ذلك، مثل أن يتحدث عن الحصار على غزة، لأنه يعرف أنه لا وجود لهذا الحصار"، على حد زعمهم. كما أشاروا إلى أن إسرائيل "ليست مستعدة لدفع الكثير مقابل التطبيع مع تركيا".

وطبقا للموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد أكدت المصادر التي وصفها بأنها "مصادر سياسية مطلعة"، أنه منذ الأزمة بين أنقرة وموسكو حول إسقاط المقاتلة بواسطة الجيش التركي، "بدا وأن أنقرة تريد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتحرص بوجه خاص على التوقيع مع إسرائيل على صفقة لاستيراد الغاز الطبيعي، وعرضت مد خط أنابيب يربط بين حقول الغاز الإسرائيلية حتى تركيا ومنها إلى دول أخرى في أوربا".

وذهبت المصادر إلى أن هذا الاتجاه قائم في إسرائيل أيضا، حيث يرى البعض أن ثمة ضرورة لتزويد تركيا بالغاز واستغلالها كمنطلق لدخول الغاز الإسرائيلي إلى دول أوروبا، عقب أزمتها مع روسيا، وطرح إشكالية تبعيتها للغاز الروسي، لافتين إلى أن الأتراك حاليا "في موقف ضعف واضح، ونجحوا في أمر واحد فقط، هو خلق نزاعات وخلافات حادة ليس فقط مع الرئيس السوري، ولكن أيضا مع الرئيسين الروسي والمصري".

وتنظر أنقرة بعين القلق للتقارب الإسرائيلي – اليوناني، ولا سيما في ملف التعاون في مجال الطاقة، حيث من المتوقع أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الشهر القادم مع نظيره اليوناني ومع رئيس قبرص، حيث تعقد قمة ثلاثية تركز على ملف الغاز الطبيعي وإمكانية مد خط أنابيب من حقول الغاز الإسرائيلية إلى قبرص واليونان، ومنهما إلى دول أخرى في أوروبا.

وتدرك أنقرة أنها في حال لم تتقارب فورا مع إسرائيل، وتعيد العلاقات إلى ما كانت عليه قبل عام 2010، فإن الغاز الإسرائيلي سيتجه إلى مسار آخر، وستتفاقم أزمتها بشأن التبعية للغاز الروسي بشكل حاد للغاية، وبالتالي يبحث الأتراك حاليا عما هو أبعد من التطبيع مع إسرائيل، ويتحدثون عن تحالف استراتيجي في مجالات عدة، لكن تل أبيب التي تدرك الموقف التركي الضعيف، لم تعد مستعدة لقبول شروط مسبقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com