نتنياهو يتوجه لواشنطن سعيا لقطف ثمار ابتزازه لإدارة أوباما
نتنياهو يتوجه لواشنطن سعيا لقطف ثمار ابتزازه لإدارة أوبامانتنياهو يتوجه لواشنطن سعيا لقطف ثمار ابتزازه لإدارة أوباما

نتنياهو يتوجه لواشنطن سعيا لقطف ثمار ابتزازه لإدارة أوباما

يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عشية توجهه إلى واشنطن، إلى حصد ثمار الحرب الإعلامية التي شنها ضد الإدارة الأمريكية على خلفية الإتفاق النووي مع إيران والتي صورت الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أنه قام بخطوة تتناقض مع المصالح الأمنية الإسرائيلية.

ولم يتوقف نتنياهو عن طرح هذه الرواية قولا وفعلا رغم الدفء الذي تسلل إلى العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ شهور.

وتتمثل أولى هذه الثمار، في طلب تصفه وسائل الإعلام الأمريكية بـ"المبالغ فيه"، ويتعلق بزيادة قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية لإسرائيل لتصل إلى خمسة مليارات دولار.

وأثار هذا الطلب حفيظة خبراء أمريكيين خاصة وأنه يأتي في ظل الحديث عن تقليص الموازنة الفيدرالية الأمريكية، متوقعين ألا يمر الأمر بهذه السهولة.

وأشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، السبت، نقلا عن مصادر بالبيت الأبيض، إلى أنه من الصعوبة بمكان حصول نتنياهو على مطالبه المبالغ فيها وأن تل أبيب لن تحصل على مساعدات عسكرية بهذه الضخامة، متوقعين ألا تشهد المساعدات السنوية زيادات من أي نوع.

اللقاء الأول بعد الإتفاق النووي

ويبدأ نتنياهو رحلته الأحد، إلى واشنطن حيث من المتوقع أن يلتقي في اليوم الذي يليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، للمرة الأولى منذ التوقيع على الاتفاق النووي في يوليو الماضي بفيينا بين إيران مجموعة الدول الست الكبرى.

وتشير مصادر إلى أن الهدف الأساسي من المقابلة هو تمرير اتفاق جديد بشأن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل للسنوات العشر المقبلة، فيما يعتبر "تعويض أمريكي لإسرائيل ردا على الاتفاق النووي".

وتشير الصحيفة نقلا عن مصادرها إلى أن جميع التقارير التي تحدثت عن تعويضات ضخمة، هي تقارير عارية من الصحة

ولفتوا إلى أنه "لا يوجد أي مبرر لتقديم حزمة مساعدات أمريكية ضخمة لإسرائيل في ظل تقليص الموازنة الفيدرالية، والصراع داخل الكونغرس على خلفية ما يعتبره البعض إهدار الأموال بواسطة الإدارة الأمريكية".

خمسة مليارات دولار سنويا

وتشير تقارير إسرائيلية في المقابل، إلى أن تل أبيب طالبت الأسبوع الماضي بأن تصل قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية إلى خمسة مليارات دولار بدلا من ثلاثة مليارات دولار سنويا.

ويعني هذا الأمر، أن الخزانة الأمريكية ستتكلف خلال العقد المقبل 50 مليار دولارا هي إجمالي قيمة المساعدات العسكرية لإسرائيل، حتى ولو كانت غالبية هذه الأموال تذهب في النهاية إلى شركات السلاح الأمريكية، ما يطرح شكوكا حول إمكانية رفع قيمة المساعدات إلى هذا الحد.

وينعقد الاجتماع بين أوباما ونتنياهو في ظل أجواء يشوبها التوتر، منذ أن شن الأخير حملة ضارية ضد سياسات الرئيس الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني على الرغم من أن ثمة العديد من التحليلات الإسرائيلية التي أكدت أن تلك الحملة تخفي ورائها محاولات لابتزاز الإدارة الأمريكية وأنها أثمرت بالفعل عن نتائج، تمثلت في التعهد الرئاسي الذي جاء في خطاب أوباما لجميع أعضاء مجلس الشيوخ قبل أسابيع، أكد فيه عزمه ضمان أمن إسرائيل بالصورة التي تراها.

أسباب الخلاف قائمة

وتفيد تقديرات بأنه على الرغم من أن اللقاء سيركز على رأب الصدع، ولكن كل من أوباما ونتنياهو مازالا ينظران إلى بعضهما البعض بعين الريبة، وأن العلاقات في المجمل بين حكومة إسرائيل اليمينية وبين تيارات محددة بالحزب الديمقراطي الأمريكي يشوبها التوتر الحاد، والذي تمثل في إلغاء مشاركة نواب ديمقراطيين في إحتفال رأس السنة العبرية الذي نظمته السفارة الإسرائيلية في واشنطن سبتمبر الماضي.

وفضلا عن ذلك، تقول صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتشكك في نوايا نتنياهو بشأن استئناف المحادثات السياسية مع السلطة الفلسطينية طوال فترة ولايته المتبقية حتى يناير العام 2017، عقب نهاية الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر العام 2016.

وعشية الزيارة المرتقبة، قام نتنياهو بخطوة تصب في اتجاه تعميق التوتر بين الجانبين حين قرر تعيين ران باراتس في منصب المستشار الإعلامي ورئيس الدبلوماسية العامة والإعلام في مكتبه، على الرغم من مواقفه المعادية للإدارة الأمريكية ووصفه لأوباما في مارس الماضي بأنه "يعادي السامية".

وعلى الرغم من الضجة التي أحدثها تعيين باراتس قبل أيام، وتزامن التعيين مع الزيارة وتفسيره على أنه موجه ضد أوباما شخصيا، حاول نتنياهو موازنة الأمور وكتب في تدوينه له على "فيسبوك" أن: "تصريحات باراتس غير مقبولة ولا تليق بشخص في هذه المكانة، كما لا تعبر عن مواقف حكومتي"، زاعما أن "باراتس اعتذر عن تصريحاته وأنه سيتحدث معه لدى عودته من واشنطن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com