رغم الهجمات الدامية.. سكان باريس يتمسكون بروح مدينة النور
رغم الهجمات الدامية.. سكان باريس يتمسكون بروح مدينة النوررغم الهجمات الدامية.. سكان باريس يتمسكون بروح مدينة النور

رغم الهجمات الدامية.. سكان باريس يتمسكون بروح مدينة النور

 باريس - تحدى سكان  العاصمة الفرنسية باريس البرودة والمطر، وخرجوا إلى الشوارع لتناول المشروبات، حرصا على أن تبقى الأنوار مضاءة في الأجزاء الشرقية العصرية من العاصمة، التي شهدت هجمات دامية، نفذها إسلاميون متشددون قبل أسبوع.

 وكان كثيرون من بين 130 قتيلا، سقطوا في هجمات الجمعة الماضية، وهم يتناولون مشروبا بعد العمل في ليلة خريفية دافئة، على نحو غير معتاد، عندما خرج مسلحون تابعون لتنظيم داعش من سيارات وأمطروهم بالرصاص، في أسوأ أعمال عنف تشهدها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وظل التوتر على أشده في باريس في نهاية الأسبوع حيث سرى عدد كبير من الإنذارات الكاذبة، وشهدت المدينة حالات هلع جماعي وتبادلا لإطلاق النار، استمر سبع ساعات، وقتل فيه الشخص الذي يشتبه بأنه العقل المدبر للهجمات.

وفي حين فكر كثير من سكان باريس مليا قبل النزول إلى الشوارع، دعا نحو 200 من أبناء النخبة الثقافية والإعلامية في العاصمة الفرنسية البلاد إلى التمسك بروح المتعة في مواجهة متشددين يصفون باريس بأنها "عاصمة العهر والرذيلة".

وكتب هؤلاء مذكرة في صحيفة هافينجتون بوست أمس الجمعة يقولون "بعد مرور أسبوع دعونا نضيء الأنوار والشموع في مقاهينا وشوارعنا وساحاتنا وبلداتنا ونجعل أصواتنا مسموعة من خلال الموسيقى التي يكرهونها."

وأضاف الموقعون ومن بينهم المغني شارل ازنافور والصحفية آن سينكلير، وراقصة الباليه ماري كلود بييتراجالا "احدثوا جلبة وأضيئوا الأنوار حتى يفهموا أنهم خسروا."

واستخدم الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي وسما (هاشتاج) يشير إلى الساعة 9:20 (2020 بتوقيت جرينتش) وهو التوقيت الذي بدأت فيه الهجمات الأسبوع الماضي، وحثوا الناس على الخروج وإحداث ضجيج في هذه الساعة.

وانطلقت دعوات مماثلة يوم الثلاثاء تحث الناس على الخروج لتناول العشاء في شرفات مقاهي باريس وقوبلت باستجابة.

حيوية وشابة ومرحة

وفي المنطقتين العاشرة والحادية عشرة من باريس، وهما منطقتان واعدتان تزخران بالتنوع العرقي وشهدتا الهجمات الدامية، اكتظت حانات كثيرة يتردد عليها الشبان والفنانون والإعلاميون بالثرثرة والموسيقى.

ففي مقهى بارومتر الذي يقع على مسافة قريبة من قاعة باتاكلون للحفلات، انشغلت المديرة بتلقي طلبات الزبائن، وضاقت ذرعا باهتمام وسائل الإعلام. وظل إعلان معلق على قاعة باتاكلون يشير إلى حفل فريق ايجلز اوف ديث ميتال الذي أقيم يوم الجمعة وقتل خلاله المهاجمون العشرات.

وقالت المديرة جويس كيرفران "لدينا عدد كبير للغاية من الناس هذه الليلة، لكننا نفضل ألا نتحدث عما حدث. نريد أن نكف عن الحديث عنه ولهذا يوجد موسيقي يعزف هذه الليلة."

وقال رجلان أمام نزل للشبان في شارع ريشار لونوار القريب، إن الحي كان أكثر هدوئا في الأيام الأولى من الأسبوع الماضي لكنه عاد إلى طبيعته تقريبا منذ أن أعيد فتح محطة اوبيركامبف القريبة لمترو الأنفاق.

وقال لينول دوجاراباي (65 عاما) وهو من سكان المنطقة "ضربوا هذه المنطقة لأنها حيوية وشابة ومرحة وكلها أمور يبغضونها."

وقال أوليفييه جيوجوين (39 عاما) ويعمل في مطعم "قتل عدد كبير من الناس في عاصمة كبيرة ... في أجمل مدن العالم. إنها ضربة كبيرة لكن هناك الكثير من التضامن."

باريس ستبقى باريس

 ووضعت مئات الزهور والشموع أمام مقهى كاريون ومطعم بوتي كامبودج القريب، حيث قتل مهاجمون يطلقون النار من بنادق كلاشنيكوف شبانا ومجموعات من الأصدقاء.

 وقال كليرك ريشار (30 عاما) ويعمل في متجر أبل وهو يدخن سيجارة أمام مطعم ماريا لويزا القريب للبيتزا إنه قرر أن يتناول الطعام في هذا المطعم مع خطيبته، بعد أن احتسى مشروبا مع أصدقائه في مقهى قريب ليظهر أن الحياة تستمر.

وأضاف "صدمنا جميعا. وتحدثنا كثيرا عن الأمر مع أسرتنا وفي العمل وحتى في وسائل النقل العام. أصبح هناك رابط لم يكن موجودا من قبل."

وقرب ساحة الجمهورية في باريس، كتب على شاشات عبارة "باريس ستبقى باريس" إلى جانب رابط لموقع الكتروني يرشد إلى أماكن الترفيه في باريس هذا الاسبوع، وذلك بدلا من بيانات الطقس والمرور المعتادة على هذه الشاشات.

وقالت آن هيدالجو رئيسة بلدية باريس، "إن هذه الأحياء الباريسية، التي ضربت ساحرة بحق: فهي مفعمة بالحيوية وعالمية ومنفتحة على كل ثقافات العالم"، مضيفا "لطالما كانت بوتقة ناجحة للاندماج وستظل كذلك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com